ايران تفرض حظرا على المنتجات ااغتنم محمود عباس فرصة انشغال سورية بتتبع حلقات المؤامرة الكونية عليها وأعلن تخلّيه كرئيس لسلطة رام الله عن حق عودة ملايين الفلسطينيين الذين عندما غادروا بيوتهم تحت وقع المؤامرة عليهم آنذاك تمسكوا بمفاتيح البيوت والبيارات على أمل العودة قبل قطاف الزيتون والبرتقال في موسم عام 1948.. اختزل محمود عباس فلسطين بمن بقي فيها وبما أصبحت عليه عقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 واختزل آلاف الشهداء والمهجّرين واللاجئين والموعودين وشهداء الانتفاضات الفلسطينية عندما خاطب الإسرائيليين عبر التلفزيون الرسمي بقوله.. أرى فلسطين في الضفة الغربية وغــزة والباقي هو إسرائيل مع أن غزة كانت في عهدة مصر والضفة الغربية في عهدة الأردن.. هكذا أخذ محمود عباس قراره ومنح الإسرائيليين وعـداً وصكاً فلسطينياً ومن رام الله ومن على شاشة صهيونية.. صكاً يشبه إلى حد بعيد الصك الذي أصدره بلفور قبل ما يقرب من مئة عام.. لا بل ما منحه عباس للإسرائيليين تجاوز ما منحه بلفور وزير خارجية بريطانيا يوم قطع وعداً باسم حكومة الانتداب البريطاني بمنح اليهود وطناً قومياً لليهود سيقام على أرض فلسطين، بينما لم يقل عباس "رئيس السلطة الفلسطينية" إن الأرض فلسطينية وإنما إسرائيل ومن حق إسرائيل ودولة إسرائيل وإن فلسطين ما كان تحت الإدارة المصرية وتحت الإدارة الأردنية فقط، بمعنى أن عباس تنازل عن الأرض قبل أن يتنازل عن حق العودة.. أعاد محمود عباس إلى أذهان الفلسطينيين والعرب إلى الأذهان المهاجرة.. والمخدّرة.. والمنخرطة في مشكلات العرب والأنظمة التي تدير لعبة الربيع العربي أثــارَ في أذهان البسطاء والعجزة حاملي ذكريات الأرض والبيوت والبيارات واللجوء وقائع وعد عباس وإسقاطات وعد بلفور والزمن الفاصل بينهما بما يحمل من الشهداء والجثامين والدموع والدماء وعلى وجبة صهيونية بالع الجور واكتفى بالقشرة. هل اغتنم عباس انشغال سورية بمعالجة موجات الإرهاب الجسدي والفكري التي تجتاح البلاد.. والعباد.. قدم "القائد والقدوة" ما يندى له جبين أي فلسطيني عندما قال إنه يرغب في زيارة صفد مسقط رأسه ولكن ليس من الضروري أن يقيم فيها وهذا يعني أن القائد والقدوة يشرعن وجود أي فلسطيني لاجئ في أرضه وأن جماعة النأي بالنفس في لبنان سيواجهون مشكلة توطين الفلسطينيين وبالتالي فإن لبنان مرشح للانفجار من جديد على خلفية التبرير الذي قدمه عباس. كما يعني إنه على فلسطينيي سورية الانخراط في شؤون سورية الداخلية وكذلك الحال في أي بلد هم فيه، بما يعني أيضاً أن المنطقة مقبلة على نشاط استيطاني فلسطيني في الأراضي العربية بما يبشر بربيع فلسطيني جديد يشبه ربيع العربان ولكن من نوع آخر من شأنه تحويل الأنظار عن مسألة التخلي عن فلسطين الأرض.. والتخلي عن فلسطين الدولة وما على إسرائيل إلا استكمال السيناريو الربيعي الذي بدأ في غير مكان. بعد وعد بلفور هبَّ الشارع العربي من أقصى المغرب إلى أبعد نقطة عربية في المشرق، وعبّرت الشعوب العربية عن غضبها وشجبها وإدانتها ولعنتها على بلفور. اليوم يقدم بلفور فلسطين وعداً هو الأخطر فيما يسود الشارع العربي صمت مريب يدعو بعضه إلى الحزن على أمّة نفدت مشاعرها وبوصلتها وقادتها ورواد فكرها والبعض الآخر يدعو إلى اليأس من الزعامات الفلسطينية التي خانت شعبها وأرضها وسلاحها، ومن الزعامات العربية التي دجّنت الفكر القومي بما تيسر من النفط والدولار وتأجير الإرادات وتجييرها لصالح كل من يستهدف الأمة العربية.. يبدو أن القيادات الفلسطينية التي زاودت على عباس من قبل وادّعت أنها تمسك بناصية المقاومة وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر هم أسوأ من عباس بما لا يقاس وقد ذهبوا حيث تريد لهم الولايات المتحدة الأمريكية أن يكونوا. حمل كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بُعيد احتلال أمريكا للعراق لائحة مطالب وقدّمها إلى الرئيس بشـار الأسـد من أبرزها إغلاق مكاتب حماس في دمشق.. يومها رفضت سورية الإملاءات وتعرضت للضغوط الأمريكية ومن نتائجها ما يجري في سورية اليوم. اليوم أغلقت سورية مكاتب حماس بعد أن أفرغوها هم من أنفسهم ومن برنامجهم السياسي المخادع.. وذهبوا حيث تريد لهم الولايات المتحدة أن يكونوا.. أية قضية فلسطينية دفعْنا أعمارنا وأموال شعبنا وتضحيات أجيالنا من أجلها.. هل هي زيارة صفد بتأشيرة دخول إسرائيلية يا محمود عباس.. ويا عباسيو حماس..؟لاجنبية د.فايز صايغ سيريا ديلي نيوز.

التعليقات