سيرياديلي نيوز - د المهندس محمد غسان طيارة

تعارض بعض المجموعات السياسية السورية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في الدستور ولوضع النقاط على الحروف أبين أهم هذه المجموعات:

ـــ الاتلاف الوطني القطري ويرأسه أحمد جربا.

ـــ هيئة التنسيق الوطنية ويرأسُها حسن عبد العظيم.

ـــ الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير ويرأسها قدري جميل.

ـــ حزب الإرادة الشعبية وهو مكون أساسي من الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير وأمينه العام قدري جميل.

ـــ حزب بناء الدولة ويرأسه لؤي حسين.

يضاف إليهم بعض الفئات التي تؤيدهم أو تعارضهم ولا ينضوون تحت تسميات محددة.

وأهم الدول التي تعارض إجراء الانتخابات هي:

ـــ الولايات المتحدة الأميركية.

ـــ فرنسا.

ـــ المملكة المتحدة.

ـــ دول عربان الخليج العربي وفي مقدمتهم السعودية وقطر.

ـــ تركيا أردوغان وأغلو.

يضاف إلى هذه الدول بعض دول أطلقت على نفسها أصدقاء سورية.

وأسمح لنفسي بتوجيه السؤال الآتي إلى المجموعات السياسية:

ـــ كيف تُقَومون علاقتكم مع الدول المعترضة على إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية؟.

وأجيب من خلال أحداث جرت معهم أو تحدثوا عنها علانية وبشكْلٍ مباشر:

ـــ الاتلاف الوطن القطري: يعْتبر الاتلاف تلك الدول داعمة وهي ولية نعمته وتغْدق عليه المال والسلاح ويتمنى زيادة دعمهم بأسلحة نوعية حتى يُسيْطر على سورية أو فرض نوع من التوازن مع القوات النظامية السورية. يعيش أعضاء هذه المجموعة في فنادق خمس نجوم ويتقاضون رواتبهم الخيالية من عربان الخليج.

ـــ هيئة التنسيق الوطني: يتمنى رئيسها حسن عبد العظيم أن تقبل به واشنطن كطرف في المعارضة المعتمدة من قبلها وقد عبر عن ذلك عندما استقبل في مكتبه بدمشق السفير الأميركي فورد بحجة توضيح وجهة نظر هيئته مما يحْدث في سورية ومنذ بداية الأزمة. كما وقع على ورقة تفاهم مع الاتلاف الوطني القطري وقد نقضها الاتلاف قبل أن يجف حبر التواقيع على تلك الورقة. كما ذهب للتوافق مع ذلك الاتلاف الوطني القطري في مصر وفد ضرب الاتلاف أعضاء وفده عند دخولهم إلى حرم جامعة الدولة العبرية وليس العربية. وإن اللقاء مع أمين عام تلك الجامعة يضعه في موقع قريب من الاتلاف الوطني القطري والفارق بينهما بأنه يقول في العلن بأنه ضد التدخل الأجنبي في سورية وضد تسليح المعارضة ولم نسمع عنه التنديد بممارسات المجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية إلا بعد تحميل الدولة السورية مسؤولية تفاقم الإرهاب.

ـــ الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير: من المعروف بأن هذه الجبهة تضم مجموعات متناقضة سياسية فيما بينها وقد تركها البعض الآخر وقد عبر رئيسها جميل قدري في مناسبات عدة عن رغبته في التفاهم مع هيئة التنسيق

الوطني التي لفظته علناً ولم تقْبل به شريكاً وقد ظهر هذا الإهمال على صفحات الصحف. ولا اعتقد بأن "المعارض" قدري جميل لا يعْرف مواقف هيئة التنسيق. وسأكتفي بعبارات محدودة من ما صرح به الناطق الرسمي باسم هذه الجبهة عادل نعيسة عن أسباب عدم مشاركتهم في الانتخابات كما وردت في جريدة الوطن السورية إنه يتمنى ألا تُجرى انتخابات رئاسة الجمهورية في الموعد المحدد لها طالما أن الدستور يسمح بذلك، لكون ما يقارب نصف الشعب السوري لا يستطيع ممارسة حقه في الانتخاب إما لأنه موجود في الخارج أو لأنه في المناطق الساخنة.

واعتبر أن الرئاسة هي رمز لسيادة البلاد، أما النظام «فلم يعد يُطاق ولا يُحتمل بجميع ممارساته".

ـــ حزب الإرادة الشعبية: لم يعُد خافياً على أحد هرولة أمين عام هذه الحزب إلى جنيف للقاء السفير الأميركي فورد كي يجد له مكاناً في مؤتمر جنيف وانتظر عدة أيام في موسكو بسبب تأجيل الأخير للموعد وقد جاء على لسان أحد كوادره وعلى صفحات جريدة قاسيون الناطقة باسمه ما يلي: أن هذه الانتخابات لن تكون شاملة لكل الأراضي السورية وبالتالي لن يشارك فيها كل السوريين نظراً للظروف الأمنية السائدة في البلاد، وحسب تقديرات عرفات فإن ربع المواطنين السوريين لن يشاركوا في الانتخابات.

ويقول أيضاً: أن مؤتمر جنيف هو قدر وليس خياراً.

