نقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر في مصرف سورية المركزي قولها: إن ما يتم تناقله من أخبار عن نية المركزي التدخل في أسواق الصرف عبر ضخ كتل مالية من الدولار، إنما هو تلاعب لفظي، لجهة أن المركزي لم يتوقف عن التدخل منذ أشهر ولم يبتعد عن السوق، ويتدخل بشكل يومي وفق حاجة السوق في إطار العرض والطلب، بحيث يتحقق التوازن في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ويضع حداً لمغامرات المضاربين في أسواق سعر الصرف. وبينت المصادر أن تدخل مصرف سورية المركزي بشكل يومي عبر ضخ كميات من القطع الأجنبي، أعاد التوازن لسعر صرف الدولار، وأبقاه ضمن الحدود المقبولة نوعاً ما، وأضافت: إن تحديد مبالغ بعينها أو مبالغ تقريبية لتدخل المركزي في يوم محدد، إنما هو رجم بالغيب، لأن المركزي يتدخل وفق حاجة السوق دون تحديد شريحة معينة فلو احتاج السوق إلى 60 مليون دولار لتم ضخها فوراً، ولو احتاج لإشباع حاجته من الدولار لمليون واحد لتم ضخه، أي وبعبارة أخرى- ودائماً حسب الصحيفة- ما من تحديد للشرائح المبيعة، بل هي مفتوحة إلى ما لا نهاية ما دامت السوق بحاجة لإعادة التوازن إليها، مع الأخذ بالحسبان أن جلسات التدخل الإيجابي التي نفذها مصرف سورية المركزي خلال الفترة الماضية بشكل علني وموعد مسبق، شهدت ضخ كميات من الدولار تجاوزت 70 مليون دولار أميركي، في إطار أدوات متعددة يملكها للتدخل في أسواق سعر الصرف. مصرف سورية المركزي، ووفقاً لما نقلت الصحيفة عن المصادر، أوضح أن وسطي المبالغ المبيعة عبر المصارف الخاصة أو عبر المركزي بفرض التدخل الإيجابي ليس عبرة ولا يعبر عن شيء بتاتاً، بل العبرة في حاجة السوق للاكتفاء من سعر الصرف المفضي إلى التوازن، مع الأخذ بالحسبان أن المبالغ التي تقل عن 20 مليون دولار تعتبر مبالغ قليلة أو شرائح ضئيلة في عرف المصارف المركزية، إضافة إلى أن المركزي يسبر حاجة السوق ويدرس معطياتها ويتدخل في السوق لتحقيق التوازن، في إطار مهمته التي شكك فيها البعض سابقاً في إطار المؤامرة التي تنفذ في سورية، وعندما ارتفع الدولار متجاوزاً حاجز 100 ليرة سورية خلال الفترة القصيرة الماضية، استغل البعض هذه الظاهرة الشاذة ليبثوا سمومهم ويشككوا في فعالية أداء المركزي، وليتفضل هؤلاء ويقولوا لنا كيف انخفض سعر صرف الدور في السوق المحلية وعلى مرحلتين خلال أقل من 5 أيام من فوق 100 ليرة سورية إلى نحو 78 ليرة سورية؟ مع الإشارة إلى أن الكثير ممن مارسوا المضاربة في سوق الصرف باتوا يواجهون العدالة الآن بعد ضبطهم، لأن ما قاموا به كان أذية بالغة لاقتصاد وطنهم، لتحقيق أرباح شخصية دون الاهتمام بأثر ذلك في معيشة إخوانهم من السوريين. وعن استمرار التدخل في سوق سعر الصرف، نقلت الصحيفة عن المصادر قولها: إن المصرف سيستمر في التدخل وقرار مجلس النقد والتسليف في هذا الشأن واضح، حيث ينص على تدخل مصرف سورية المركزي بشكل يومي وفوري ومباشر ومستمر في سوق سعر الصرف لضبطها وإحلال التوازن فيها، إضافة إلى أن مصرف سورية المركزي ما زال يملك توليفة جديدة من أدوات التدخل الإيجابي في أسواق الصرف، بالتوازي مع المتابعة الدقيقة لكل العاملين في هذا القطاع من مؤسسات ومكاتب الصرافة حتى لا يتوهم البعض أن الحبل في السوق على غاربه، والجهات المعنية غافلة أو عاجزة عن التدخل. وأضافت المصادر: إن المخزون المتوافر لدى المركزي من العملة السورية ضخم وكافٍ، وما من خوف كما يروِّج البعض من مسألة الإنفاق، ولاسيما أن هذه الإشاعات تنتشر بين فترة وأخرى في إطار المؤامرة على سورية، ولكن موعد صرف الرواتب والأجور يُكذِّب في كل مرة هذه الإشاعات والأخبار المفبركة مرة بعد مرة، وهو ما عزز الثقة أكثر بين المواطن والقطاع المصرفي الوطني.   سيريا ديلي نيوز

التعليقات