سيريا ديلي نيوز - خاص

ونتابع في حضن الشيطان ـ الجزء12

قال البروفسور فريدريك : ان الدول التي ستغرق بالديون , وتصبح عاجزة عن تسديد الديون والفوائد , سيتم رهن قرارها السياسي والاقتصادي للبنك الدولي الذي بدوره سيكون قد وضع خططه والوسيلة المناسبة لاسترداد الفوائد , وهذا ماحدث في هنا باليونان حين اغرقت اليونان بالديون من اجل بناء مشاريع سياحية ضخمة , ثم اتجهت لتركيا لتدعم اقتصادها لتكون قدوة للعالم العربي والاسلامي على حساب جارتها اللدودة اليونان التي سقطت في العجز المالي بعدم قدرتها على تسديد الديون والفوائد التي تتراكم كل عام ., وهذا ماحدث في تونس ومصر لدرجة اصبحت مصر مهددة بالافلاس ولهذا لن يستطيع اي رئيس من نفض اي اتفاقية مع اسرائيل او اعلان اي حرب لانه مديون والبنك الدولي يتحكم برغيف الخبز المصري والتونسي والسوداني واللبناني واليمني ,,,

وهذا مايريدون ان يفعلوه بسوريا التي لم تكن مديونة ابدا والتي كانت تكتفي بالاكتفاء الذاتي , ولم يكن المصرف التجاري السوري مرتبط بالبنك الدولي كما هو حال لبنان البلد الصغير الذي وصل حجم دينه الى اكثر من سبعين مليار ومازال حتى الان يدفع فوائد القرض الذي حصل عليه من اجل التغلب على مصاريف فيضان 1958 . قلت : أريد أن أتوقف قليلاً أمام بعض ماجاء في كلامك الاخير , وأفهم عدة أمور أولها بما يتعلق بتركيا ..

 ماذا تقصد بأن البنك الدولي دعم تركيا لتكون قدوة للعالم العربي والاسلامي ..؟ قال : لنفس الاسباب وصل الاخوان المسلمين الى السلطة في تركيا , وتم دعمهم بشتى الوسائل ليرى العالم العربي بأن وصول الاخوان الى السلطة قد جعل الاقتصاد التركي في أحسن حالاته , وأن العالم كله يتعامل معهم باحترام فلماذا لايصل الاخوان والاسلاميون الى السلطة في البلاد العربية وينجحوا وينقذوا الاقتصاد ويكسبوا احترام العالم كما فعلت تركيا .. وتكفل بالمهمة بعض العرابين الاوربين والامريكيين الذين التقوا شخصيات اسلامية وقيادات احزاب مع امراء الخليج لتسهيل دعم مالي وسياسي واعلامي وكان لابد من زلزال عنيف يحرك الناس فابتدعوا مايشبه الانتفاضة الفلسطينية واطلقوا عليها اسم الربيع العربي باتقاف من منظمات مدنية وغير حكومية ودعم لوجستي وهذا ماحدث فعلا في تونس ومصر.

قلت : وهكذا وصل الاسلاميون للحكم في كل من تونس ومصر .؟ قال : تماماً ..ولكن لن يستمروا أبداً ..

قلت : بما أنهم لم يستمروا.. فلماذا راهنوا عليهم منذ البداية ... ؟ قال : هذا هو المطلوب تمامأ ., استفادوا بايصالهم للحكم ., وسيستفادوا أكثربعزلهم من الحكم !

قلت : ماذا استفادوا بايصالهم للحكم ..؟ قال : أشياء كثيرة .. أولها أن وصول الاخوان للحكم كان مجرد حلم صعب المنال , ولتحقيق هذا الحلم وافق الاخوان على شروط كثيرة قبل البث بنتيجة الانتخابات التي انحصرت مابين شفيق ومرسي ..

سألت بسذاجة : وهل وافقوا ..؟ تأملني بهدوء : أنت تعرف بأنهم وافقوا , وإلا لما وصل مرسي للحكم ., فلماذا تسأل ..؟

قلت : أسأل لأعرف اذا كان بالامكان أن تقول لي الشروط التي وافقوا عليها ..؟ قال باسماً : يعجبني الرجل الذكي , ولكن أنت لاتسأل عن الشروط بل تسأل لتعرف على ماذا وافقوا ؟

قلت له : ليكن .. أنا لاأنكر هذا ., ولكن على مايبدو لاينقصك الذكاء أيضاً ياصديقي قال : شكراً , وسأوضح لك أمراً مهماً حين انهت مارجريت سكوبي عملها كسفيرة للولايات المتحدة الامريكية في مصر, تم تعيين آن باترسون كسفيرة في القاهرة وقبل استلامها عملها قامت بزيارة الى اسرائيل واقسمت امام الحائط المبكى أن تسعى جاهدة لمساعدة اسرائيل ان تحصل على حقها من العرب المجرمين وتسعى جاهدة ان تنتقم لليهود بتشتيت العرب في دول العالم وتسعى لعودة اليهود من جميع انحاء العالم ليعيشوا في دولة يهودية حدودها من النيل للفرات ., ولهذا نجحت في ترويض الرئيس مرسي واصبح قصر الاتحادية تحت تصرفها , وأصبحت تتصرف وكأنها الحاكم فيه ., وأكثر من ذلك استطاعت أن تحصل من مرسي على وثائق مهمة جداً تثبت ملكية اليهود للمشاريع المصرية التي اسسوها قبل أن يصادرها عبد الناصر ويطردهم من مصر.

