بين مصدر في "وزارة الصحة" "متخصص" بمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات، -طلب عدم ذكر اسمه- تخوفاً من المساءلة، أن مخاطر صحية جمة قد يتسبب بها الظهور الكثيف والمفاجئ للحشرات في دمشق وريفها، وخاصة الأنواع الجديدة منها التي لم نرها منتشرةً في دمشق وريفها من قبل، موضحاً أن انتشار القمامة بهذا الكم الهائل في بعض المناطق الساخنة في الريف" يزيد من الظروف المواتية لانتشار ذبابة الرمل المتسببة بمرض اللايشمانيا "حبة حلب"، إضافة إلى قدرة البعوض والذباب المنتشر بشكل كبير على نقل الأمراض المنقولة بالماء والغذاء كالانتانات المعوية، والتهاب الكبد، والحمى التيفية وغيرها.

وأرجع وفق صحيفة "الوطن" المحلية، سبب انتشار الحشرات إلى عدم تمكن البلديات في ريف دمشق من ترحيل القمامة والنفايات إلى المكبات النظامية، وعملها على نقلها وحرقها في أطراف المدن، متهماً "البلديات" بالتقصير في مكافحة هذه الحشرات، من حيث عدم قيامها برش المبيدات، وخاصة في المناطق الآمنة في الريف حيث لا حجة أو مبرر لعدم الرش الذي يعتبر الحل الوحيد لانتشار هذه الحشرات إضافة إلى ترحيل القمامة.

بدوره بين رئيس دائرة المبيدات في "وزارة الصحة" أيمن الخطيب، أن سبب انتشار هذه الحشرات لا يرجع إلى تقصير المحافظة والبلديات في العمل،وإنما إلى عدم توافر المبيدات، بسبب الظروف الحالية، مشيراً إلى أن مكافحة الحشرات ليس من اختصاص "وزارة الصحة" وإنما من اختصاص "وزارة الإدارة المحلية" والمحافظات والبلديات، مع أن الصحة تهتم بالتنسيق مع الإدارة المحلية بمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض السارية كاللايشمانيا والملاريا وغيرها.

بدوره نفى مدير الشؤون الصحية بـ"محافظة دمشق" طارق صرصر مقولة "عدم توافر المبيدات"، موضحاً أن "محافظة دمشق" تحوطت مطلع العام الماضي بكميات كبيرة منها، وهي تقوم بواجبها في رش المبيدات، ومكافحة الحشرات في مدينة دمشق إلا أن الحشرات تأتي من الريف إلى المدينة، على حين تعد مكافحة الحشرات مسألة بيئية تتطلب مكافحة متكاملة، إلا أن وضع الريف في ظل هذه الظروف يصعّب مكافحة الحشرات، ويعرقل رش المبيدات في جزء كبير من الريف، وخاصة في المناطق الساخنة حيث تنتشر القمامة في الشوارع من دون أن تجد من يرحلها، وحيث غدا الكثير من مصارف الصرف الصحي مكشوفة، وبالتالي فإن أي تيارات هوائية من شأنها أن تنقل الحشرات من الريف إلى مدينة دمشق، ما يفرغ عملية رش المبيدات في دمشق من أي فائدة.

وأضاف صرصر: "بدأنا في دمشق برنامجاً لمكافحة الحشرات ورش المبيدات مطلع أيار الماضي، إلا أن الأوضاع الأمنية لا تسمح بتنفيذ عمليات الرش في الساعات المثالية من النهار، وهي فترة الصباح من الخامسة إلى الثامنة، وفترة المساء من الثامنة حتى الحادية عشرة، وهذا يعني أن النتائج المرجوة من الرش في دمشق تفقد نحو 50% من الفعالية المطلوبة، خاصة مع التصاق المدينة بالريف حيث لا مبيدات تُرش ولا حشرات تُكافح".

وتوقع صرصر أن تستمر "دورة حياة" هذه الحشرات خلال شهري حزيران وتموز مع ارتفاع درجات الحرارة، وعند انخفاض درجات الحرارة ستخمد الحشرات بشكل تلقائي، كما يمكن أن تخمد مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد خلال شهر آب.

ومن محافظة الريف بينت عضو المكتب التنفيذي لقطاعات الصحة والبيئة والعمل هالة قدور، أن تعليمات المحافظة للبلديات تقضي بتنفيذ عمليات رش ضبابي ورذاذي لمكافحة الحشرات، متهمةً مجالس البلديات بالتقصير وعدم رش المبيدات "المتوافرة" في هذه البلديات، وحجة الأوضاع الأمنية هي حجة واهية، وخاصة في المناطق الآمنة كجرمانا، التي وصفت رئيس مجلس بلديتها بالمقصر و"التعبان".

التعليقات