تعتبر شبكات الهاتف النقالة من التقنيات ذات التطور المتسارع في أنظمة الاتصالات الحديثة وتجاوز أعداد المشتركين فيها عالميا كل التوقعات كما تحوز خدمات الوسائط المتعددة وتطبيقات الزمن الحقيقي من صوت وفيديو شعبية واسعة وتفاعلا كبيرا مع مختلف تحديثاتها.

وفي سورية تعمل شركتا سيريتل وأم تي ان كمشغلين وحيدين للاتصالات الخليوية ومايزال العديد من المحاولات لضم مشغل ثالث إلى قطاع الاتصالات الخليوية حبرا على ورق كما توصف الخدمات الالكترونية التي تقدمها الشركتان “بالخجولة”.

ورفعت الشركات المشغلة للهاتف المحمول الخليوي في سورية في بداية شهر نيسان أسعار بعض خدمات الاتصالات الخليوية بعد موافقة الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات ووزارة الاتصالات والتقانة بمعدل قارب 20 بالمئة.

ويرى خبراء الاتصالات ان خدمات الهاتف النقال حاليا تعاني من وثوقية في الشبكة وضعف التغطية في بعض المناطق في حين لم تقف خدمات الهاتف المحمول في دول العالم عند خدمة الصوت التقليدية والرسائل القصيرة والانترنت ذات السرعات المنخفضة والمتوسطة بل تجاوزته لتبلغ تبادل البيانات بسرعات عالية جداً في أنظمة الجيل الرابع والجيل الرابع المطورة.

ولفت الخبراء إلى ان معدلات سرعة الإرسال في أنظمة الجيل الرابع تجاوزت فيها 300 “ميغا بت” في الثانية لتقديم الخدمات في القطارات والطرقات السريعة كما وصلت إلى 1 “جيغا بت” في الثانية من أجل المشتركين المارة والمقيمين في مكاتبهم وبيوتهم وكل هذه الخدمات والميزات هي خدمات لاسلكية ومتنقلة.

ويرى معاون وزير الاتصالات والتقانة الدكتور المهندس علي الظفير في تصريح لسانا ان الطلب المتزايد على الحزمة اللاسلكية العريضة وبالأخص أنظمة الجيل الرابع أصبح “حاجة ملحة” لكل من مشغلي الخليوي والمشتركين على حد سواء ففي الوقت الذي تطورت فيه الوسيلة التي تستخدم فيها ولأجلها خدمات الاتصالات الحديثة كان لزاماً على مشغلي الاتصالات النقالة أن يرتقوا بالطريقة التي يقدمون بها خدماتهم وطريقة إيصالها لزبائنهم أينما ذهبوا وكيفما انتقلوا.

وأوضح الظفير ان استراتيجية وخطط وزارة الاتصالات تركز على الإسراع للانتقال إلى الجيل الرابع والتطبيقات التي يوفرها من خلال منح تسهيلات لمساعدة الشركات المشغلة في سورية للانتقال إلى الجيل الرابع مؤكدا ان من المعوقات التي أخرت إطلاق الجيل الرابع في سورية “الظروف الراهنة وغياب حوافز زيادة الاستثمار والترددات المطلوبة لعمل الجيل الرابع إضافة لصعوبة الانتقال السريع من الجيل الثالث إلى الرابع نتيجة الحظر الاقتصادي والتكنولوجي الجائر المفروض على سورية”.

ولفت الدكتور الظفير إلى أن النظام الجديد هو “خيار حتمي” لا مفر منه وهو واعد لكل من مزود الخدمة والمواطن في الوقت نفسه وكون خدمات الجيل الرابع من الاتصالات تشمل جميع مناحي الحياة وترافق المشترك أينما تجول وكيفما تحرك وفق الدكتور المهندس كنان علي غانم المدرس في قسم هندسة الحواسيب في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في اللاذقية الذي يرى ان الطريق إلى الجيل الرابع سيعني حتماً الاستغناء عن الفوترة المعتمدة على زمن الاتصال والاستعاضة عنها بالفوترة المعتمدة على حجم البيانات المتبادلة والتي تعني بالضرورة “انخفاض” أسعار الخدمات المقدمة من قبل شركات الاتصال النقالة عريضة الحزمة.

وكون الجدوى الاقتصادية ستعود بالفائدة لمزودي الخدمة من “شركات الخليوي أو شركة الاتصالات” وللمشتركين بآن واحد يرى الدكتور غانم ان العائد الاقتصادي بالنسبة للشركات ومؤسسة الاتصالات سيفتح باب استثمار جديدا يزيد من موارد الاتصالات وذلك بالدرجة الأولى لكون الخدمات التي يقدمها النظام خدمات ذات جودة عالية ووثوقية كبيرة وسرعات تحميل يمكن أن تتيح تطبيقات لكل الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتعليمية والخدماتية بالإضافة إلى الكلفة التشغيلية المنخفضة نسبياً مقارنة مع شبكات الجيل الثالث.

وبالنسبة للمشترك أو الزبون أوضح غانم ان تكلفة الاتصال المباشر وخدمات الزمن الحقيقي ستكون متاحة للجميع وبجودة كبيرة وسعر لا يعتمد أبداً على زمن الاتصال بل عبارة عن اشتراك شهري مدفوع سلفاً.

بالنسبة للخدمات التي يمكن أن تقدم قال غانم .. “كافة خدمات الحكومة الالكترونية بين المؤسسات والمواطنين وخدمات التحويل المصرفي بين المصارف والزبائن وخدمات تبادل البيانات بين المؤسسات الإعلامية والمواطنين وإمكانية استخدام جميع الخدمات الرقمية وبوثوقية عالية أينما تجول المشترك”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات