ليس هناك ما يمكن أن يشير إلى أن تحالف واشنطن يحارب إرهاب «داعش والنصرة» وتفرعاتهما من التنظيمات الإرهابية، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي، ولا شيء يشير كذلك إلى أن هذا التحالف قد يحارب الإرهاب في هذه الآونة على أقلّ تقدير.

هذا الكلام ليس توقعات بل معلومات موثقة بأدلة قاطعة أهمها وأبرزها أن أغلبية أطراف هذا التحالف العجيب الغريب تدعم الإرهاب في سورية والعراق مالياً أو تسليحياً أو تدريبياً. وتغطي عليه سياسياً وإعلامياً، وتفتي بجواز ما يفعله من تقطيع للرؤوس، وترويع للآمنين وحرق وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، فأن تكون مملكة آل سعود ومشيخة قطر ضمن ذلك التحالف فهذا وحده يكفي للتأكيد أنه مجرد واجهة لأشياء أخرى إذ إن آل سعود يدعمون في السرّ والعلن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يسمونه «الجيش السوري الحر» ويفتحون خزائنهم المالية له ويمدونه بما يطلبه من السلاح، ويدربون عناصره على أراضيهم علناً، ويتباهون بذلك، فيما حكام مشيخة قطر يأخذون على عاتقهم تمويل وتسليح وتدريب عناصر «النصرة» بشكل يوحي بتقاسم الأدوار بين المملكة والمشيخة على الرغم مما يقال عن خلافات بينهما.

والمثير للاشمئزاز حقاً أن «التحالف» يعمل لضم «سلطنة» تركيا إلى صفوفه وهي التي تمثل دور رأس الأفعى في كل ما جرى لسورية والعراق من مآس وخراب، فسلطنة أردوغان الإخوانية هذه- وهي آخر بقايا العثمانية البائدة- تحلم بما لا يمكن الحلم به من وراء ليس دعمها الإرهاب فحسب بل انغماسها به إلى أبعد الحدود، ظناً منها أن إضعاف سورية والعراق يسهل لها الهيمنة على المنطقة وإعادة الحياة إلى «الإمبراطورية العثمانية» البائدة.

بهذه الأدوات والحسابات يدّعون أنهم يريدون محاربة الإرهاب في سورية والعراق، وتزعم الإدارة الأميركية صباح مساء أنها جادة في هذا الصدد وأنها وضعت خطة محكمة لذلك بينما يؤكد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن لا شيء من هذا القبيل في نية إدارة أوباما، وأن ما يجري من غارات جوية أميركية على معاقل تنظيم «داعش» هو مجرد مسرحية هزلية.

وللتوضيح أكثر فإن عملية عسكرية سورية واحدة تحقق من النتائج على الأرض في محاربة الإرهاب أكثر مما حققه تحالف واشنطن على مدى شهر، من خلال عشرات الغارات الجوية والصاروخية وهذا ليس كلاماً سورياً وإنما ما يقوله المحللون العسكريون الغربيون، فكيف يمكن القول إنه تحالف لمحاربة الإرهاب؟.

 

 

سيريا ديلي نيوز - تشرين أون لاين


التعليقات