ما نرأه بغزه  اليوم من الطبيعي أن يشكل حاله من الاحبا ط ليس لشيء الا لضعف الموقف العربي من الاحداث الجاريه هناك  فعلى مدارالمراحل التاريخيه للصراع العربي الصهيوني و الذي تم  لاحقا وصفه بالصراع الفلسطيني  الصهيوني ,, وعلى مدار سته وستين عامآ من الصراع ,  لم يشهد العالم العربي حالة من الانسلاخ عن الواقع الفلسطيني كما هو الواقع اليوم،,,وذلك لاسباب كثيره ليس أولها مايجري اليوم بسوريا والعراق ومحاولات تحطيم القوه العسكريه للجيش العروبي السوري تمهيدآ لفصول أخرى من معادله مركبه تستهدف كل اركان الدوله  السوريه بشكل خاص ,,  ومحاولة أضفاء طابع جد يد للجغرافيا والديمغرافيا العراقيه لتقسيم المقسم فيه وفق معادله تضمن للكيان الصهيوني المسخ المزيد من ألامن والامان لكيانهم المسخ , اما مصر فهي تعيش اليوم أسوأ مراحلها التاريخيه فهي اليوم تعيش في ظل انقلابات مستمره ,وتغير أنظمه بين كل سنه واخرى ,وللأن لا نستطيع أن نبلور فكره عن طبيعة الدور المصري بالمنطقه ولكن للأسف هناك شواهد ان سيا سة نظا م مبارك ما زالت حاضره للأن بالمشهد السياسي بمصر ,,فهذه  الثلاث د ول الكبرى مشغولة بملفات الاستقرار الداخلي ,,,

فاليوم نحن العرب نواجه نجابه تحد يآ مصيريا لم نجابه مثيلا له في تاريخنا المعاصر، فإما أن نصمم على أن نكون أحرارا ومناضلين ومقاومين ولا نرضى بالهوان,,واما أن نكون  الفريق الأضعف، بل الفريق الذي سلبت منه حقوقه,,ومستعد اليوم أكثر وأكثر للتنازل عن المزيد من حقوقه حتى لايسقط بشكل كامل ,,, فليس من شك في أن المرحلة المقبلة هي أصعب المراحل في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني ,ولذلك للأسباب الأنفة الذكر,, ففي زمن لم تكن فيه إسرائيل الصهيونيه أقوى مما هي عليه اليوم، لم يكن الجانب العربي  فيه أضعف مما هو عليه اليوم, فاليوم يتفوق نتنياهو الصهيوني على رفاقه بإ قدامه على التنفيذ، والتنفيذ في هذا المجال يعني اقتلاع من تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه وهذا لن يكون الا بأسقاط  محور القوه العربية المتمثل بثلاثية مصر وسوريا والعراق ,,

أما بالنسبه للشعوب العربيه فلم تعد تؤمن بقمم زعماء العرب وجامعتهم العربيه التي أصبحت للأسف تكنى  "بالعبريه " نتيجه  لعمالة بعض زعماء الاعراب للكيان الصهيوني ,فقد اجتمع العرب بقمتهم متفقين فيما بينهم على ان لايتفقو هكذا تقول المقوله الاكثر شهره عندما يتم الحديث عن قمم العرب, فمنذ انعقاد القمم العربيه ونحن نشاهد حجم الخلافات الداخليه بين بعض الانظمه العربيه الوظيفيه بالمنطقه فيما بينها,,


فمن خلاف الى خلاف ومن قمه الى قمه، وما زال العرب بخلاف ولم يتفقو ولن يتفقوا لسبب وحيد وهو تعدد المرجعيات وتضارب مصالح المشغلين لبعض الكيانات الوظيفيه الطارئه بالمنطقه، فرغم حجم الملفات الكبيره وحجم وقوة وخطورة المرحله المصيريه التي تعيشها الامه العربيه اليوم، ما زلنا نرئ خلافات هذه الكيانات الوظيفيه على مفاهيم قذره ان عكست او ان دلت على شيء فلاتد ل الاعلى بعض  الانظمه العميله التي تحمل حقد وغد ر وعماله لمشغلين لايريدون لهذه الامه ان تصل الى أي شيء يكون فيه خير لها ولشعوبها,,

