رغم أن جلسات النقاش في مجلس الشعب كشفت وجود تناقض مابين العمل بروح الدستور الجديد والنظام الداخلي القديم إلا أن أغلبية الأعضاء أكدت أن إحداث أربع لجان جديدة حول الحريات العامة والأسرة والشباب والإعلام يشكل خطوة إصلاحية كبيرة وشجاعة وتضيف إلى دور مجلس الشعب بعداً اجتماعياً ولاسيما في باب تعزيز ثقة المواطن بالمجلس ويعكس الحرص على مصلحة الشعب وملامسة حياة المواطنين وتحقق تطلعات فئة كبيرة من المجتمع وتؤسس لدور كبير لمؤسسة المجلس في المجتمع.
بالمقابل وأمام هذه العناوين الكبيرة فإن التحدي القادم أمام المجلس هو تحديد مهمة تلك اللجان بدقة وربط اختصاصها بم
فاصل ومرجعيات تنفيذية من وزارات ومؤسسات وهيئات حرصاً على أدائها وكيلا تتعارض وتتضارب مع عمل لجان أخرى وإلى إعادة توزيع المهام ضمن اختصاص كل لجنة لتحقيق التكامل في عملها كيلا تكون حبراً على ورق ولاسيما أنه لا توجد المفاصل التنفيذية التي من المفترض أن تترجمها من مشاريع إلى واقع ملموس
سابقة كبيرة
حول فاعلية هذه اللجان قال أمين سر المجلس خالد العبود: أعتقد أن مجلس الشعب من خلال هذه العناوين التي طرحها من صيانة للحريات الشخصية ومبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين والإسهام بالحياة السياسية والتظاهرات السلمية والإضراب عن العمل وتكوين الجمعيات والمنظمات الشعبية ضمن إطار المبادئ الدستورية يسجل سابقة كبيرة ليس على مستوى التشريع وإنما على مستوى دوره في الدولة و المجتمع, إذ إن المجلس كان سابقاً يعمل من خلال دستور ونظام داخلي على دوره في الدولة لهذا كان المجلس غائباً في محطات كثيرة ولم يكن حاضناً في المجتمع, ويضيف العبود أزعم أنه على هذا المستوى وبفضل هذه اللجان الأربع قام المجلس باستحداث أو إنتاج ثورة يمكن أن أدعوها ثورة الدور التشريعي الأول وبما يمكن أن تلعبه في المرحلة القادمة على مستوى الاتصال مع الناس والمواطنين, وأعتقد أنه يمكن أن نحصر دور المجلس من خلال لجانه الدائمة فقط في مفاصل السلطة التنفيذية والتي مهما اتسعت لا يمكن أن تشمل الدولة والمجتمع, وبفضل الدستور الجديد والمتغيرات الهائلة والأزمة التي نمر بها أصبح من الملح علينا أن تمتد أضلاع وأيادي مؤسسة مجلس الشعب كي تصل إلى مساحات أكبر وإلى زوايا وتفاصيل أوسع لكون أن الضرورة والحاجة هما اللتان أملتا مثل هذا الدور أو مثل هذه الاستطالة.
المطبخ الحقيقي
السيد زهير طراف عضو مجلس الشعب أكد بدوره أهمية اللجان الأربع ولاسيما في هذه المرحلة التي تمر بها سورية وضرورة إيلائها مزيداً من الاهتمام والرعاية وتفعيل عملها مشيرا إلى أن إحداثها يحاكي في مضامينه وأهدافه التعددية والتشاركية السياسية لكونها جسراً للثقة بين المواطن والمجلس.
وقال السيد طراف: اللجان هي المطبخ الحقيقي لكل القوانين حيث يتم نقاشها وتعديلها أو إلغاؤها وبعد ذلك يتم طرحها في جلسة علنية للتصويت عليها وهناك حماس كبير لدى الأعضاء لتفعيل عمل اللجان الدائمة و الجديدة من خلال زيادة نسبة الخبرات والكفاءات وإمكانية الاستعانة بخبرات من خارج المجلس لتقديم المشورة, كما أن أغلبية الأعضاء يمتلكون مؤهلات ووعياً كبيرين وكلهم راغبون بتعبيد الطريق أمام الإصلاح ونقل هذا البرنامج الكبير من حيز المشروع إلى حيز التطبيق.
تشرين
سيريا ديلي نيوز
2012-07-10 17:14:26