نشرت مؤسسة البتار، التابعة لما يسمى  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ملخصًا وشرحًا وافيًا للمنهج التعليمين الذي تم وضعه للمدارس والكتاتيب، التي سيتم تطبيقها على جميع المدارس والجامعات، التي تخضع لسيطرة التنظيم.

وقالت: إن الدولة الإسلامية ستراعي تقسيم الطلاب إلى حلقات العلم، ويكون لدى كل أستاذ عدد محدود من التلاميذ يركّز عليهم ويسهل عليه أن يفرزهم وفق مستوياتهم؛ فلربما تجد

فتى يافعًا بدأ مبكرًا بمرحلة الاختصاص، وتجد مَن هو في سنّه ما زال يتعلم الأساسيات الأولى؛ لأن القاعدة الذهبية عند أسلافنا كانت: "الكمّ مع الكيف"، ولا يغني كَمّ عن كيف؛ فليس المهم – كما في زماننا – أن يصل المرء إلى سن معينة ويحصل على شهادة، بل المهم أن يكون ملمًّا بكل جزئيات ما توصّل إليه وأخذ شهادة تشهد على حذقه به، وما لم يصل، فلن يتجاوز أية مرحلة حتى ينهيها تمامًا، والكلام طبعًا عن العلوم الأساسية.

وأكدت داعش، أن المختصين والتربويين انشغلوا بالبحث في الوسائل عن الاهتمام بمضمون العلم نفسه، مع أن الطريقة ليست مهمة قدر مضمون العلم، بل إن دسم المادة العلمية ونوعها، هما العامل الذي يفرض الطريقة المثلى لتعلمها!.

وأضافت إنها لن تركز في طريقة الامتحانات على حفظ المادة بل ستركز على هضمها وفهمها؛ فكأنه اختبار للذاكرة وحدها لا لمدى استيعاب الطالب، وقدرته على تطبيق ما تعلّمه عمليًّا؛ فيُطلَب منه مثلاً أن يعدد القوانين بدل أن يُطلَب منه حل مسألة في اختصاصه بناء على ما درس من تلك القوانين.

وقالت، سنهيكل العملية التعليمية كلها في المناطق الخاضعة لنفوذنا، حتى لا نبقى ضمن القالب الهش الاستهلاكي المهدد على الدوام بالخطر، والذي أصر أعداؤنا على وضعنا فيه؛ لنكون شعوبًا استهلاكيّة تحتاج حتى إلى مَن يصنع لها الطعام وينتج لها المبراة والدفتر، وصولاً إلى أكبر الأشياء.

ودعت داعش كل من يجد في نفسه الكفاءة والخبرة من الأساتذة والمعلمين المختصين ومن لديهم الخبرة في تقديم مشروع مناهج دراسية في العلوم الدنيوية، مؤكدة أنها ستعطي المدرسين دورة شرعية قبل بدء العام الدراسي، منوهة كذلك إلى أنها ستفصل وتعزل الطلاب عن الطالبات، وتلزم التلميذات باللباس الشرعي الذي فرضه التنظيم على النساء، وهو الحجاب.

كما أكدت أن مناهجها ستخلو من مادتي الرسم والموسيقى، وكذلك مادة الفلسفة والتربية القومية، وستتضمن المناهج علوم الشريعة بأنواعها؛ القرآن الكريم وما يتعلق به من التجويد والقراءات وعلوم القرآن والتفسير، العقيدة الإسلامية وعلوم الأديان الوضعية - فلا "دين" سماويًّا إلا الإسلام - والمذاهب والرد على الشبهات، السيرة النبوية وسيرة الصحابة والتابعين، الفقه بأبوابه ومذاهبه المعتمدة، أصول الفقه، الفرائض.

كما ستدرس علم الصيدلة والأعشاب، والرياضيات والعمران، والتاريخ والجغرافيا، واللغة العربية، والحيوان والنبات .

ونوهت أنها لن تهتم كثيرًا بالألسن، قائلة: علوم الوسائل؛ مهمة لحفظ العلم ووسيلةٌ للوصول إليه، ولكن المغزى، ألا نعطيها أكبر من حجمها بحيث تطغى على العلوم الأساسية الأهم، أو نجعل تعلمها غاية في حد ذاته؛ فما الفائدة من إضاعة العمر في تعلم عشرين لغة يُعرَف من خلالها كيفية نطق كلمة مثلاً، بينما لا تستطيع هذه اللغة مجرّدة أن تكسبنا علماً معتَبرًا له فائدة عملية، وللأسف ما يجري الآن في زماننا هو العكس تمامًا؛ حيث صارت الأولوية للغة والتقنية على حساب العلوم الشرعية والعلوم الأساسية الأخرى، بل صار العلم الشرعي آخر الاهتمامات هذا إن كان ضمنها أصلاً؛ ولذلك اختلطت أمور حياتنا وفقدت النظام والاستقرار الفكري والعملي، وبات الصواب أمرًا عزيز المنال في كل أمر إلا ما رحم الله .

وأكدت داعش أن بداية التعليم في مدارسها ستكون من سن السادسة أو السابعةوهي السن التي قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها بداية تعليم الصلاة للأطفال -، ومَن فاته التعلّم في ذلك السن، فلا يعني أنه قد حُرم من العلم نهائيًّا؛ لأن غاية الإسلام هي الحصول على الفائدة التي تكمن في أن يتعلم الجميع؛ إذ إن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وإن كان البدء في الصغر أفضل من كل النواحي النوعية والوقتية، إلا أن الأمر من حيث هو: ليس محددًا بالعمر بحيث إن فات فقد فات العلم . .

وقالت: لا ننسى أن مِن كبار الصحابة وعلمائهم مَن لم يُسْلِم إلا بعد أن تجاوز سن الشباب، ومع ذلك: نهل من العلم الكثير، وأن بعض كبار علماء التابعين، بدأوا بطلب العلم بعد أن تجاوزوا الثلاثين من العمر.

ونوهت أن مدة التعليم لديها لا حدود لها، وأنها تنتهي متى حصل الطالب وتفوق في العلوم التي تخصص فيها، وقالت: ربما يجد الطالب نفسَه أنه أصبح عالمًا صغيرًا – على الأقل فيما يحتاجه – وهو ما يزال دون العشرين!، ولا ننسى أن بعض علماء العصور الذهبية: أُذِن لهم بالإفتاء وهم في الثامنة عشر من العمر.

طريقة التعليم تحدثت عنها داعش، وقالت: كان العلماء يقسمون الطلاب لحلقات العلم، ويكون لدى كل أستاذ عدد محدود من التلاميذ يركّز عليهم ويسهل عليه أن يفرزهم وفق مستوياتهم؛ فلربما تجد فتى يافعًا بدأ مبكرًا بمرحلة الاختصاص، وتجد مَن هو في سنّه ما زال يتعلم الأساسيات الأولى؛ لأن القاعدة الذهبية عند أسلافنا كانت: "الكمّ مع الكيف"، ولا يغني كَمّ عن كيف؛ فليس المهم – كما في زماننا – أن يصل المرء إلى سن معينة ويحصل على شهادة، بل المهم أن يكون ملمًّا بكل جزئيات ما توصّل إليه وأخذ شهادة تشهد على حذقه به، وما لم يصل: فلن يتجاوز أية مرحلة حتى ينهيها تمامًا، والكلام طبعًا عن العلوم الأساسية .

وقالت: لا بد من إعادة برمجة هيكلية التعليم كلها؛ حتى لا نبقى ضمن القالب الهش الاستهلاكي المهدد على الدوام بالخطر، والذي أصر أعداؤنا على وضعنا فيه؛ لنكون شعوبًا استهلاكيّة تحتاج حتى إلى مَن يصنع لها الطعام وينتج لها المبراة والدفتر، وصولاً إلى أكبر الأشياء، وإن دولة الإسلام التي نقضت أساس الباطل فكرًا وحدودًا وأنظمة: لَحريٌّ بها أن تستمر في توجيه الصفعات القاتلة لأعداء الإسلام؛ عبر تكريس علم حقيقي منتج لدى أجيال الخلافة، تعيد للأمة أمجادها السالفة، والله تعالى وليّ التوفيق.

وختمت في النهاية، بقولها: إن دولة الإسلام التي نقضت أساس الباطل فكرًا وحدودًا وأنظمة، لَحريٌّ بها أن تستمر في توجيه الصفعات القاتلة لأعداء الإسلام؛ عبر تكريس علم حقيقي منتج لدى أجيال الخلافة، يعيد للأمة أمجادها السالفة.

سيرياديلي نيوز- وكالات


التعليقات