فاليوم بغياب  دور سوريا كقوة ردع وصمام أمان لحركات المقاومه بالوطن العربي وخصوصآ في فلسطين ولبنان ,، فلا موقف عربي رادع ولاعرب ولاعروبه، فبغياب سوريا العضو المؤسس والعضو الفعا ل بكثير من مراحل الامه بهذه الجامعه فلا قرارات مصيريه، ولا خير لهذه الامه، فاليوم عندما يجتمع العرب دون وجود سوريا بسبب حجم  الفوضى التي زرعتها القوى الصهيو-ماسونيه –الاعرابيه فيها ,، وبغياب دور فاعل للعراق فيها بسبب ازمات داخليه وخارجيه تعصف فيه حاله حا ل  مصر، التي مايزال  يحاول الكثير من الاعراب بدعم مشغليهم الصهاينه والماسون الحاقها بركب الفوضى التي تعيشها سوريا والعراق و تخريبها وتدميرها وتمزيقها جغرافيآ وديمغرافيآ كنموذج للتجربه العراقيه  ، فاليوم بغياب دور فاعل لسوريا ومصر والعراق لنعترف ان هذه المرحلة هي مرحلة طمس الهويه العربيه، فلاعرب بدون هذه الثلاثيه الوجود يه بتاريخ العرب ...

فهذه الثلاثيه هي من صنعت للعرب ارثهم المعاصر هي من اوجدت للعرب مكانه بين امم العالم المعاصر , هذه الثلاثيه هي التي تملك تراث الماضي والحاضر لكل العرب ومن عواصم هذه الثلاثيه خرجت بنية الإسلام ومنها انتشر الاسلام وفيها ومن ابنائها اشتد ساعد الاسلام، هذه الثلاثيه هي من خرجت علماء الامه الابرار ومنها خرج المثقفين والشعراء ومنها تعلم كل العرب الادب وكتابة الاشعاروالعلوم الطبيه والثقافيه والمهنيه والفنيه ومنها وفيها خرج العروبيين وتعلموا اخلاق وفلسفة العروبه ووحدة المفهوم والمصير العروبي، ومن هذه الثلاثيه صنعت و خرجت اقوى الجيوش العقائديه العروبيه ومنها ولدت معركة تشرين ومنها حسب للجيوش العروبيه الف حساب,,

هذه الثلاثيه يقول عنها الصهاينه انها أمان وأمن العرب فيخاف الصهاينه من التقائها ووحدتها فهم دائمآ يرددون مقولة انهم لايخافون من وجود اسلحه نوويه ومتطوره لدى العرب بقدر خوفهم من توحد ثلاثية مصر وسوريا والعراق، فبدون هذه الثلاثيه لايحسب لا للعرب ولا للعربان أي حساب، فلاعرب ولاعربان الا بوجود هذه الثلاثيه المصريه السوريه العراقيه فعندما تكون مصر وسوريا والعراق بخير، فحينها نثق ان الامه كل الامه بخير لان قوة ومنعة الامه هي بقوة ومنعة هذه الثلاثيه ,,

وبهذه المرحله المصيريه من تاريخ الامه  نستطيع أن نقول  أنه  بقمم   العرب فلاعرب ولا عروبيين الا من رحم ربي من المشاركين بهذه القمم فهم قله امام حجم العملاء المدعين حرصهم على خيرهذه الامه وهم بالحقيقه هم من سببو خراب وتشتيت وتدميروضياع بوصلة  هذه الامه،، وبالنهايه لا اقول الا ان العرب بدون سوريا ومصر والعراق لا يملكون بوصلتهم الحقيقيه فالبوصله الحقيقيه هي وجود مصر والعراق وسوريا وحينها سيكون العرب بأوج قوتهم ووحدتهم بوجود هذا الثلاثيه التي بدون وجودها فكل الذي يجري الان ويسمى قمم عربيه ما هو الا مهزلات ومسرحيات هزليه.

 

سيريا ديلي نيوز - الاردن -الكاتب والناشط السياسي - هشام الهبيشان .


التعليقات