سيريا ديلي نيوز-خالد غندور

غالباً ما ينصح الأطباء في وصفاتهم باستخدام المياه المعدنية كجزء من العلاج لبعض الحالات المرضية كونها تحتوي على مكونات هامة لجسم الإنسان أو لأنها من المفترض أن تكون نقية وخالية من الشوائب أو العوالق أو الجراثيم، لكننا اليوم أمام حادثة قد تتنافى وأسباب هذه الوصفات الطبية وتتعارض مع صفات وميزات هذه المياه باعتبار أن التلوث أو الشوائب ليس من المفترض تواجدها في مكونات هذه المياه النقية فكيف هو الحال إذا ما كانت ظاهرة للعيان؟!

فقد ابتاع المواطن (س.ع) من سكان دمشق عبوة مياه صحية معدنية من أحد المحال التجارية بعد أن نصح الطبيب المعالج لابنته باستخدام هذه المياه لحالتها الصحية وبينما كان يهم بفتح العبوة تفاجأ بجسم أسود صغير يتخلل شفافية ونقاوة المياه المعبأ بالعبوة وبعد التأكد من وجود هذا الجسم الغريب توقف المواطن (س.ع) عن فتح العبوة وما كان منه إلا أن ذهب إلى المحل الذي ابتاع منه هذه العبوة لعرضها على صاحب المحل والذي قام بدوره بهدأته وإعادة ثمن العبوة للمواطن بعد أن تولدت القناعة لدى المواطن بأن هذه كمية العبوات التي لدى هذا المحل قد تكون معبأة بنفس توقيت تعبئة العبوة الملوثة ولذلك فإن فرصة تلوث بقية العبوات واردة منطقياً... فهل انتهت الإشكالية بهذا التصرف أو عند هذا الإجراء؟!

إننا إذ نعرض هذه الحادثة ونستعرضها فإننا بالتأكيد أبعد ما نكون عن التشهير بصناعاتنا الوطنية لكننا وللأسف أمام ظاهرة خطيرة بل وخطيرة جداً من غياب الرقابة الصحية على المنتجات خصوصاً إنها وصلت إلى هذا المنتج الذي لا يمكن تجاهل مدى تأثيره على صحة وسلامة المواطنين لأنه ومن المعروف لدى القاصي والداني والمتعلم والجاهل أن الماء على التحديد هو من المكونات التي تدخل إلى جسم الإنسان كي تتحول إلى جزيئات من دمه تسري في عروقه وتمر عبر كافة أعضاء وأجزاء جسم الإنسان وعلى ذلك فإن وجود شوائب أو جراثيم أو عوالق قد يؤدي إلى نتائج كارثية وبالمعنى الكامل والصريح لهذه الكلمة خصوصاً أننا لا نستطيع غض النظر أو التغاضي عن تأثير المياه الملوثة على صحة الإنسان والمواطن السوري إذا ما استذكرنا أو تطرقنا إلى حالات التهاب الكبد الوبائي التي انتشرت في بعض المحافظات الشرقية نتيجة تلوث بعض مياه الأنهار والجفاف الذي أصاب تلك الأنهار في السنوات القليلة الماضية.

إننا نؤكد على أننا من طرحنا هذا لهذه الحادثة نقصد ونهدف ونسعى بكل جهدنا كسلطة رابعة وبشفافية مطلقة على إعادة تفعيل دور أجهزة الرقابة الصحية وأنه يجب أن تكون أكثر صرامةً وحزماً في ممارسة عملها الرقابي وفي هذه الظروف الحرجة من واقع البلاد أكثر من أي وقت مضى أو كان لأن فرص التجاوز والتمرير الآن متوفرة وبشكل أكبر بكثير من أي وقت مضى، كما أننا نؤكد على أن الرقابة مطلوبة الآن وبشكل أكبر من أجهزة الرقابة في المعامل والمصانع العام منها والخاص وخصوصاً المنتجة للمواد الغذائية التي قد تؤثر بشكل أو بآخر وحتى ولو كان هذا التأثير على المدى البعيد في البنية الصحية لجسم المواطن السوري.

التعليقات