سيريا ديلي نيوز-مجد عبيسي
في عالمي تطورت أيديولوجية القتال، وتجاوزت المعارك حدود الملموس، واقشعرت بقايا الأجساد لسادية الأرواح المجنونة التي باتت تنسل روح الروح بأناملها الخوارق لأمهات الخير فينا!! اليوم، وبعدة سنوات..
أذعنت بجرأة الأرواح العابثة الشريرة البطاشة المستهترة بمبادئ آخر الأرواح الطيبة التي كانت تدافع عن عالمي.. اليوم بعد ردح من المقاومة لنزوات صيرورة دمار المجتمع بدءاً من التفريط بثوابت ومقدسات الذات، أعلنت الحداد _ومع الأسف_ على "روح المبادرة" آخر الأرواح الصوامد.
بعد انتهاء مراسم الحداد انطويت على عالمي الذي بات مظلماً كما كنت أخافه أبداً، وأسلمت وجهي لأمواج اللا أمل تتلاطمني الأرواح السوداوية التي ليست مني ولست منها. وجسدي بات بلا روح تنهض به لصدّ مستبيحات محرابي الذي كان منيعاً لسنوات مضت!!
وفي خضم لجلجة العويل المؤذي، وانتهاك المنكرات لقداسة إرادتي المكبلة، تناهت إلى مسامعي همسات أظنها لروح طيبة خارج أسواري: "مازلنا موجودين لنخلق أخرى وأخرى" صحت بذاتي الصامتة: أجيبيها، إنها تقصد روح المبادرة..!! فصمتت ذاتي هنيهةً حتى استعدت رباطة حزني، فكتبت: "ولكنها تولد ولادة ولسنا بخالقيها.. وإن ولدت مجددا فعلينا الانتظار حتى تكبر وتتعلم قراءة أفكارنا وكتابة رغباتنا..
أما الأن فقد ماتت." كانت ذاتي بجوابها هذا تلف وتدور حول "قوة الإرادة" المقيّدة.. والتي كانت _على ما يبدو_ تقارب المنية هي الأخرى!!. وجاء هاتف طيب آخر من الطرف المقابل لشرفة أحلامي: "الروح كالنار دائما تحتاج الى تغذيتها كي لا ترمد ...
وأنت أقدر من يستطيع تكبيرها وتعليمها" وهنا.. لم أسمح لذاتي المراوغة بأن تتكلم هذه المرة، بل جررت بقايا إنسانيتي الدفينة إلى كرسي الاعتراف وأطلقت لها اللسان لتفصح عن اقترافاتي بحق روح المبادرة: "أستحي أن أعترف أني وأدتهّا.. كنت لا أريد لها أن تتمزق ببراثن التوحش الغازي للعوالم بعد أن أنهكها التشرذم. وأدتها باستجماع بقايا الإنسانية.. وأدتها باستجماع بقايا العطف المخبوء في داخلي .. وأدتها كما وأدت أخواتها من قبل.. روح الأمل.. وروح الصبا.. وروح الإبداع" قالت تلك الكلمات وتهالكت من فرط الخجل أمام أبيها "الضمير" وذابت بنظرات العتب من حضرات "الأخلاق".. بيد أنني جررت نفسي متعباً تاركاً إياهم يتعاتبون وانصرفت إلى "إرادتي الحبيسة" علـّي أحررها وأنفخ فيها الحياة مجدداً لتكون يدي التي أرعى بها روحاً جديدة، أو مشعلي الذي أوقد به بصائص الخير التي كادت تخبو في جنبات نفسي
سيريا ديلي نيوز
2015-01-30 11:07:04