يبدو أن ظاهرة سرقة الأسلاك النحاسية من الشبكة العامة للكهرباء في ريف طرطوس مستمرة، ولا إجراء حاسماً يجعل اللصوص يتوقفون عن السرقات المتلاحقة، أمام عدم جدية الجهات المعنية بإيجاد آليات للحد من هذه الظاهرة ودليل ذلك هو ارتفاع وتيرة السرقات هذا الشهر وزيادة الكميات المسروقة من الشبكة وورود شكاوى عديدة من مواطنين حول بقاء قراهم لنحو عشرة أيام من دون كهرباء بسبب هذه السرقات وبسبب عدم قيام شركة الكهرباء بتمديد أسلاك بديلة للشبكة التي تغذيهم بحجة عدم توافر أسلاك لديها!
وضمن إطار ما تقدم تلقينا عدة اتصالات ورسائل من مواطنين يسكنون في قرى تابعة لمناطق المحافظة يشكون فيها سرقة الأسلاك من الشبكة التي تغذي قراهم ومن ثم بقاءهم من دون كهرباء لعدة أيام رغم اتصالاتهم المتكررة مع شركة الكهرباء ومراكزها في المناطق التابعين لها، ومن بين الشكاوى شكوى من ريف القدموس جاء فيها: خلال الأيام الماضية سرقت أسلاك كهربائية بمئات الملايين في منطقة القدموس في بدوقة والطواحين وقنية والسلورية ومئات المنازل أضحت من دون كهرباء وشركة الكهرباء غير قادرة على مد الشبكة من جديد.. أين الجهات المختصة والمعنية؟
وتابعوا: مناظر مرعبة ومخيفة أن نرى بقرانا الآمنة هكذا مناظر.. بالتأكيد كل سرقة تحصل إنما تتم من خلال مجموعة عددها يزيد على عشرة أشخاص وإلا لما استطاعوا سرقة طن من الأسلاك في كل موقع يسرقون منه.
كما تلقينا شكوى من مشغل فرز وتوضيب وتصدير الحمضيات الكائن إلى الشمال الشرقي لجسر مشفى الباسل بطرطوس ومن بعض القاطنين حوله أكدوا فيها أن الأسلاك سرقت منذ منتصف الأسبوع الماضي وحتى الآن لم يتم تمديد أسلاك بديلة والجميع بمن فيهم المشغل من دون كهرباء ما انعكس سلباً على العمل وعلى الفلاحين في ذروة الموسم.
مدير عام شركة كهرباء طرطوس عبد الحميد منصور بين أن السرقات مستمرة وأن الكمية المسروقة هذا الشهر وصلت إلى ثمانية أطنان تصبح الكمية الإجمالية المسروقة منذ بداية العام الحالي وحتى الآن نحو (43) طناً من الأسلاك النحاسية، مضيفاً: إن الشركة تعاني عدم توافر الأسلاك لتمديدها بدل الأسلاك المسروقة لذلك يحصل التأخير وتبقى القرى من دون كهرباء.
وأوضح منصور أن الشركة خاطبت المحافظة بما يحصل والمحافظة بدورها عممت على الوحدات الإدارية وطلبت منها المراقبة والمتابعة المستمرة بالتنسيق مع الشركة والعمل للحد من هذه الظاهرة وضبط السارقين.
عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة راتب إبراهيم قال رداً على تساؤلات حول التعديات على الشبكة الكهربائية: هذا أمر واقع وهناك عدة مواقع في أكثر من منطقة تعرضت للسرقة وهي خارج الخدمة حيث لا يوجد لدى الشركة العامة لكهرباء طرطوس إمكانية لمعالجة المشكلة لعدم توافر المواد حالياً، مضيفاً: إن معالجة هذا الموضوع تحتاج إلى تضافر جميع الجهود من كل الجهات الرسمية والمجتمع المحلي.
وكشف أنه تم تشكيل لجان من المجتمع المحلي لمراقبة الشبكة الكهربائية وحمايتها والإبلاغ عن المخالفين، مؤكداً أن دور المجتمع المحلي مهم جداً إلى جانب دور الجهات الرسمية والرقابية في مراقبة وضبط هذه التعديات.