بعد مضيّ خمسة أعوام على الحرب في سوريا ما زال الأغلبية من السوريين مصرين على متابعة الحياة بأمل مستمر وبأفضل الطرق المتاحة، ولا يمكننا اليوم تجاهلالتطور الهائل في وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات بالإضافة للتغيرات السريعةوالمتلاحقة على التقدم العلمي والتقني والذي يشمل أيضاً معظم جوانب حياتنا، وذلك التطور ينطبق على المجتمع السوري بالرغم من كل الظروف المحيطة.
فإن محاولة الناس العيش بأفضل الطرق الممكنة ومواكبة التطور الهائل للتكنولوجيا أدى إلى تغير الكثير من التقاليد، على الرغم من محاولة الكثيرين المحافظة على العادات المتوارثة اجتماعياً، ثقافياً واقتصادياً حيث يمكننا أن نلاحظ أن معظم السوريين كانوا يميلون إلى شراء المواد الأنسب سعراً وخاصة في المنتجات الإلكترونية، وكان شراء المنتجات الالكترونية المتطورة والاهتمام بالتكنولوجيا قليل نسبياً، أما في مرحلة الحرب، فلقد تعرض المجتمع السوري لعدة تغيرات اجتماعية واقتصادية.
يزن البالغ من العمر 45 عاماً، متزوج ولديه طفلان ويعمل كمدير مبيعات في شركة مواد غذائية، وعند سؤاله عن تغير عاداته الانفاقية خلال هذه الفترة،فقد أكد أن أولوياته قد تغيرت كثيراً خلال الخمس أعوام الماضية، فقد كان يميل إلى الادخار او استثمار أمواله في شراء العقارات والسلع ذات الأسعار الثابتة نسبياً، وكان لا يميل إلى شراء المنتجات الالكترونية المتطورة فقد كان يقوم بشراء الأجهزة ذات الأسعار المقبولة نسبياً دون النظر كثيراً إلى المواصفات، أما في السنوات الأخيرة، يؤكد يزن أنه أصبح الاستثمار في العقارات غير ثابت وخطر، بالإضافة إلى الأثر النفسي المتمثل في حُب الحياة الذي انزرع فيه والرغبة بتجربة أشياء جديدة، فالأطفال يرغبون دائماً بشراء الأجهزة والألعاب الالكترونية الجديدة والمتطورة، ويؤكد يزن أن تعلق ابنه عمار البالغ من العمر 12 عاماً بمواقع الفيسبوك، انستغراموتويتر،ورغبته بالبقاء على التواصل مع أصدقاءه كان سبباً رئيسياً في زيادة استخدامهللإنترنت، الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، ويقول الآن أنه على استعداد لشراء جهاز متطور جداً وسعر غالي لكي يبقى على تواصل مع العالم الخارجي ويشعر هو وعائلته بالترفيه بسبب انعدام وسائل التسلية في الوقت الحاضر.
ويمكن القول أنّ تحول المجتمع، بحكم الظروف التي مر بها معظم الأشخاص، إلى مجتمع ذو ثقافة إنفاقية أدى إلى اتجاه معظم السوريين إلى الإنفاق على ما كانوا يعتبرونه سلع كماليةبحيث نرى أن نسبة كبيرة من الناس اتجهت إلى شراء هواتف ذكية متطورة وبنسبة أكبر بكثير مما كانت عليه قبل سنوات بحيث أنّ هذه الهواتف أصبحت ضرورة حياتية للغالبية العظمى باختلاف أعمارهم، مستواهم الاجتماعي أو حالتهم المادية.
أما بالنسبة لياسمين البالغة من العمر 45 عاماً وهي ربة منزل لعائلة مكونة من 5 أشخاص، فهي تهتم بنظافة بيتها بشكل كبير وتقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه، وعند التحدث معها عن أهمية شراء الأدوات المنزلية المتطورة بالنسبة لها، فقد أكدت أنها ترى أهمية كبيرة في الاستفادة من هذه الأدوات والتكنولوجيا المتطورة في الحصول على أفضل وأسرع طرق التنظيف، وتؤكد أنها قامت مؤخراً بشراء غسالة جديدة من ال جي تنهي غسل الملابس بـ 59 دقيقة، حيث أن هذه الأجهزة المتطورة جداً وبالرغم من ارتفاع سعرها إلا أنها تقوم بتوفير استهلاك الماء والكهرباء وخاصة مع الانقطاع الكبير للمياه والكهرباء وارتفاع أسعار فواتير الكهرباء.
ومن الواضح أنّ معظم الشركات الموجودة في السوق السورية اتجهت نحو المنتجات الضرورية فقط بالتصنيع والبيع والبعض الآخر من الشركات بقيمستمرأ بتأمينأحدث المنتجات برغم كل الظروف في سورية، منهم شركه ال جي الكترونيكس التي حافظت على مكانتها واصداراتهالأحدث المنتجات لإرضاء زبائنها وتلبية حاجاتهم كافة بالإضافة لمشاريعهم الكبيرة التي تدخل في جانب المسؤولية الاجتماعية للشركة ورغبتها في مساعدة المجتمع المحلي الذي تتواجد به.
وبالاستناد إلى استبيان أُقيم في الشارع السوري، في العاصمة دمشق، على عينة عشوائية مؤلفة من 1000 شخص بين إناث وذكور يمكن القول إن 90% كانوا موافقين جداً على أن عاداتهم الشرائية تغيرت بعد الحرب والملفت للنظر أنّ عند سؤالهم عن أهمية شراء جهاز إلكتروني شخصي كانت الإجابات أن 80% موافقين على أهمية وضرورة شراء أجهزة إلكترونية شخصية حديثة ومواكبة التكنولوجيا ومعرفة آخر أخبار التطورات الالكترونية في العالم.
من خلال هذه النتائج يمكن التأكيد على التغير الكبير في العادات الشرائية للمستهلك السوري الذي أصبح يهتم بالتكنولوجيا والرفاهية أكثر من ذي قبل وخاصة في حالات الحرب التي أصبحت التكنولوجيا هي المنفس الوحيد والأهم له في حياته للخروج من الواقع اليومي، ويمكن القول إن هذا التغير في السلوك الشرائي أثر على شركات الالكترونيات وتواجدها في السوق السورية كافة.
*هذه النتائج مبنية على استبيان قانت به شركة ميماك أوغلفي على عينة عشوائية مؤلفة من أكثر من 1000 شخص.
سيريا ديلي نيوز
2016-08-23 12:23:46