وأعرب عرفات عن مخاوف الجبهة في حال إجراء الانتخابات أن تذهب الأمور باتجاه وجود رئيسين للجمهورية في سورية، ما يزيد من تعميق الانقسام بين السوريين وعواقبه ممكن أن تكون خطيرة، مستشهداً بتطور الأزمة السورية منذ بداياتها حتى الآن، فأصبح هناك علمان، وحكومتان في إشارة إلى «الحكومة المؤقتة» التي شكلها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في الخارج. إنه اعتراف صريح بحكومة الاتلاف الوطني القطري ورئيسه وبعلم الانتداب.

ـــ حزب بناء الدولة: أعرب رئيس "تيار بناء الدولة" المعارض لؤي حسين, يوم السبت, عن خشيته من أن تؤدي الانتخابات الرئاسية، إلى تعميق الانقسام في البلاد وزيادة "عنجهية" النظام.

ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء, عن حسين "أخشى أن تساهم الانتخابات، في ما ألحظه من هذا النظام، أن يقسم (النظام) البلاد إلى عرقين، عرق سوري هو المشارك بالانتخابات وعرق إرهابي الذي لم يشارك"، معتبرا أن "ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة عنجهية النظام".

وكان نائب رئيس "تيار بناء الدولة السورية" المعارض، أنس جودة، قال, يوم الأربعاء، إن الانتخابات الرئاسية ستعمق الأزمة في البلاد، وستنتج "النظام" نفسه، لافتا إلى أن السلطات تريد إجراء الانتخابات كي "توهم" العالم بانتصارها على الأزمة.

ولو عدنا إلى تصريحات الدول المشاركة في الحرب الكونية المقامة على سورية نجدها متوافقة مع تصريحات هذه المجموعات السياسية المعارضة سواء ألصقت بنفسها وطنية  أو ألصقنا نحن بها تسمية الغير وطنية.

وأطرح الأسئلة التالية على مساحة الوطن:

ـــ هل توجد مؤامرة كونية على سورية أم لا توجد أو أن المؤامرة من نسيج وخيال القيادة السياسية السورية؟.

ـــ هل يتواجد في سورية مسلحون إرهابيون تكفيريون في سورية أم هذا تبرير من القيادة السياسية السورية؟.

ـــ كيف ينظر المواطن الى الدول التي تعارض إجراء الانتخابات في موعدها هل هي دول صديقة أم هي دول

معادية لسورية وللعروبة بشكل عام وهي لا تدْعم الحق العربي؟.

الإجابة على هذه الأسئلة واضحة من تصرفات وتصريحات قيادات تلك المجموعات السياسية التي ذكرتها سابقاً مما يسْمح لي بالاستفسار التالي: عندما تتلاقى توجهات أي مجموعة سياسية مع توجهات أعداء الوطن أين يكون موقع هذه المجموعة السياسية؟. فهل يكون ضمن المجموعات السياسية الوطنية ولو كانت معارضة أم تصبح في الطرف المساير للأعداء؟. الجواب لدى تلك المجموعة وطبعاً من حق القراء استنتاج الجواب وهو من الحقوق المقدسة للمواطن.

ـــ هل يمكن تجزئة الخيانة أو وضع علامات للخيانة؟. أي خائن مائة بالمائة أو خائن بنسبة خمسين بالمائة. بالنسبة لي فإن الخائن خائن ولا يمكن وضع علامات لنِسب الخيانة ولكن قد تكون الخيانة عن قصد أو عن غير قصد أو بسبب الخضوع لحالات التغرير أو مدفوعة الثمن. فأنني أنظر للموضوع, وفي هذه الأيام بالذات, بأنه لا يوجد صيف وشتاء على سطح واحد ولا أرى إلا اللون الأبيض للوطنيين واللون الأسود لغير الوطنيين.

إن التبرير بديمقراطية الحق في الممارسة وفي المقاطعة مرفوض في هذه الأيام, فلو حاول أحد الناس سرقة بعض النقود من تجارة أي منا أو من بيت أحدنا نقيم الدنيا ولا نقعدها واليوم تجري محاولات حثيثة لسرقة الوطن وتدميره بإنكار الدول المعددة سابقاً علينا حقنا في ممارسة انتخاب رئيس للبلاد ودعم المجموعات التكفيرية الإرهابية فكيف يمكن لأي منا أن يقف مكتوفي الأيدي ويناقش المشاركة في الانتخابات الرئاسية أو مقاطعتها؟.

كان بإمكان تلك المجموعات السياسية تحديد حجومها من خلال المشاركة في الانتخابات بورقة بيضاء, ولكن هي أكثر منا معرفة بأن حجمها السياسي صغير جداً لا يزيد عن عظمة صغيرة في الخنصر بالمقارنة مع حجم عظام أصابعنا العشرة التي تتمسك بقوة بالوطن وتمنع سرقته بأغلى ما عندنا وهي دماء شبابنا.

أيها المعترض على الانتخابات من المجموعات السياسية السابقة: ماذا ستقول لدماء الشهداء التي نزفت في الدفاع عن الوطن ولدموع الام المفجوعة والأب الجريح والعروس التي تدمع عينيها في يوم عرسها عندما تقاطع الانتخابات؟.

حق المشاركة اليوم هو فرض عين لحماية الوطن ونجاح الانتخابات هو القنبلة التي ستنفجر في وجه الدول المعادية لسورية مع أذنابها من مجمعات الاتلاف الوطني. لا أريد لهذه القنبلة ان تنْفجر في وجه المعترضين وكم أتمنى أن لا يقفوا في صفٍ واحد مع أعداء الوطن.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات