ذكرت صحيفة "قاسيون" المحلية أنه مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، ومنذ ما قبل بداية شهر رمضان، لمس السوريون بشكلٍ مباشر الارتفاعات الكبيرة في أسعار مختلف السلع الأساسية الضرورية، حيث ارتفع وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد، وفقاً لـ"مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة"، ليقفز إلى أكثر من 5.6 ملايين ليرة سورية (أما الحد الأدنى فقد وصل إلى 3,546,083 ليرة سورية). يجري ذلك كله بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية - أي أقل من 13 دولار شهرياً) شديد الهزالة وغير كافٍ لتغطية أي شيء فعلياً من أساسيات الحياة.

وأشارت الصحيفة أنها تعتمد طريقة محددة في حساب الحد الأدنى لتكاليف معيشة أسرة سورية من خمسة أشخاص. وتتمثل بحساب الحد الأدنى لتكاليف سلة الغذاء الضروري (بناءً على حاجة الفرد اليومية إلى حوالي 2400 حريرة من المصادر الغذائية المتنوعة. ولهذا الهدف، اعتمدت قاسيون على حساب الوجبة الأساسية للفرد خلال اليوم الواحد التي صاغها مؤتمر "الإبداع والاعتماد على الذات" للاتحاد العام لنقابات العمال في عام 1987، والتي يحصل من خلالها المواطن المنتج على السعرات الحرارية التي تكفل له الحياة وإعادة إنتاج قوة عمله من جديد)، على اعتبار أن تكاليف الغذاء هذه تمثّل 60% من مجموع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة، بينما تمثل الـ40% الباقية الحاجات الضرورية الأخرى للأسرة (تكاليف سكن، ومواصلات، وتعليم، ولباس، وصحة، وأدوات منزلية، واتصالات... وغيرها).

وبحسب دراسة الصحيفة ، في نهايات شهر آذار 2023، وقبيل شهر رمضان شهد وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية ارتفاعاً بحوالي 1,661,555 ليرة سورية عن وسطي التكاليف التي سجلها مؤشر قاسيون في مطلع العام 2023، حيث انتقلت هذه التكاليف من 4,012,178 ليرة في بداية شهر كانون الثاني، إلى 5,673,733 ليرة في نهاية شهر آذار (بينما ارتفع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة بحوالي 1,038,472 ليرة، منتقلاً من 2,507,611 ليرة في بداية كانون الثاني، إلى 3,546,083 ليرة في نهاية شهر آذار)، أي إن التكاليف ارتفعت فعلياً بنسبة قاربت 41.4% خلال ثلاثة أشهر فقط (كانون الثاني وشباط وآذار)، بينما كان الارتفاع خلال الفترة السابقة (شهور تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول 2022) حوالي 12.2%.
بالتوازي مع ذلك، فإن الأجر الهزيل يزداد هزالة وتقزماً مع ارتفاع تكاليف المعيشة، فبينما كان الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية) غير قادر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022 على تغطية سوى 2.3% من وسطي تكاليف المعيشة، أصبح خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2023 غير قادر سوى على تغطية 1.6% من وسطي تكاليف المعيشة فقط.

ووفق الدراسة ارتفع الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية الشهرية لأسرة من خمسة أفراد من 1,504,567 ليرة في بداية شهر كانون الثاني، إلى 2,127,650 ليرة في نهاية آذار، وذلك بالاعتماد على وسطي أسعار هذه المكونات في الأسواق الشعبية في العاصمة دمشق.

وقالت الدراسة : " وبينما حافظ الخبز الحكومي على سعره ثابتاً - ذلك على افتراض أن المواطن استطاع فعلاً أن يؤمنه بالسعر الرسمي - طالت ارتفاعات الأسعار مكونات سلة الغذاء كلها دون استثناء.البداية مع أسعار اللحوم (اللحوم الحمراء والدجاج)، التي ارتفعت أسعارها بحوالي 67.5%، حيث قفز سعر الـ75 غرام منها من 2,888 ليرة في شهر كانون الثاني، إلى أكثر حوالي 4,838 ليرة في نهاية شهر آذار، وارتفعت أسعار الحلويات بمقدار 47.8% عن حسابات بداية شهر كانون الثاني، إذ تجاوزت تكلفة 112 غرام حلويات ضرورية للفرد يومياً 4,760 ليرة، بينما كانت في كانون الثاني الماضي 3,220 ليرة. وكذلك الحال بالنسبة للجبن الذي ارتفع سعر 25 غرام منه بمقدار 42.9% منتقلاً من 350 ليرة سورية في كانون الثاني إلى حوالي 500 ليرة في نهاية شهر آذار.
وعلى هذا النحو، ارتفعت تكلفة البيض بمقدار 26.3%، حيث انتقلت تكلفة 50 غرام منه يومياً من حوالي 528 ليرة في شهر بداية كانون الثاني، إلى 667 ليرة في نهاية آذار. كما ارتفعت أسعار الخضار بنسبة 17.1%، حيث انتقل سعر 65 غرام منها من 820 ليرة سورية في بداية العام إلى 960 ليرة في نهاية آذار. وبالنسبة ذاتها (17.1%) ارتفعت أسعار الفواكه، حيث قفز سعر 60 غرام منها من 1,167 ليرة سورية في نهاية العام، إلى 1,367 ليرة في نهاية شهر آذار. أما الأرز، فقد ارتفع بحوالي 3.7%، منتقلاً ثمن 70 غرام منه يومياً من 945 ليرة سورية في نهاية العام الماضي، إلى 980 ليرة في نهاية آذار".

ووفقاً للدراسة ارتفعت تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40% من مجموع تكاليف المعيشة (مثل السكن والمواصلات والتعليم واللباس والصحة وأدوات منزلية واتصالات... وغيره) من 1,003,044 ليرة في نهاية كانون الأول، إلى 1,418,433 ليرة في نهاية آذار، أي إنها ارتفعت بمقدار 41.4% أيضاً خلال ثلاثة شهور.