خاص-سيريا ديلي نيوز

 

أنهيت كلامي في الجزء التاسع حين سألني البرفسوري فريدريك ان كنت مازلت مصراً على معرفة الحقيقة !!

نظرت الى اليزابيت .,

فوجدتها تأكل أظافر أصابعها قلقة , وكأنها فهمت نظرتي فاسرعت إلي تطلب الحديث على انفراد ,, وخرجنا من الغرفة السرية لبهو الكنيسة ..

وسألتني : مابك !؟ قلت : أتسأليني مابي حقاً !؟

فجأة أجدك بعد غياب طويل

وأجد نفسي في دوامة كلما حاولت أن أفهم شيئاً أجد نفسي لاأفهم شيئاً , وأن الأمور تزداد غموضاً ..

وكلما شعرت بأن الحقيقة أصبحت بقبضة يدي أجدها كالرمل تتسرب من بين أصابعي ..

قالت : قل لي ماالذي يقلقك !؟

قلت باستغراب : ليزا..! كل الذي أنا فيه .

وتسألين ماالذي يقلقني .!؟

أسمعي أنا عشقت الصحافة السلطة الرابعة لانني كنت معجبا في صحفي كبير اسمه سعيد فريحة , وكنت معجب بعبارته الخالدة : علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت ..

ولهذا اخترت الصحافة وركوب المخاطر .,

ولم اكتب يوماً فانتازيا أو تخيلات واحلام بل كنت اكتب كل مااراه بعيني أو ألمسه بيدي وأنت تعرفين هذا , ولهذا جئت هنا لافهم شيئاً واحداً

ـ الحقيقة ـ حقيقة مايحدث في سورية..

قاطعتني : وحقيقة ماحدث في تونس وليبيا ومصر واليمن اليس كذلك ..!؟

صرخت غاضباً : لايهمني ..لايهمني ... ثم اقتربت منها هامساً :

ـ أسمعيني جيدا .. انا لم يعد يهمني الربيع العربي بشي , ولايهمني مايجري بكل هذا العالم ..

كل مايهمني اليوم سوريا بلدي وبس ..

يهمني اعرف حقيقة مايحدث في سورية. أرجوا أن تفهمي ذلك جيدا ياليزا وأرتميت على مقعد الكنيسة متعباً حتى الموت ..

اقتربت مني , أحتوت رأسي بين ذراعيها, قبلت جبيني في محاولة لتهدئتي ولتخفف عني موضحة بان كل مااريد معرفته سأعرفه قريباً سألتها :

لماذا يلح علي البروفسور بالسؤال ان كنت فعلاً أريد أعرف ..؟

قالت : البروفسور كان متعاونا معك لانه أحبك , وأحب الانسانية فيك , ووثق بك نتيجة كلام البرفسور توماس وكلامي أنا , ولهذا فتح لك باب الهاربون وقدمهم لك ,

وهو ينتظر أن تثق به ليقدم لك كل ماتريده ..

ـ وكيف اثق به وأنا لاأعرفه ..؟

وسألتني : هل تثق بالبرفسور توماس ,,؟

قلت : طبعاً

ـ هل تثق بي أنا تلميذتك ليزا ..؟

ـ طبعاً قالت : اذن يجب أن تثق به , وعلى مسؤوليتي أنا..

وبينما كنت أتأمل بريق الرجاء في عينيها , في محاولة لاستمد قوة الثقة والامل يجعلني اتخذ القرار الصعب ..

بعكس ماكنت أفعله فيما مضى حين كنت أشعر بأن أوكسجين إنسانيتي بدأ ينفذ من روحي واني غير قادر على اتخاذ آي قرار , أسرع لدمشق الياسمين لأذوب فيها حباً وعشقاً وكرامة , ففيها أحافظ على إنسانيتي التي أحبها , وأفتخر بها . ولاأريد أن أخسرها في غربتي .

رن تلفوني فرأيت نمرة غريبة لاأعرفها فاستأذنت ليزا بالرد فاشارت بيدها أن لااذكر مكان وجودي, وكان صوت ايمن يعقوب ابن بلدي محرده

الذي رحب بي في اليونان ودعاني لزيارته فاعتذرت بلباقة بان وقتي لن يسمح بذلك فاكد لي ان الدعوة مفتوحة وقائمة في اي وقت مناسب وراح يتحدث عن محرده وذكريات الطفولة جعل ابتسامة الفرح تتراقص على وجهي وتذكرت ماقلته ذات يوم لطالبة :

في محرده عاشرت الصبر وعاشرني كرهته .,

ولم يكرهني وعندما كبرت .. وأدركت أن عقل الانسان في الصبر فهمت لعبة القدر فشكرته .,

ولم يشكرني بل أفهمني أن أشكر محرده مدينتي لأنها أول من علمني أبجدية الصبر .

أنهيت المكالمة , وشعرت بان هذا ماكنت انتظره فعلاً واقتربت من ليزا باسماً ,

قائلاً : ـ الان أستطيع إتخاذ القرار الصعب

ـــــــــــ . يعقوب مراد . ـــــــــــــ

ـ في الحلقة القادمة الحقيقة

هي ماتريده انت او مايريده الاخر

فماهي الحقيقة التي سنعرفها !!

 

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات