خاص سيريا ديلي نيوز- مجد عبيسي

المكان: قهوة عتيقة على كتف الطريق

الزمان: أول  أمس...

(الحوار بين سين وعين على طاولة صغيرة مع كأسي شاي وتوابعهما تحت شاشة بلازما عملاقة).

 

 س: إنا لله وإنا إليه راجعون.. وكيف حدث هذا؟

ع: استشهد..

س: لا حول ولا قوة إلا بالله.. صبّر الله أهله

ع: كان ولداً صالحاً.. أبى أن يفارق وطنه رغم الضغوط والمغريات.. بطل والله بطل

س: ماذا تقصد يا جبيب؟! أنا حين هرّبت ابني وابنتي إلى السويد كان بدافع خوف الولد على أفلاذ أكباده، ومكوثهم في السويد أكثر أماناً من أي مكان آخر في العالم.

ع: طيب.. وكيف أحوالهم  هناك؟ كيف يقضون أيامهم؟

س: مسرورون وراضون جداً وهذا ما يريح بالي، فإبني يكلمني يومياً من "نايت كلوب" يسهر فيه مع رفقائه من الشباب الهاربين من حمام الموت ليطلب نقوداً.. لا أعرف لماذا!! ولكنه سعيد جداً.

أما ابنتي فتكلمني كل أسبوع، لا تتصل لتطلب مالاً كأخيها، وإنما لأطمئنّ عليها وأسّلم على صديقها الحميم وابنتهما الصغيرة. وفي آخر مكالمة طمأنتني بأنها حبلى مجدداً.. ولكنها ستحاول أن تتزوج في العام المقبل.

ع: وتتكلم بفرح شديد يا أهبل؟! "تفو عليك وعلى تربايتك"

س: لا تتحامل عليّ يا رجل، كله يهون أمام خطر القذائف والرصاص والسيارات المفخخة الذي كان يحيق بهم هنا..

(وقبل أن يتم سين جملته، ظهر الخبر التالي على الشاشة العملاقة):

"أعلنت الشرطة السويدية أن سيارتين مفخختين انفجرتا اليوم في مدينة مالمو الواقعة جنوب السويد وثالث أكبر مدينة في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة ليندا بليم أن الانفجارين لم يسفرا عن وقوع إصابات، مشيرة إلى أنهما وقعا في منطقة ذات أغلبية من المهاجرين خاصة من سوريا والعراق وكوسوفو والبوسنة ولبنان.
وأوضحت أن السيارة الأولى انفجرت قرب مبنى، فيما انفجرت الثانية في موقف مجاور للسيارات. ولم يتضح من يقف وراء الانفجارين أو ما إذا كانا من فعل نفس الفاعل".

سيريا ديلي نيوز


التعليقات