خاص سيريا ديلي نيوز - ايفانا ديوب

 

أضحت البطالة شبحا يرعب غالبية الشباب الذين أنهوا تحصيلهم العلمي ومازالوا ينتظرون فرصة العمل التي تحقق طموحهم وتجعلهم عناصر فعالة في المجتمع ولمت تزل مشكلة توفير فرص العمل الشغل الشاغل للمجتمع بأكمله رغم التوسع الكبير الذي حصل في المنشآت العامة والخاصة وتنامي الاستثمارات بمختلف أشكالها .فلماذا يسعى شبابنا الى الوظيفة ..؟وهل حقا أصبحت الوظيفة حلما ؟أم ان الأمر مجرد تحقيق لرغبة الاهل في رؤية ابنهما موظفا أم أن الوضع الاقتصادي للغالبية يجعلهم أكثر سعيا وراء الوظيفة ...؟ هل التوجه والرغبة في وظيفة القطاع العام ذاتها في القطاع الخاص ....؟هذا ما حاولنا التعرف عليه من خلال لقاءات عديدة أجريناها مع شريحة من الشباب ......

 

طقوس العمل لا تعجبني .....صبية خريجة قسم الاعلام قالت:تخرجت منذ أربع سنوات وحتى الآن لم يحالفني الحظ رغم وجود فرص كثيرة للعمل في القطاع الخاص ولكن لاأرغب بها .لأن طقوس وأجواء العمل الخاص لاتعجبني ،إضافة الى عدم تناسب التعب والجهد مع الدخل

القطاع العام أكثر أمانا شاب خريج قسم لغة عربية فقال: تقدمتن لأكثر من مسابقة ولكنني لم أتعين والآن اعطي دروسا خصوصية في القرية ..والوظيفة هي حلمي ،وحلم أهلي الذين ينتظرون وظيفتي بفارغ الصبر بسبب الحاجة الفعلية لها ...علما أنه توجد فرص عمل كثيرة في القطاع الخاص.ولكن هناك ساعات عمل طويلة لا تتناسب مع الدخل ،إضافة الى أن الموظف مهما بلغت عدد سنوات خدمته في القط

القطاع الخاص يخرج دون تأمين أو ضمان ،خلاف القطاع العام الذي يعد أكثر امانا ..

وطالبة خريجة رياض أطفال فقالت :اختصاصي يسمح لي بافتتاح روضة ..وهذا الأمر يكلف

وجميل أيضا ولكن لا يوجد الرأسمال الكافي لذلك وهذا يجعلني أبحث عن وظيفة في القطاع العام لأنني لا أحبذ العمل في القطاع الخاص

أعداد كبيرة للخريجين وفرص عمل قليلة....طالب خريج معهد كمبيوتر :أعمل في موقع جيد في القطاع الخاص ..ودخلي جيد مقارنة مع سنوات الخدمة في القطاع العام...ولكن القطاع الخاص لم يرتق بعد في تأمين العامل وما نتمناه هو تطوير هذا القطاع ليضاهي القطاع العام من حيث الضمان والتأمين في ظل الأعداد الهائلة للخريجين ،وقلة فرص العمل

للضرورة أحكام

أعمل في القطاع الخاص بسبب الحاجة الماسة للعمل فأنا معيلة أسرتي .هذا ما قالته احدى الفتيات مضيفة نعمل والخوف والقلق يرافقانا دائما ..ففي أي لحظة يخسر القطاع أو الشركة التي نعمل بها ينقطع مصدر رزقنا ونبقى في الشارع ...ولكن للضرورة أحكام

ولمعرفة رأي علم الاجتماع ...تحدثت مع الاختصاصي بعلم الاجتماع حيث قال: عموما الثقافة السائدة بين شبابنا هي أن القطاع العام أكثر أمانا وطمأنينة رغم عدم الرضا أحيانا على سوية العمل أو المكانة والتي قد يوفرها له القطاع الخاص كما توجد فكرة أخرى سائدة في المجتمع وهي أن الكثير من الشباب يقول :اذا كنت سأعمل عملا حرا لماذا تعلمت ،وهذا مفهوم خاطئ لان التعليم يجب ان يكون من اجل تحقيق وتمكين الشاب من تلبية احتياجاته والتصدي لمشكلاته وليس فقط من اجل العمل اما الامر الآخر والذي نجده وبكثرة فهو الضغط الذي يمارسه الاهل على أبنائهم من أجل اختيار الدراسة او العمل أو طبيعة العمل بغض النظر عن رغباتهم..

تشجيع المشاريع الصغيرة لدى الشباب ...وأضاف الاختصاصي :من الضروري وجود مبادرات على مستوى تشجيع المشاريع الصغيرة لدى الشباب .وتحفيزهم من خلال توفير حاضنات أعمال وأفكار جديدة تجعل الشباب شركاء حقيقيين في الدولة والمجتمع ،ومحاولة توجيه الشباب وتشجيعهم لخلق شراكات مع سوق العمل ،ورفض ثقافة الاتكالية والاعتماد على الدولة في تأمين فرص العمل لهم وخاصة أنه سنويا يوجد الآلاف من الخريجين ...

 

وأخيرا : البطالة مشكلة قائمة لا يمكن حلها الا من خلال تعاون وجهد جماعي ..ووفق آلية واضحة ومجددة ..ومن خلال توفير المشاريع القادرة على إيجاد فرص العمل وإيجاد صيغة للتعاون بين القطاعين العام والخاص ونأمل من الجهات المعنية العمل وبذل جهود مضاعفة لمعالجة او السيطرة على موضوع البطالة التي تزايدت في سورية وخاصة خلال الازمة

سيريا ديلي نيوز


التعليقات