سيريا ديلي نيوز - الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة

أُغْلق باب الترشُّح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية وبلغ عدد المترشِّحين 24 مواطناً بينهم سيدتين. وفي اللحظات الأولى يمكن استغْراب هذا العدد الكبير وخاصة عند من لا يعْرف معظمهم, ومع إيجابيات اللعبة الديمقراطية وسلبياتها, علينا احترام جميع المُترشِّحين ولا يحق لأحد منا توجيه كلمات الاستهزاء لأي مواطن قرر بنفسه أنه قادرٌ على تحمُّل مستوجبات المنصب فهذا حقه وكل كلمة نابية بحق المُترشِّح تدور وتُصِيب صاحبها. إنني بعثي ومرَّت على راْسي مواضيع متنوعة سياسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وتساقط بعضاً من شعري وأبيض ما تبقى منه ولو لم أكن بعثياً لم تجرأت على حمل منصب رئيس الجمهورية سواء قبل هذه الظروف الصعبة وطبعاً غير قادرٍ على تحمُّل تلك المسؤولية في هذه الظروف المصيرية وليس تهرباً ولكن من منطلق رحم الله إمرءٍ عرف حده فوقف عنده. وقد يشاركني بهذا الرأي  99,99% من سكان سورية ومع ذلك وُجِد من بين 0,01% 24 مواطنا شجاعاً وأعلن رغبته التصدي لهذا المنصب الهام ولمسؤولياته. ولا داعٍ لتسخيف تصرفاتهم حتى وإن كنا لا نعْرفهم كما ليس هناك من ضرورة التفتيش عن أسباب الترشُّح لأي منهم وليتذكر بعضنا فخلال دراستنا في مراحل الأساسي والثانوي مرَّت علينا حالات مشابهة بأن بعض زملائنا في الدراسة تصدى للإجابة على أسئلة الأساتذة فمنهم من نجح ومنهم من فشل ولكن كان دائماً هناك من يتصدى ويفشل وآخر ينجح وهذه هي سنة الحياة.

وفي مقابل التعامل بطيبة خاطر مع كل المُترشِّحين فعلينا أن نصادم بعنف بعض "المثقفين" المعترضين أمراء أحزاب ادعوا أنهم وطنيون وخاصة في داخل الوطن. ومن هرب منهم من الوطن تناسى أنه ممثل للشعب وينادي مع بعض أعوانه بمقاطعة الانتخابات ومع غيره من أطراف أخرى للمعارضة التي تنادي أيضاً بمقاطعة الانتخابات ويتشدقون عن ضرورة الحل السلمي والحوار الوطني ويعْترفون بوجود آلاف مؤلفة من التكفيريين تعبث في أمننا, ويؤكدون بأنه على القيادة السورية التحاور معهم "المعترضون الوطنيون" حتى يتعاضدوا معها للوقوف معاً في محاربة الإرهاب التكفيري.

بالله عليكم هل خدمة الوطن تحتاج إلى عزيمة؟. بربكم هل الدفاع عن الوطن يحتاج إلى بطاقة دعوة مكتوبة بخط من ذهب؟. لم ارتاح يومياً إلى مُعْظم المعترضين في الداخل والخارج والذين لبسوا لباس المعارضة الوطنية.

شارك أحدهم في صياغة الدستور ولكن لم يشارك رفيقٌ آخر له من نفس طينته فهذا الآخر يشجب الدستور وكنت أتمنى أن أقرأ له مقالاً يناقش بموضوعية مواد الدستور الجديد وليس مقاطعة الاستفتاء على الدستور وشجبه مع غيره من  المعترضين. ولم أسمع من كل هؤلاء المعْترضين الورقيين رأياً في خارطة الطريق التي عرضها رئيس الجمهورية العربية السورية في 6 كانون الثاني 2013.

وبصراحة أكثر فإنني لم أرتاح يوماً لقيادة حزب الإرادة الشعبية بل هي إرادة شخص ولم أوافق على جميع طروحات هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي في الداخل والخارج ولا أميزهم عن الاتلاف الوطني القطرى إلا قليلاً فإذا أعطيت الاتلاف أعظم درجات الخيانة فإنني أضع باقي المعترضين على حافة هاوية الخيانة.

إذا تناسى البعض كيف ركض المسؤول الأول في حزب الإرادة الشعبية لعقد صفقة مع هيئة التنسيق وتلقى صفعة من رئيس تلك الهيئة؟. وإذا تناسى كيف ركض ذلك المسؤول ليجتمع مع فورد بجنيف حتى يحجز مقعداً له قريب من الاتلاف القطري في مؤتمر جنيف 2؟. فإذا تناسى فالشعب وأرض الوطن لن تنسى وقد حوَّلت هذه التصرفات الشاذة ذلك المسؤول من الوقوف على أرض الوطن إلى التدلى في بئر الهاوية. فهل تستطيع قواعده "الشعبية", إن وُجِدت, رفعه مع ذنوبه الثقيلة حتى لا تسقط معه إلى جهنم وبئس المصير؟. 

إذا تناسى رئيس هيئة التنسيق كيف وقَّع أحد أركانه في الخارج على وثيقة ذل مع ركن الاتلاف القطري ولفظه الأخير قبل أن يجف حبر التوقيع؟.  هل تناسى الضرب والإهانة وأمام مبنى الجامعة العربية الذي لحِق بوفده أثناء رغبته بمقابلة أمين الجامعة العبرية وليس العربية على أيدي عصابات الاتلاف القطري؟. وقد سبقهم زعيم الهيئة لاستقبال رأس المؤامرة السفير فورد في مكتبه بحجة إطلاعه على موقفه.

المشكلة لدى هؤلاء المعترضين بأنهم يعتبرون أن ذاكرة الشعب قصيرة وتناسوا بأننا ما زلنا نتذكر أبطال الوطن منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا ونتذكر الخيانات من أيام يهوذا الإسخريوطي حتى يومنا هذا.

التاريخ لن يرحم وإذا كان ربنا جل جلاله قبِل التوبة فنحن في سورية نقتدي ونقول سمعاً وطاعةً ربنا وإليك المصير. ولكن إذا تابوا فمن علائم التوبة العودة إلى الحجم الطبيعي لهم ولهذا أتساءل: هل سيقبلون العودة إلى حجومهم الطبيعية بعد أن أغرتهم شياطينهم بحجوم وهمية ورقية أو بالونية؟.

ومن حسن النية أقول: الطفل لن يتعلم المشي إلا بعد أن يقع عدة مرات على الأرض فهل يقبل هؤلاء قانون الطبيعة بالتعلُّم حتى لا ينحدروا إلى الهاوية.

وخلاصة القول لدينا من يدَّعي المعارضة الوطنية وهم بنظري دعاة مناصب في بناء سورية الحديثة وأذكر بعض الجهات التي ترعى هؤلاء كما يلي:

ـــ حزب الإرادة الشعبية = حزب الإرادة الفردية أو الستالينية الجديدة. ق.ج, ف. ج.

ـــ هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي = هيئة النفاق لقوى التغيير الديمقراطي. ح. ع. ع, هــ. م

ـــ تيار بناء الدولة = تيار هدم الدولة. ل . ح.

..... والحبل عا الجرار.

إنني متأكد بأن كل مواطن سوري حر مستعد لمد اليد لهم وإنقاذهم إذا توفقوا عن الاستمرار في غيهم!.

النتيجة هؤلاء نفذوا خارطة الشيطان وقد أعماهم غرورهم بينما قام المُترشِّحيون بعمل وطني. فأين الثريا من الثورى  وأين الحنطة من الذرى.

 

 

سيريا ديلي نيوز - د المهندس غسان طيارة


التعليقات