د.تركي صقر

 منذ البداية لم يكن لدى اصحاب التيار التكفيري الظلامي مشروعا سياسيا فكانت لغتهم القتل وكان حوارهم التدمير والتفخيخ وكلما انتقلوا من افلاس الى افلاس هاجوا وماجوا وصعدوا من ارهابهم الدموي حتى ضربت الحمى رعاة الارهاب وحلفهم الشيطاني مؤخرا فراحوا يفجرون في كل مكان واي كان ولم يبق امامهم من محرمات ولم يوفروا طفلا اوشيخا او مدرسة اومسجدا او كنيسة او سفارة اومؤسسة خيرية او شارعا او تجمعا بشريا المهم لديهم الايتوقف منظر الدم وتمزيق الاشلاء ومن بيروت الى دمشق الى بغداد الى طهران الى قاهرة المعز آثارهم الاجرامية تدل عليهم .. والسؤال ماذا بعد هذا المسلسل المتواصل من الاجرام بحق الشعب السوري ؟؟ وماذا بعد استهداف السفارة الايرانية والضاحية الجنوبية في بيروت وقوى المقاومة في عقر دارها ؟؟ وهل دخل الارهاب مرحلة جديدة وجن جنون رعاته حتى أمروا بهذا التصعيد الوحشي الذي تجاوزالخطوط الحمر كلها ؟؟ والى اين يمكن ان يندفعوا كالوحوش الهائجة ؟؟ في البداية لابد من القول ان رعاة الارهاب من اصحاب الفكرالارهابي التكفيري الاسود وصلوا الى حال من الافلاس لايحسدون عليها فظنوا ان طريق الدم هو الذي سيقلب المعادلات لصالحهم ويوصلهم الى مآربهم الدنيئة فكان ولوغهم اكثر فاكثرفي سفك الدماء السورية والعراقية والمصرية واللبنانية والايرانية دون ان يدركوا ان افلاسهم حالة مستمرة وجاء نتيجة طبيعية لفشل وسقوط تجاربهم العديدة والمديدة المسخرة اساسا لخدمة المخطط االصهيوامريكي في المنطقة ..ومن الغريب الايعترفوا بالهزيمة ومن الغريب ايضا ان يسوقوا ان قائدهم السعودي بندرسيد الجواسيس في العالمين العربي والاسلامي لايقبل بالخسارة مهما كان حجم الويلات والمآسي واللحم الحي المستباح .. لكن هذه الجرائم العمياء لايمكن ان تكون بلا نهاية واصحابها سيظلوا عاجزين على الاستمرار في لعبة مناطحة الجدران التي بناها محور المقاومة واضحت عصية على الانكسار.. وكما فشلوا في تسويق افكارهم الظلامية وفشلوا اكثر في التعمية على انخراطهم في خدمة اعداء شعوب المنطقة تحت رداء الاسلام لابد انهم سائرون الى الفشل الاكبر في الاستمرار بطريق الدم والحرائق والاجرام الوحشي الذي لايعبر الا عن الافلاس والعقم واقتراب سقوطهم المدوي النهائي المرتقب .. واحسب انه من اليسير على اي متابع ان يرى ويلمس ان هناك عوامل عديدة ادت لهذا العصاب السعودي التكفيري الذي جعل المملكة الاستبدادية المحصنة من كل خطر تفقد توازنها وتتخلى علنا عن هدوئها المصطنع المعروف عنها سابقا في التعامل مع مختلف التحولات الحساسة التي مرت بها المنطقة .. واهم هذه العوامل هي : 1- خيبة امل مريرة ضربت انظمة اﻻرهاب التكفيري في المنطقة جراء اﻻنكفاء اﻻمريكي وعدم تدخل واشنطن العسكري المباشر مما اوحى وكأن امريكا تخلت او ابتعدت على اﻻقل عن حلفائها وبدأت ترفع الغطاء الدولي عنهم تدريجيا . 2- شعور النظام الحاكم في السعودية بانه لم يعد مميزا وﻻ مدللا من قبل اﻻدارة اﻻمريكية كما جرت العادة منذ اتفاق الملك عبد العزيز المؤسس لحكم آل سعود في شبه جزيرة العرب مع الرئيس اﻻمريكي روزفلت عام 1933 وقد بدأ هذا الشعور يتنامى مع تنامي الحديث عن اكتشاف النفط والغاز الصخري داخل اﻻراضي اﻻمريكية مما يشي بتراجع وظيفة المملكة وانتفاء الحاجة اليها كمصدر استراتيجي لتزويد الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية بالطاقة الاحفورية . 3- احباط سعودي كبير من تراجع ادارة اوباما عن شن عدوان عسكري مدمر على سورية بعد ان حددت ساعة الصفر واستلمت من المملكة كامل تكاليف هذا العدوان ولم تسمع باﻻتفاق اﻻمريكي الروسي الذي اوقف العدوان اﻻ من وسائل الاعلام اﻻمر الذي نجم عنه رد فعل سعودي نزق واحمق تمثل في رفض عضوية المملكة لمقعد في مجلس اﻻمن الدولي وامتناع وزير الخارجية سعود الفيصل عن القاء كلمته المقررة في الدورة الاعتيادية للامم المتحدة في نييورك. 4- قلق سعودي مبالغ فيه ومضخم من التقارب اﻻيراني اﻻمريكي والبدء برفع العقوبات عن ايران الى درجة الحديث علنا عن تحالف سعودي خليجي مع اسرائيل لتخريب هذا التقارب وتوجيه ضربة عسكرية مشتركة للمشاريع النووية اﻻيرانية وتم تسريب حديث عن فتح اﻻجواء السعودية امام الطيران اﻻسرائيلي لضرب ايران . 5- حيرة وارتباك في الموقف السعودي تجاه مايجري في مصر وعدم الاطمئنان الى النظام الجديد رغم تهافت المملكة عليه في البداية واغراقه بالمساعدات والمعونات الماليه الهائلة وتكاد تفقد اﻻمل بقدرتها على احتواء مصر مثلما عجزت قطر وتركيا لكن الفشل هنا يعني الكثير للسعودية لانها في عذع الحالة ستخرج صفر اليدين مما اسموه ثورات الرببع العربي ﻻسيما بعد النجاحات الكبيرة للجيش العربي السوري في القضاء على الموجات اﻻرهابية التي تدفع بها السعودية الواحدة تلو اﻷخر لاسقاط الدولة السورية .. 6- عزلة دولية خانقة بدأت تطل برأسها حول رعاة الارهاب قي السعودية والخليج بعد ان استشعرت امريكا ومعها اوروبا مخاطر هذا الارهاب وارتداداته عليها ومن الصعب على المملكة ان تقود تيارا مستقلا عن الارادة الامريكية والغربية في المنطقة لذلك نرى هذا التخبط لاول مرة في المواقف السعودية وانتقالها من فشل الى آخر . ان اهم رهانات السعودية التي شرعت في الانهيار كان الحاق الهزيمة بسورية ولكل من يريد ان يتذكر يعرف كم كانوا يرو جون الى ان سقوط سورية لايتعدى الاشهر القليلة ووضعوا هذه المعلومات المزيفة على لسان كل القادة الغربيين واولهم اوباما الذين كانوا يصرحون ليلا ونهارا ان ايام الرئيس الاسد معدودة .. فاين تصريحاتهم اليوم ؟؟ وما قيمة ماقالوه بالامس وهم يتسابقون الآن للتأكيد على ان الحل السياسي هو الخيار الوحيد عبر مؤتمر جنيف 2 ؟؟ ولا يستبعد ان يظلوا لفترة لايصدقون ان واشنطن لم تعد الآمر الناهي في هذا العالم اوالمقرر الوحيد لمصير المنطقة .. ولايستبعد ان تقودهم افكارهم الظلامية ومايملكون من قدرات مالية اسطورية الى انهم قادرون بالارهاب الاعمى على قلب موازيين القوى على الارض بعد ان أخذتهم العزة بالآثام والجرائم التي ارتكبوها وفاقت كل التصورات .. ومن الواضح ان قصربصرهم وبصيرتهم مرة ومرات سيجعل المنطقة وابنائها يدفعون ثمنا باهظا جدا قبل ان يدركوا انهم يناطحون الجدران وان ما يفعلونه يزيد من قوة هذه الجدران وان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء وانه ليس امامهم سوى الاعتراف بالهزيمة مهما تجبروا بالمال الحرام واغتروا بسلاح الارهاب الاسود ..

tu.saqr@gmail .com

سيرياديلي نيوز


التعليقات