شكل قرار الحكومة رفع أسعار الفيول بنسبة 370%  ضربة موجعة للصناعيين السوريين وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الصناعة السورية نتيجة للاحداث الجارية حاليا وما يعانونه من ارتفاع تكاليف الانتاج وصعوبة تأمين العمال وجنون أجور النقل ووضعه المتابعون للوضع الاقتصادي السوري بتوجه الحكومة لرفع الدعم عن كافة المشتقات النفطية  .

الصناعي محمد أورفلي اشار لموقع "B2B" الى أن  معظم المصانع اليوم أغلقت أبوابها بسبب الظروف الراهنة ، و هل من المنطق الحكم بالاعدام على الصناعيين  المكافحين الذين استمروا بالعمل ، إن هذا التصرف لا يضغط إلا على المصانع التي تعمل الآن في ظل هذه الظروف و عوضاً عن مكافأتها جاءتها العقوبة ومن المعروف أن آلاف  المعامل توقفت عن العمل ومن هو مستمر فيعمل بالحدود الدنيا بغية تغطية النفقات ودفع اجور العاملين لديه وعدم جعلهم عاطلين عن العمل ومع كل ذلك يتم رفع سعر الفيول ليصعب من ظروف العمل ويزيد من هموم الصناعيين .

وفي محاولة للتعرف على نتائج رفع سعر الفيول على أسعار  المنتجات الصناعية أكد مصدر في غرفة صناعة دمشق لموقع ""B2B"  أن الامر يختلف من صناعة لأخرى  فرفع سعر الفيول يؤثر في تكاليف إنتاج بعض الصناعات وخصوصاً الإسمنت حيث يصل ثمن الفيول إلى نسبة 33% من تكاليف إنتاج الإسمنت وتزيد النسبة في صناعة السكر، وكذلك الفورميكا، الزجاج، الورق الصحي والكرتون، السيراميك الذي يشكل الفيول حوالي 20 % من التكلفة ، القرميد والآجر، الخيوط والأقمشة القطنية والنسيجية، الحديد، صباغة النسيج، بروفيلات الألمنيوم، المنظفات، الكونسروة، والنشاء وبالتالي فإن الضرر الكبير سيصيب معظم الصناعات وبنسب مختلفة وسيدفع الكثيرين للتوقف عن العمل وخصوصا ان العمل بالظروف الحالية هو في غاية الصعوبة وكان الاجدى بالحكومة تقديم الدعم للصناعة السورية وليس زيادة أعبائها .

وكانت  وزارة النفط والثرة المعدنية"  حددت  سعر طن الفيول بـ 50 ألف ليرة سورية للطن بدل (13500) ليرة المعمول بها منذ عام ونصف بعد رفعه من 7500 ليرة إلى (13500) ليرة للطن.

وبحسب مصادر وزارة النفط فإن السعر الجديد أقل من السعر العالمي الذي يتراوح اليوم ما بين 570 - 580 دولاراً للطن الواحد ولو تم احتسب المبلغ على سعر صرف الدولار بـ 125 ليرة فان سعر الطن سيتجاوز 70 ألف ليرة.

اخيرا فمن المؤكد ان المواطن هو من سيدفع ثمن رفع اسعار الفيول وما سيصاحبها من ارتفاعات حقيقية ووهمية حيث سيلجأ من بقي يعمل من الصناعيين لرفع اسعار منتجاته بنسب تفوق نسبة الزيادة كما جرت العادة .