 قلت باستغراب شديد : وما اهمية هذه الوثائق الان ؟ قال : هذه الوثائق مهمة جداً ياصديقي ., فهي تثبت أن ماكان يملكه اليهود في مصر كثير ., وكثير لدرجة يجعلهم يعودون أسياداً على مصر ., لأنه يثبت بالوثائق انهم الملاك الاصليين لمصر وليس كما هو متعارف عليه الان ..

وباستغراب أيضاً : ألهذه الدرجة .. أكاد لاأصدق ! هل لي ببعض الامثلة ؟! قال : الوثائق تثبت بأن اليهود هم من بنى الاهرامات وليس الفراعنة ., وأن مصر سرقت قناة السويس حين تم تأمميها بعد ثورة يوليو , وهناك وثائق عن املاك وعقارات ومشاريع تعود ملكيتها لليهود .,

سالته : ماذا يمكن أن تفعل اسرائيل لتثبت حقها , وترغم مصر على الاعتراف بذلك . ؟. قال : ليس مصر فحسب بل العالم العربي كله ., فهذه الوثائق التي حصلت عليها من مصر , حصلت على وثائق اخرى من تونس والسعودية والعراق والسودان والمغرب وليبيا وايران ولبنان وسوريا وبقية الدول العربية ..

قلت : انتظر لحظة ..أشعر باني تذكرت الان ماقاله لي البرفسور توماس حول تكليف اشهر الخبراء القانونين بالعالم لوضع دراسة كاملة ستحدث تغيراً جذرياً في قضية الصراع العربي الاسرائيلي . قال : نعم .. فقد ضخت وزارة الدفاع الاسرائيلي مبلغ مليون دولار لتغطية تكاليف الخبراء القانونين لدراسة قانون سيطرح على الامم المتحدة والمحكمة الدولية ويتمثل بعدة نقاط أهمها : ـ اسرائيل تطالب مصر برد أملاك اليهود المصريين الذين تركوا المدن المصرية منذ عام 1948 . ـ اسرائيل تطالب كل من الدول العربية التالثة / مصر وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان ولبنان وسوريا والعراق والاردن والبحرين بتعويضات / 300 / مليار دولار امريكي عن أملاك حوالي مليون يهودي منذ عام 1948 . ـ اسرائيل تطالب المملكة العربية السعودية بدفع تعويضات / 100 / مليار دولار مقابل أملاك اليهود في المملكة منذ عهد الرسول وحتى الان !. ـ اسرائيل تطالب ايران بدفع تعويضات / 100 / مليار دولار عن مئات القتلى والمفقودين من اليهود الايرانيين دون معرفة مصيرهم حتى اليوم .

قلت : نعم هذه المعلومات اخبرني بها البرفسور توماس منذ فترة , وأعرف بأن هذه الدراسة سيتم التصويت عليها أولاً بالكنيست الاسرائيلي للتصديق عليها ليتم تنفيذها من خلال طرحها بالامم المتحدة . قال : تماماً ., ومن خلال هذه القضية تكون اسرائيل قد ضربت عصفورين في حجر واحد ..

العصفور الاول : الاعتراف بان اليهود هم سكان الشرق الاصليين قبل مجئ الرسول وهذا مايفسر تحديد الفترة الذمنية بتعويضاتهم من السعودية منذ تلك الحقبة .

والعصفور الثاني : المال الذي شيضع العالم العربي على حافة الافلاس . والبداية ستكون من مصر حين سيحكم لاسرائيل بتعويضات خيالية سيدفعها المصريين بقروض من البنك الدولي , ويضعهم في حالة افلاس لايستطيعون دفع اقساط قروض البنك الدولي ., وهنا سيأتي دور مجلس الامن ليجبر مصر بتنفيذ الاتفاق الذي سينص على حق اليهود بالعيش في دولة من النيل للفرات مقابل عودة اللاجئين الفلسطينين الى غزة وسيناء والضفة والاردن وسيكون القرار اجباري.

قلت : أشعر وكأنني في حلم ., قل لي بأن كل ماقلته مجرد احلام وافتراضات .؟ قال : لا ليس حلماً بل حقيقة وسيتحقق ولهذا كان سيناريو الربيع العربي سألته : اذا كان هذا جزء من الاستفادة بايصال الاخوان للحكم ., فماهي الاستفادة بعزلهم من الاستمرار بالحكم .؟ أشار لاصابع يده السبابة والابهام وقال : هناك الاول والثاني :

 

تتمة في الجزء 13 ترى ماذا كان يقصد البرفسور فريدريك بالاول والثاني .؟ هذا ماسنعرفه الاسبوع المقبل

 

 

يعقوب مراد

سيريا ديلي نيوز


التعليقات


فائز مظلوم
احييك استاذ يعقوب. ويرجى ان تنشر بكتاب.

Aziz Awash
فعلاً معلومات و اسلوب مثيرة جداً للاهتمام. نرجو صدور كتاب