سيريا ديلي نيوز - عبد الرحمن تيشوري

لم تتضمن خطط حكومة الحلقي مستهدفات محددة وبرامج عمل للإصلاح الإداري، بل اكتفت بوضع هدف استراتيجي شعاراتي عام لتفعيل الإدارة العامة واستخدام الوسائل الحديثة على جميع مستوياتها وتصريحات اعلامية عندما زار معهد الادارة وحضر تخريج الدفعة  التاسعة

      ونظراً لعمومية الهدف، يصعب تحديد معايير قياسية دقيقة للتنفيذ، إلا أن العديد من الإجراءات العملية لتحسين ألأوضاع العامة قد شهدتها السنتين الماضيتين، والتي يمكن إدراجها كما يلي:

· تبسيط  بعض الإجراءات الإدارية وتخفيف المعاملات الورقية في العديد من الإدارات الحكومية خصوصاً تلك المتعلقة بمجال الاستثمار من مبدأ النافذة الواحدة.

· تبني العديد من الإدارات الحكومية لبرامج تدريب وتأهيل مستمر وشروع بعضها في تنفيذ مشاريع أتمتة لنظامها الإداري تم استكمال جزء منها تم توقيفها والغيت اعتمادات التدريب .

· صدور جملة قرارات تفويضية من المستويات الأعلى للأدنى، خصوصاً من الوزراء للمحافظين والمديرين العامين، حيث صدر الجزء الأكبر منها مع توجه الحكومة لانعقاد مؤتمر المحافظين  في النصف الأخير من عام 2013.

      بالإضافة إلى العديد من الإجراءات العملية آنفة الذكر تم اتخاذ الكثير من القرارات الإدارية خلال سنوات المرحلة الماضية هدفت إلى تبسيط أساليب العمل الإداري وتطور الكثير من التعليمات والسياسات والتشريعات النافذة، إلا أنها، وبالرغم من أهميتها، لم تأخذ بمنظور متكامل لعملية الإصلاح الإداري حيث  اقتصرت على بعض المظاهر الإدارية وإجراءاتها العملياتية ولم تلامس تطوير الفكر الإداري أو جوهر آليات العمل الإداري بحد ذاته ولم تقترب من استثمار خريجي الادارة وظل الخريجين مهمشين بلا قيمة مضافة، حيث جاء معظمها لدعم الآلية البيروقراطية للنظام المركزي، وقد تجلى ذلك بصورة كبيرة على سبيل المثال، من خلال عمليات الدمج التي اتخذت لعدد من الإدارات الحكومية ذات الطبيعة المتشابهة في عملها الوظيفي والمتكاملة في أدائها الخدمي، فكانت عمليات جمع ميكانيكي ولم يتم تغييرها أو تعديلها لتصبح أكثر جدوى وفعالية، حيث اصطدمت التعديلات بالمصالح الشخصية ناهيك عن الإساءة في توظيفها كما تم تعيين اشخاص غير مؤهلين في اماكن غير مناسبة لهم ؟؟؟!!!!!!!!!!!!.

      وعندما أطلقت لجان عملية الإصلاح، وحددت سقفاً زمنياً لإنجازها   4 اشهر، لم يتم وضع تصورات بديلة وخطط تفصيلية لمتابعة التنفيذ، ناهيك عن خطط إدارة التغيير من الوضع القائم إلى الوضع المنشود، حيث تعتبر إدارة التغيير من أهم المتطلبات لتنفيذ أي إصلاح، وعدم الاهتمام بها أثر على فعالية العملية الإصلاحية خصوصاً الإدارية منها، وكذلك على سرعة الوصول إلى النتائج المتوقعة في ظل غياب أي مؤشرات ومقاييس لتقييم نجاح برامج الإصلاح عموماً والإداري بشكل خاص، الأمر الذي ساهم في عدم تلمس نتائج حقيقية مدعومة بإحصائيات دقيقة.

      من جانب آخر لم تترافق عملية الإصلاح الإداري والكلام عنه مع برامج تحسين ملموسة سواء على مستوى السياسات أو المؤسسات الحكومية والأفراد ودعم أدائها، خاصة البرامج المتكاملة للتدريب والتأهيل المستمر لتطوير الموارد البشرية وكذلك نظم تقييم الأداء على قاعدة منح الحوافز الكافية لتشجيع الموظفين من جهة والروادع للحد من الترهل والفساد من جهة أخرى بغرض تسريع عملية الإصلاح.

      وبالإضافة إلى التقصير الملموس لدى المفاصل المهمة لكثير من الإدارات الحكومية بمستوياتها المختلفة الوزارية والهيئات المركزية والفرعية في الالتزام بعملية الإصلاح الإداري إما نتيجة غياب الرؤية الموحدة في تنفيذها أو ضعف الإرادة لذلك فقد وجدت عمليات الإصلاح مقاومة ورفضاً من مفاصل إدارية مهمة خاصة أصحاب المحسوبيات والمتنفذين في البيروقراطية الحكومية إما لحسابهم بأنها ستضر بمصالحهم أو ستضعف هيمنتهم على المستويين المركزي والمحلي، أو لأنها تتعارض مع آلية العمل التي اعتادوا عليها

ظل الخطاب والنهج والاسلوب هو هو وظلت الكفاءات تندب حظها وزاد الفساد والناس ينتظرون مشهد جديد

والبارحة حصل نقاش حاد بيني وبين زميل لي لا يرغب باعادة تكليف الحلقي لان - ذلك يعني استمرا ر الحاصل الان وانا قلت له يا اخي الرجل مقبول وماشي حالو قال لي الله يستر لانني علمت انه قد يعاد تكليفه

 

syriadailynews


التعليقات


عماد الدين علي ونوس
كمواطن عادي أشعر بالظروف الصعبة الناجمة عن الحرب على سورية من قبل كل أشرار العالم < واشعر بحركة الحكومة وكلامها الجميل , لكن لم اشعر بالاصلاح الاداري على سوية صعوبة المرحلة وعلى سوية الطموح , وأشعر بأن الاصلاح الاداري ما زال كلام جميل وتوصيات وتوجيهات جميله تنساب من اعلى الحكومة لاصغر موظف دون جدوى , إلا قرار عدم التمديد بعد انتهاء مدة الخدمة في الوظيفة فكان هذا قرار اصلاحي حقيقي ونظف المؤسسات العامة من العديد من السلبيين بالرغم من اختراقه عدة مرات .

عماد الدين علي ونوس
السيد رئيس الحكومة شخص طيب وصادق وجيد وجاد وشجاع ووطني ومناضل , وبذل كل جهد طيب وجيد لصالح سورية , لكن بخصوص الاصلاح الاداري في تبسيط الاجراءات وفي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لم يكن على مستوى الطموح ومستوى الحرب على سورية , ولم نشعر بالاصلاح الاداري كمواطنين أو موظفين , ربما بسبب الظروف الصعبة على مهما علا موقعه أو مهما علت مؤهلاته , والمطلوب من السيد رئيس الحكومة الدكتور وائل الحلقي الاهتمام اكثر بالاصلاح الاداري , والاهتمام بإدارة التغيير أي الادارة القادرة على مواكبة التغيرات في سورية وفي العالم , وليس بالضرورة تغيير الاشخاص الجيدين بل بتغيير اَلية الادارة واَلية تعيين المدير فتصبح بناء على معايير وليس بناء على سمسرات ومحسوبيات ذلك الاسلوب الذي ادى إلى ترهل المير وترهل القطاع العام وصنع فجوة بين الادارة العامة وبين المواطنين , ونتج عنه مدراء يسؤون استخدام السلطة ويتعسفون باستخدام بالسلطة , لان هدفه ارضاء الشخص او الجهة التي عينته او تعويض ما دفعه , وليس همه ارضاء الوطن والعمل والعاملين . فالحل الاهتمام بالمدراء في الاختيار والتدريب وفق معايير منطقية علمية عملية . لان المدير يعكس خبرته وثقافته وتربيته وسلوكه على العمل والعاملين , وثروة الشعوب تقاس بما لديها من ثروات ادارية بشرية وليس ثروات مادية , وكما قال الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم (( لا اخشى على امتي من الفقر بل من سوء التدبير )) . وتجربة المعهد الوطني للادارة العامة جيدة وتعتبر ترموستات الاصلاح الاداري لان المدير اذا عين وفق معايير دون محسوبيات وسمسرات تكون شخصيته اقوى وولاؤه لوطنه وعمله أقوى وأداؤه أعلى , واذا عين بناء على المحسوبيات تكون شخصيته هزيلة وتابعة وفاسدة