الطموح والإيمان بالمستقبل جمعا النحاتين السوريين الشباب تحت ظلال قلعة دمشق العريقة ليحفروا على الخشب ضمن الملتقى النحتي «إبداعات شبابية» خطوط غدهم الواعد آملين في أن يحظوا بالدعم الأكبر للارتقاء بفنهم والسفر به إلى مختلف دول العالم حاملين معهم رسالة سورية في الفن والإبداع والأصالة. ففي ساحة القلعة وفي أحضان الملتقى الذي تنظمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية تراصفت القطع الخشبية التي بدأ النحاتون الشبّان يشكلون ملامحها الأولى لينطق كل عمل ببصمة صاحبه ولتحكي كل قطعة لزوار الملتقى قصة الإبداع السوري الشاب.
الفنان ثائر سليمان يقول: إن المشاركة في الملتقيات النحتية تتيح له فرصة المعرفة كنحات شاب مشيراً إلى أنها المشاركة الثالثة له كنحات أساسيّ بعد مشاركته كنحات مساعد إضافة إلى مشاركات في عدة معارض مثل معرض الربيع ومعرض الشباب. ويتحدث سليمان عن القطعة النحتية التي يعمل عليها موضحاً أنها قطعة تشمل الجسد الأنثوي على خشب الجوز وهي تعبّر عن ارتباط الخلق بالخالق عبر الروحانية لدى المرأة. ويعمل سليمان على منحوتته مستنداً الى أكثر من تقنية ومدرسة ومعتبراً ان ملتقى واحداً لا يكفي لدعم النحاتين الشباب بل ثمة ضرورة لإقامة معارض أكثر وتعدد أنواع الخامات متمنياً أن يكون هناك نحت على المعدن والحجر وليس على الخشب فحسب كي يتمكّن الشبّان من توسيع خبرتهم العملية والاحتكاك بفنانين من اختصاصات متعددة معتبراً أن الدعم المادي ضعيف فالمبالغ المطروحة في الملتقيات قليلة جداً ولا تتناسب مع الطاقة المتوافرة ويطمح سليمان الى بلوغ مرحلة تتوافر فيها مدرسة خاصة بالنحت والمشاركة في ملتقيات خارجية.
النحات سامر روماني يتحدث عن مشاركته سابقاً في ملتقى النحت على الحجر في طرطوس وأنجز خلاله أكبر عمل نحتي على جرف صخري ويقدم اليوم فكرة جديدة هي عمل نحتيّ بأسلوب تعبيري اسمه «هارموني» عن حركة المرأة وأنوثتها وتناغمها مع الإيقاع الموسيقي. ويؤكد على ضرورة تقديم الدعم الأكبر للفنانين من خلال مشاركة فنانين أجانب وفنانين عرب ليحصل اختلاط وتفاعل بين الثقافات المتنوعة.
أما سيلفانا الريس التي تشارك للمرة الأولى في الملتقى فتقدم نموذجاً من عملها منحوتة تمثل خطوطاً منحنية تعكس تناغم الرقص مع حركة الموسيقى. وتؤكد على ضرورة إقامة ملتقيات ومعارض دورية لدعم الشبّان وأن يتوافر لهم مكان مخصص دائم للعمل فيه وتوفير المواد الأساسية فثمة شبّان لا يستطيعون تأمين هذه المواد بسبب تكاليفها المرتفعة فيأتي الطالب ويعمل في مكان تحت إشراف وزارة الثقافة ما يهبه فرصة للعمل. وتطمح سيلفانا إلى أن تصبح فنانة معروفة على مستوى سورية وعلى مستوى عالمي.
أما ولاء كاتبة التي تشارك للمرة الثالثة في الملتقى فتعمل اليوم على تنفيذ عمل عنوانه «شغف ملاك» ويمثّل شخصا يخرج من قوقعة مظلمة نحو النور بأمل قويّ وتشير الى أنها جسدته بجسم يخترق كتلة معتمدة تقنيات متنوعة. كما ترى أن الشبّان في حاجة إلى دعم من خلال المساعدات المالية وتأسيس جمعيات للفنانين والنحاتين لدعمهم فنياً وجمعهم في مكان واحد بحيث توفر لهم علاقات داخل سورية وخارجها للتعريف بالمواهب ويزداد عدد الملتقيات. وتطمح النحاتة الشابة إلى أن يحمل فنّها بصمة سورية في أي بلد تسافر إليه.
ساندرا الريس تخوض أولى مشاركاتها كنحاتة بعد مشاركتها السابقة كنحاتة مساعدة معتبرة أن أبرز ما يميز هذه الملتقيات الروح الجماعية إذ تؤمن فرصة التعارف مع أشخاص جدد وفنانين و تساعد هذه الملتقيات الفنان في بداية حياته في السير في الاتجاه الصحيح. وتشارك الريس في الملتقى بمنحوتة تمثل تناغماً موسيقياً مستوحى من مفتاح الصول وهو عبارة عن شكل تجريدي.

 

التعليقات