لا زالت ازمة نقص المشتقات النفطية تلقى بظلالها الثقلية على مختلف جوانب الحياة في سورية، حتى أنها غيرت من أولويات اللصوص، فبعد أن كانو يقدمون على كسر زجاج السيارات لسرقة محتوياتها، باتت خزانات الوقود هدفهم الأول، ساعدهم في ذلك ضعف الحركة ليلاً في بعض المناطق مع ازدياد برودة الطقس والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.
فقد سجلت في اليومين الماضيين عدة حالات سرقة لبنزين السيارات في ضاحية قدسيا بريف دمشق الغربي، وفق شهادة عمال في إحدى محطات تعبئة الوقود بالمنطقة، والذين أكدوا أن عدد من زبائن المحطة تعرضت سياراتهم مؤخراً لعملية شفط البنزين من خازانتها!.
فيما روى رجل “ثمانيني” من سكان الضاحية ما فعله اللصوص بسيارته لسرقة البنزين من خزانها قائلاً: “لم تكتمل فرحتي بوصول رسالة البنزين التي انتظرتها لنحو عشرين يوماً، فالليترات القليلة التي أتركتها عادةً بالسيارة للحالات الطارئة كالذهاب للطبيب أنا أو زوجتي، ولـتأمين حاجاتنا الأساسية بعد أن تقدمنا في العم، سرقها اللصوص!.
الحاجة إلى التصليح
وأضاف بـغضب وحزن شديدين: “لم أكن الوحيد فأربع سيارات لجيران من نفس الحي وفي ذات الليلة سرق بنزينها، بعضها تعرض للتخريب بسبب صعوبة سحب البنزين منها ما جعلها تحتاج لتصليح بمبالغ باهظة، ومنهم سيارتي!.
وتعاني سورية من أزمة محروقات خانقة، بررتها الحكومة بـتوقف التوريدات منذ أكثر من شهرين، واضطرت على إثرها لإقرار عطلة طويلة لمدة لأسبوع بين عيدي الميلاد ورأس السنة للتخفيف من استهلاك المحروقات.
السوق السوداء
وازدهرت على خلفية هذه الأزمة سوق سوداء للمحروقات واتسعت رقعتها لـتنتشر على مختلف الطرقات بين العاصمة وريفها الغربي، بعد أن كانت مقتصرة على المناطق والطرقات الحدودية من جهة لبنان وبين المحافظات.
ويباع ليتر البنزين بسعر يتراوح بين 10 الى 13 ليرة سورية في تلك السوق، جزء منه مهرب من لبنان، وقسم آخر مصدره محلي.
وكانت رفعت الحكومة السورية مؤخراً أسعار مادتي البنزين والمازوت على ندرتهما، بينما تؤكد تصريحات رسمية أن حدة الأزمة ستتراجع في غضون 15 إلى 20 يوماً.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات