سيريا ديلي نيوز - الدكتور المهندس محمد غسان طيارة

أيام الاتحاد السوفياتي وأثناء تحضيري لرسالة الدكتوراه كنت ساكن في بيت أهل زوجتي وفي أحد الأيام قالت حماتي: الحمد لله لم أسافر خارج الاتحاد السوفياتي. سألتها: ليش هيك عم تحكي. أجابت: ما بدي متاعب الأسئلة والأجوبة مع أحد. قلت لها يعني مع ك. ج. ب. فقالت بصوتٍ خافت: الحيطان بتسمع. تذكرت هذه الحكاية, التي لم أذكرها لأحد سابقاً, لأنها تتعلق بتشكيل الحكومة بطريقة غير مباشرة. ـــ أثناء الوحدة بين مصر وسوريا وكنت في ذلك الوقت بموسكو في تحصيلي الجامعي وقد شاهدت نوعين من البطاقات الشخصية لبعض المثقفين السوريين قاموا هم بتصنيعها. الأولى: كُتِب عليها في موقع الاسم: يصطفلوا. وفي موقع المهنة: سنة ونصف يصطفلوا. وفي موقع العمر: سنة يصطفلوا. وهذا ينطبق على باقي حقول البطاقة الشخصية. وعرفت أنهم شكلوا حزب سموه يصطفلوا. ومن الطبيعي أن لا أعرف عدد المنتسبين لهذا الحزب ولا من أطلعني على الهوية لا عرف عددهم. الثانية: كُتِب عليها في مكان الاسم: حمار. ومكان الصورة: صورة لحمار. ومكان اسم الاب: حمار. ومكان اسم الأم: حمارة. ومكان العمر: ما بعرف لأنني حمار. وفيما يخص لون الشعر والعينين مأخوذة من صورة الحمار. ولهذه الحتوتة قصة متعلقة بتشكيل الحكومة بطريقة غير مباشرة. ـــ سألتني مذيعة التلفزيون السوري خلال فترة انتخابات أعضاء مجلس الشعب: شو بتريد من عضو مجلس الشعب. أردت ممازحتها فقلت: يصطفلوا أنا عمري ما غادرت سورية يا أختي الله يجعل كلامي وسؤالك عن ما أريده منهم خفيف عليهم. استغربت المذيعة جوابي. فضحكت وقلت سأقول لكِ الجواب الحقيقي ولكنك لن تتجرئين على إذاعته. أجابت سأذيعه بالكامل, وأوعزت للمصور أن يبدأ التصوير. أجبتها: بدل ما تعذبي حالك وتسألي الناس أذهبي إلى القيادة السياسية وأسألي أحدهم شو بدون من مجلس الشعب؟. طبعا زورتني بنظرة غريبة يمكن تكون خوف أو أي شيء آخر ولم يذاع كلامي. قبل الانتقال للسؤال عن الحكومة الجديدة لا بد من الحديث عن استطلاع الرأي في سورية. ـــ من المؤسف جداً عدم وجود أي مؤسسة تهتم باستطلاع آراء المواطنين مما جعل لآرائنا قيمة الصفر يعني كلنا من حزب يصطفلوا أو من الحزب الثاني فأصبحنا متلقين وليس صانعين أو على الأقل غير مشاركين في صناعة القرار وخاملين ولسنا مبدعين. ـــ السؤال: هل هناك أي جهة قادرة على تحديد نسبة تأييد الحكومة الجديدة من بين المواطنين؟. والبارحة تصدر خبر رأي الصهاينة في حربهم على غزة حيث قالوا بأن 58% من الصهاينة يقولون بأن إسرائيل خسرت الحرب. فلماذا تتعب نفسها المذيعات والصحف المحلية بأن تسأل عدد محدود من المارة عن ماذا يريدون من الحكومة. فالسؤال في غير محله ولا قيمة له ويعرف المذيع أو المذيعة كمواطنين ماذا نريد من الحكومة ولهذا أعود للتأكيد على كل من يعمل في الإعلام أن يوجه سؤاله عن ماذا نريد من الحكومة بسؤال القيادة السياسية: ماذا تريد من هذه الحكومة الرشيدة أو كما يقول اللبنانيون الحكومة العتيدة. سؤال أخير: لو فكرت بتأثيث حزب يصطفلوا, فكم سيكون عدد المستعدين للانتساب إليه؟ وهل سأحصل على ترخيص من لجنة الأحزاب في وزارة الداخلية؟. طبعاً أهم مبدأ لهذا الحزب هو الابتعاد عن العمل السياسي أو أي عمل عام. فكل سؤال يوجه إلى المنتسبين جوابه يصطفلوا. ـــ لن أتمكن من المضي في هكذا حزب فالسكوت في الوطن وفي هذه الأيام خيانة فأنا مع الوطن برضاء أو بعدم رضاء الحكومة الجديدة أو القادمة ما دم فيَّ نبض ولساني يتحرك وقلمي قادر على الكتابة. ـــ حكمت على الحكومة بعد ولادتها ولكن سأقول رأيي فيما ستفعله وأن كنت لا أنتظر منها الكثير من العمل والقيل من الكلام يعني مراعاة القاعدة الذهبية: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. (صدق الله العظيم). ونستنتج بأن التقويم لعمل الناس هم المؤمنون. بس وين المؤمنين؟.

syriadailynews


التعليقات