يعد مشروع “الورد غان” من المشاريع الاقتصادية الصغيرة التي تنفذه مجموعة من السيدات منذ عام 2006 حيث يمد المشروع يد العون لربات المنازل اللواتي يزاولن مهنة الخياطة ويمتلكن الذوق الخاص بالتراث السوري ويمزجنه بلمسة من العصرية وينتجن مجموعة من المنتوجات كالحقائب المصنوعة من أقمشة تراثية قديمة توحي بأصالة الشرق.

 

وأوضحت مديرة المشروع ليلى حمدان من قرية المروج التابعة لناحية عين التينة بمحافظة اللاذقية أن المشروع متعلق بالتراث فقط واسمه الورد غان مستمد من اسم لمملكة كانت موجودة في منطقة الساحل وعاشت فترة من الزمن.

 

وأضافت حمدان إن منتجات المشروع عبارة عن مجموعة حقائب مختلفة الأشكال والألوان من حقائب يد صغيرة وحقائب كبيرة وأخرى محافظ للكتب والأوراق وحقائب للكمبيوتر المحمول ومفارش طاولات ووسائد وشراشف للسرير وغيرها وجميع هذه المنتجات مصنوعة من أقمشة تراثية تقليدية شامية منها المواريه-البيجاما-الأغباني-الدامسكو الشامي وغيرها من الأقمشة التراثية التي توحي بالتراث والحضارة.

 

وعن بداية المشروع أوضحت حمدان أنها اتبعت دورة في مركز أعمال المرأة الريفية “فردوس” في ناحية عين التينة حيث كان المركز يقيم دورات للمرأة في مختلف المجالات من الخياطة إلى شغل الصوف والحرير والإكسسوار والكروشيه وتربية النحل وصناعة الألبان والأجبان وغيرها مبينة أن حبها للخياطة كان وراء التحاقها بدورة في هذا المجال استمرت لمدة ثلاثة أشهر تعلمت فيها أصول الخياطة ومبادئها الأساسية على يد مصممة أزياء فرنسية زودتها بمعلومات كافية ووافية عن تصميم المفارش والحقائب والجزادين واقترحت القيام بالمشروع.

 

وبينت أن السيدات الموجودات في المشروع من قرى متجاورة وصلة التواصل بينهن عبر الهاتف ولا حاجة لهن للخروج من منازلهن حيث تقوم كل سيدة بخياطة ما تريد في منزلها من مفارش أسرة وطاولات وحقائب وجزادين وعلاقات مطابخ وعلاقات تزيينية للصالونات وغيرها بأشكال وتصاميم وموديلات مختلفة فيها تغييرات بسيطة بألوان الأقمشة وأحجام المنتجات بحسب رؤية كل سيدة.

 

وقالت حمدان “شاركنا بمعارض كثيرة في محافظات مختلفة إضافة إلى المشاركة في مختلف المعارض التي تقام في المواقع والأماكن الأثرية إلا أن ظروف الأزمة الحالية جعلت مشاركتنا تقتصر على المعارض التي تقام في المحافظة”.

 

وعن كيفية الحصول على الأقمشة أوضحت أنها تطلبها من الأسواق القديمة المختصة ببيع الأقمشة التراثية القديمة في دمشق مؤكدة أن الأسعار كانت مقبولة سابقا أما الآن فقد أصبحت أسعار الأقمشة والمواد الخام اللازمة للعمل مرتفعة الثمن حيث أن سعر المتر الواحد من أحد الأقمشة كان مئة ليرة أما الآن فتجاوز الـ 650 ليرة كما ان قماش الأغباني كان سعره 400 ليرة واصبح 1200 ليرة.

 

وأوضحت أنها بعد تصميم وخياطة الموديل تقوم بوضع بطاقة للتعريف عن المنتج يبين اسم السيدة صاحبة العمل ومشروعها ورقم هاتفها وسعر القطعة مضيفة إن هذا المشروع ساعدها والسيدات العاملات فيه اقتصاديا لتغطية مصاريف المنزل المختلفة كما قاموا بتطوير العمل وصناعة منتجات تواكب العصر مثلا حقائب الكمبيوتر المحمول وحافظات للأوراق والكتب والمصنفات وغيرها مشيرة إلى أن التسويق يعتمد بشكل رئيسي على المعارض بالإضافة إلى بعض العلاقات الشخصية فأحيانا يقوم الأقارب والجيران بشراء بعض المنتجات وتقديمها كهدايا في المناسبات المختلفة.

Syriadailynews - Sana


التعليقات