سيريا ديلي نيوز - يونس أحمد الناصر
الفوضى الخلاقة أو فوضى " الخلافة " التي بشرتنا بها السوداء الأمريكية كونداليزا رايس , أصبحت أمرا واقعا يعيشه العالم و الوطن العربي على وجه الخصوص و ما خطط له برنارد لويس في السبعينيات من القرن الماضي حان الوقت لتنفيذه على الأجندة الأمريكية , و ما يسمى اليوم في أدبيات السياسة " ربيعا عربيا" ما هو في الواقع إلا مظهر من مظاهر مرض" فوضى الخلافة" . مرتزقة من كل بقاع العالم يعتنقون الفكر التكفيري الذي صنعته و غذته الوهابية و صرفت عليه المليارات من البترودولار لنشره و تعميمه عبر عشرات السنوات , حان اليوم موعد استثماره و هذا مضمون ما صرح به رئيس أكاديمية العلوم الحربية الروسية الجنرال محمود غارييف إذ يقول : إن الغرب قام بغرس احدث التكنولوجيات الإعلامية الهدامة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقية التي شهدت في الآونة الأخيرة اضطرابات , وقال غارييف خلال جلسة لأكاديمية العلوم الحربية الروسية أمس إن الغرب عمد خلال سنتين لتكثيف غرس شبكات التواصل عبر الانترنت بتونس ومصر وليبيا وقام في البداية بإجراء تدريبات لاختبار مدى ضمانة الاتصالات من دون الدعوة إلى القيام مباشرة بأي تحركات مخالفة للقانون ولكن الغرب أعطى في اللحظة المناسبة توجيها مركزيا عبر جميع الشبكات للخروج إلى الشوارع ورسم المخططات واصدر الأوامر بالتجمع في الأحياء والساحات وحدد طرق السير للوصول إليها, وأكد الجنرال الروسي انه من الواقعي تماما خلق إخطار عن طريق استخدام التكنولوجيات الإعلامية وغيرها من الوسائل الهدامة وتشكيل فوضى موجهة ومدارة بهدف استفزاز الاضطرابات واستهداف الأنظمة غير الموالية للغرب. واعتبر أن ما جرى في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزيا سابقا يتكرر حاليا في الشرق الأوسط , وأشار الجنرال الروسي إلى إن وكالة الأمن القومي الأمريكي التي يعمل فيها زهاء ستة عشر ألف موظف تراقب شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت وحالة البث الالكتروني في العالم بأسره وهي تملك فروعا علنية وسرية في بلدان كثيرة بينما توصف على الفور أي محاولة للتصدي لهذه الأعمال الهدامة من قبل الأنظمة الوطنية بأنها انتهاك للحرية ولحقوق الإنسان يستدعي فرض شتى العقوبات.
وقد تم الإيعاز لكل جيوش الظلام أن تنزل إلى الساحات للمطالبة بإسقاط الأنظمة المستهدفة , و اعتبرت الديمقراطيات الغربية كل مقاومة لهذه التحركات مخالفة لحقوق الإنسان , و دعمت جموع الغوغاء لتخريب مجتمعاتهم , و الهدف الذي لا يخفى على أحد هو الفوضى الخلاقة لأسواق السلاح و مساعدة المجتمعات الغربية للخروج من موجات الكساد و البطالة و لو ذهب ضحيتها شعوب العالم الثالث في الغرب و الشرق , لا فرق . إذا أمريكا تقوم بحربها القذرة على العالم تحت عناوين خادعة , غلافها الديمقراطية و حقوق الإنسان و محتواها سفك دماء الأبرياء في العالم على مذبح سرقة و نهب الشعوب , و إن أفضل ما يمثل النظرية المالتوسية في العالم الآن هي أمريكا الباغية الطاغية المتجبرة . فالسياسة الأمريكية هي سياسة غير أخلاقية و لا ينظمها ضابط أخلاقي واحد بل يضبطها جشع الاستعمار و الاحتكار و سرقة ثروات الشعوب و الدول . ماذا تريد أمريكا و ما هي أدواتها ؟؟ سؤال قد يبدو سهلا و لعل الإجابة الصحيحة عليه تخبرنا ما الذي حدث في العالم منذ فجر هذه الامبراطورية الغاشمة إلى يوم غروبها المحتمل و القريب كما يرى الكثيرون . الامبراطورية الأمريكية نشأت على أنقاض شعوب القارة الأمريكية الأصليون الذين يسميهم علماء الأجناس بـ" الهنود الحمر " الذين عاشوا حينها مجازر , ربما تكون أعنف بكثير مما نشاهده اليوم من أفعال الأمريكيين - بالأصالة حينا و بالوكالة أحيان كثيرة - التي تنقلها وسائل الإعلام في مشارق الأرض و مغاربها و حاضرها القريب من فيتنام إلى إفغانستان و العراق و دعمها للكيان الصهيوني و مجازره بحق العرب الفلسطينيين و دول جوار فلسطين أيضا , و صولا إلى ما نراه اليوم من حروب بالوكالة يقوم بها مرتزقة ما يسمى الإسلام السياسي الجهادي بكل فروعه و تسمياته . و قد قامت هذه الامبراطورية في البداية على مجازر قطع الرؤوس و بقر البطون و صلم الآذان للهنود الحمر الأمريكيين الأصليين , وهي اليوم تقوم بذات الأفعال من قطع الرؤوس و بقر البطون و صلم الآذان للعرب الأصليين , و كما سرقت و نهبت و شردت في الماضي , هي اليوم تقوم بذات الفعل و كأن " لا رسالة جاءت و لا وحي نزل" . في البدء كانت توزع المال لمرتزقتها الذين يأتونها بالرؤوس المقطوعة و الآذان المصلومة و هي اليوم تقوم بدفع المال لمرتزقتها لقاء نفس الأفعال التي يقوم بها القتلة المأجورون , و يندرج في إطار مرزقتهم اليوم كل أنظمة الاعتلال العربي و الدول الإقليمية التي - كان و لا زال - لها الدور الاستعماري القذر في غزو و نهب شعوب الأرض و أعني العثمانيين و الفرنسيين و البريطانيين و غيرهم و من يعتقد بأن الأنظمة الأوليغاركية في الخليج العربي تبيع النفط العربي لأمريكا و الغرب - هو واهم - فهذه الأنظمة تقبض فقط ثمن عمالتها و ارتهانها لهذا الغرب مقابل بقائها , علفا في المعالف التي تؤمن استمرارهم و استمرار رعايتهم لمصالح هذا الغرب , و يشير الكثير من المحللين و علماء الاقتصاد بأن السعر العادل لبراميل النفط التي يسرقها الغرب من ثروات الوطن العربي الكبير يوميا هو أعلى بأضعاف مضاعفة من السعر الذي تقبضه هذه الدويلات و المشيخات , و التي كانت ستكون من أهم أسباب نهضة الأمة العربية و ثرائها فيما لو كانت هناك أياد أمينة تبيع هذا النفط و تهتم لمصير أبناء هذه الأمة لكل ذلك فإن أمريكا و أعوانها من الغرب الاستعماري بمؤامراتهم المستمرة و المتواصلة على أمتنا العربية تعمل على المحافظة على هذه الأنظمة و رعايتها و استبدالها عند اللزوم , بأنظمة أقذر منها , و هي اليوم وقود المحرقة التي بدأت في الوطن العربي تحت عنوان الربيع و استهدفت الأنظمة الجمهورية التي تصنف بحسب علماء السياسة كمرحلة أرقى من تلك الأنظمة التي عفا عليها الزمن و تحرص على مصالح شعوبها - إلى حد ما - و تقف عائقا أمام استمرار نزيف الثروات العربية لصالح الغرب الفاجر , فكان نصيب هذه الأنظمة هو الهدف الذي رفعه المرتزقة الرعاع " الشعب يريد إسقاط النظام " سقط عدد من الأنظمة و صمد بعضها الآخر .... و لا تزال المؤامرة مستمرة
syriadailynews
2014-09-16 20:29:12