خاص سيريا ديلي نيوز-بقلم: مجد عبيسي
روي أن أحد التجار سمع بأن الفقراء في بلدته لا يكادون يجدون سقفاً يؤويهم، وبأن أهل البلدة يغالون في أثمان المنازل، مما حدا بهذا التاجر أن سافر إلى قريته عاقداً العزم على إصلاح ما يراه ممكناً ومساعدة المستضعفين..
اختار قطعة أرض وهم ببناء برج مؤلف من عشر طوابق.. سأله المتعهد (بعد أن بنى الطابق الخامس منه): وكيف ستبيع شقق البرج؟
فأجاب: الشقق ليست للبيع، بل سأهبها أعطيةً لفقراء البلدة..
- ممممم، قلتَ هبة؟!.. وما أنت فاعل بالطابق الأرضي؟.
- أما الطابق الأرضي فسأقسمه روضة مجانية للأطفال.. ومشفى خيري للأطفال أيضاً.
وهنا المتعهد همهم و.. هز الرأس وقال "أنا أهوى الأطفال"، ثم أردف:
اعذرني ولكني أريد أن أستثمر الطابق الأرضي، فأنا أولى من هؤلاء التسعاء الذين لا يعلمون كيف يديرون النعمة.
- أبداً..
- إذاً، فلن أكمل البناء.. وحين تقتنع بطلبي أخبرني لأكمل.
ارتفع ضغط التاجر وذهب شاكياً إلى كبير التجار. وحين سمع القصة كاملة نظر إليه نظرة ذات مغزى و.. هز الرأس وقال "أنا أهوى الأطفال" وتابع: يمكنني أن أرغم هذا المحتال "عدو الطفولة" أن يكمل ما بدأ بإشارة من إصبعي، ولكن هلا أعطيتني طابقاً واحداً فقط، لأجعله صالة لبيع الدمى وتأجير ألعاب الفيديو للأطفال؟؟
- مستحيل..
وتوجه التاجر إلى رئيس المخفر مستعيذاً من المستغلين، وحين انتهى من كتابة الضبط، التفت إليه رئيس المخفر و.. هز رأسه وقال "أنا أهوى الأطفال" وأضاف: أعدك بسجن هذين المأفونين، كرمى لعينيك الإثنتين.. ولكن..
- ماذا ؟!!!
- سلامة فهمك، ألا تعتبرنا من فقراء هذه البلدة.. ؟
- المقصد ؟!!!!!
- لو تكرمت علينا بطابقين فقط، نكسيهم على نفقتنا الخاصة، ونؤوي فيهما أفلاذ أكبادنا.. وأطفالهم..
- لا يمكن....
وقام من مجلسة ساخطاً وهرع إلى كبير القضاة.....
بعد أن سمع القاضي مقاله، أرخى نظارته السميكة قليلاً و.. هز الرأس وقال "أنا أهوى الأطفال".. ولم يضف !!
وفي استراحة الجلسة، تقدم محامي الادعاء من التاجر وقال له: على الرغم من أنك ابن البلدة إلا أنك لا تعرف كيف تتم المعاملات بين البشر. ها هنا كي تسير إلى مشروعك بخطى ثابتة يجب أن تمد بساطاً من لحم اكتافك، ويباركه كل من له صلة ببصمة من حذائه اللامع، وإلا فلن..
- أعوذ بالله، أين الضمير ؟!
- هه، أنت حر، كانت النصيحة بجمل..
وبعد الاستراحة تنحنح القاضي وقال: بعد النظر في أوراق القضية، تبيّن أن الطوابق الخمسة المبنية فيها التواء وانطواء وانثناء وانحناء، ولذلك.. وللمصلحة العليا صودرالمبنى لصالح دار القضاء.. رفعت الجلسة.
سيريا ديلي نيوز
2015-01-04 23:49:38