اعتمدت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد آلية جديدة لتحديد رسوم تعريف الأجهزة الخليوية، يعتمد على السعر المصنعي للجهاز، وميزاته الفنية، وغيرها، والتي ألغت آلية تحديد الرسوم السابقة التي تعتمد على اللوائح ونظام الشرائح للأجهزة، وبالتالي نجحت الهيئة في الالتفاف على مشكلات اللوائح السعرية وتعديلاتها المتكررة بناء على الأسعار الجديدة وأسعار الصرف وغيرها، فضلا عن رفض المشتركين لها، وتحصيل الرسوم آنياً من دون انتظار إصدار قرار جديد.

وكشف مدير عام الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد المهندي منهل جنيدي أنه وفقاً للآلية الجديدة فرسوم تعريف الأجهزة الخليوية تنخفض بعد مرور فترة على اطلاق الجهاز وفقاً للأسعار المصنعية التي تتغير دائما بحكم ظهور فئات واجيال جديدة من الأجهزة، وغيرها من المعايير التي تحكم أسعارها.

وتعتبر هذه الآلية أكثر عدالة في تحديد قيمة الرسوم وفقاً للحالة الفنية والموديل والميزات التي يتمتع بها كل جهاز خليوي، وكان نظام التصريح عن الأجهزة الخليوية قد شهد اعتراضات واسعة منذ تطبيقه عام 2016 وحتى اليوم، خصوصا مع رفع رسوم التصريح لتصل إلى مستوى سعر الجهاز تقريباً في الربع الاخير من العام الماضي 2021، وتداعيات القرار في رفع أسعار الأجهزة الخليوية في المنافذ المحلية المعتمدة.

وتسبب نظام تعريف الاجهزة الخليوية في ارتفاع كبير في أسعارها في المنافذ المحلية، ما حد بشكل واسع من قدرة شريحة واسعة من المواطنين على اقتناء الأجهزة الحديثة، غير أن الهيئة والناظمة للاتصالات أكدت بدورها على أن 80% من الأجهزة العاملة على الشبكة السورية ذكية، وأن النسبة الفعلية تفوق ذلك كون نسبة كبيرة من الاجهزة تدعم المتطلبات الذكية غير انها ليست مصنفة كونها أجهزة ذكية من المصنع وفقا للمعايير المتبعة.

واعتمد نظام التصريح عن الأجهزة الخلوية بداية بهدف تقليص استيراد الأجهزة من الخارج، والحفاظ على القطع الأجنبي وفقا لتصريحات سابقة، حيث كان توقيف التصريح عن الأجهزة الخلوية خلال المرحلة التصحيحية التي انتهجتها الحكومة لضبط سعر الدولار عامل أساسي في تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وإعادة ضبط القطع الأجنبي في الأسواق.

وحقق نظام تعريف الاجهزة الخلوية حققت 92 مليار ليرة سورية للخزينة العامة خلال نحو 4 أشهر من تاريخ 14/8/2021، لنحو 400 ألف جهاز جديد، حتى بداية العام الجاري، بعد تطبيق الآلية الجديدة، وهو الرقم الذي يفوق إجمالي واردات نظام التعريف منذ إطلاقه عام 2016، وحتى تاريخ 18/3/2021، والذي بلغ نحو 89 مليار ليرة سورية، لنحو 7 مليون جهاز جديد.