خاص- سيريا ديلي نيوز

مع وضوح معادلة العرض و الطلب الحقيقي على الدولار الأمريكي في الســوق الســوري و ثبات واقع امتلاك البنك المركزي للدولار الأمريكي و بأنه صانع الســوق Market Leader

و مع دخول أكثر من ســبعة ملايين دولار أمريكي إلى السوق السوري كتحويلات خارجية بالإضافة إلى ما يمتلكه البنك المركزي من احتياطات و تمويل للمستوردات لا يتجاوز الثلاثة ملايين دولار يومياً ، فإن البنك المركزي هو اللاعب الأقوى و المتحكم فعلياً بسـعر صرف الليرة الســورية و ليست الســوق السـوداء ، و لذلك و بناء على هذه الحقائق الاقتصادية فإن الاســـتفهامات بدأت تدور أكثر بصورة جدية حول آلية و مصدر تســعير المواقع الالكترونية و الصفحات الموجودة على الفيس بوك التي تتناول الإخبار عن ســعر صرف الليرة الســورية أمام الدولار الأمريكي كل عدة ســاعات .

خلال أزمة الليرة الســورية التي امتدت منذ أكثر من عام و نصف لاحظنا أن قســماً جيداً من المواقع و صفحات الفيس بوك لا تقوم باســـتعراض ســعر الصرف في السـوق السوداء ، بل حقيقة تقوم برفع الســعر بشــكل ممنهج و تصاعدي على الشــبكة الالكترونية و هذا التصاعد ينعكس على الســوق الســوداء ، أي بعضاً من الصفحات و تحديداً التي فيها متابعات كبيرة لأســباب متعددة من حيث مهارة القائمين على توســيع الشــبكة الاجتماعية لهم على الانترنيت قد أصبحت هي من تؤثر على ســعر الســوق السـوداء و ليس العكس ، و لهذه الصفحات الالكترونية التي تتعمد المضاربة بلا شــك ارتباطاً بشــركات وكبار صرافين يتعاونون على حملة التســـعير النفســـية .

حيث مع انحســار صرافي السـوق السـوداء من حيث العدد و الحجم و صعوبة الحركة و الظهور ، أصبح الاعتماد على الصفحات الالكترونية في عملية المضاربة السـعرية و الرفع الوهمي لسـعر صرف الليرة السـورية أمام الدولار الأمريكي يزداد تدريجياً و أهمية ، و خاصة مع تشــرذم رؤوس تسـعير الليرة السـورية في السوق السوداء بعد عمليات المداهمة المتكررة و مصادرة العملات الأجنبية و هروب الكثير من كبار الصرافين إلى خارج البلاد و صدور مرسوم حصرية التعامل بالليرة السـورية و عقوبة سـجن تصل إلى الثلاث ســنوات . البنك المركزي قام يوم الخميس الماضي ببيع الدولار الأمريكي لشــركات الصرافة حول مسـتوى سـعر 158 ليرة سورية و في حين قرأنا و التقينا بمندوبين عن شـركات الصرافة يؤكدون أن الطلب الإدخاري على الدولار الأمريكي ضمن المسـتوى الطبيعي منذ أكثر من ثلاثة أشـــهر و لم يطرأ تصاعداً في طلب الدولار الإدخاري مؤخراً ، في حين تقوم هذه الصفحات الالكترونية على الفيس بوك برفع ســعر السـوق الســوداء ليرتين أو ثلاث كل يوم أو يومين بما يخالف الطلب الحقيقي و العرض الحقيقي للدولار الأمريكي في السـوق السورية .

و لذلك هي دعوة توعية للمواطن الســوري الذي يتداول سـعر صرف الليرة السورية بناء على هذه الصفحات ، فلا نعلم تحديداً من يقف خلف هذه الصفحات و من هو مصدر معلوماته و مدى موضوعية و حيادية المصدر الذي يزود بسـعر صرف الليرة السـورية أمام الدولار الأمريكي . و لذلك ندعو المتصفح إلى عدم أخذ هذه الأســعار بتسـليم و مصداقية كاملة ، فكلما ارتفعت الفجوة بين سعر الصرف في هذه الصفحات و بين الســعر المركزي كلما كانت الأســعار المعلنة ضعيفة المصداقية و بقصد المضاربة و إرباك السـوق النقدي المحلي ، كما مع صعوبة ممارســة بعض المهن في المناطق المتوترة فإن المضاربة على الليرة السـورية شــكلت بديلاً للعديد لكنها مضاربة تؤدي إلى غلاء الأســعار و الفوضى و خلق النزاعات المالية و القضائية و تدمير النســيج الاجتماعي و نشــر الجريمة .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات