سيريا ديلي نيوز

بينت النتائج الحكومية للانتخابات البلدية فوز فريق أردوغان بنسبة 48% وهذه النسبة المرتفعة لم يحلم بها حتى مناصريه. ومن تابع أقوال جميع المحللين السياسيين يتأكد له بأن المتفائل منهم يقول بأن النسبة قد تصل إلى 45% ومن خلال استطلاعات الرأي فإن معظمها حددت نسبة فوز أردوغان بحدود 40% من الفائزين. وكانت أشرس المعارك في اسطنبول وأنقرة وأزمير و"نجح" فيها أردوغان. وهذا يطرح سؤالاً كبيراً لماذا سقطت كل استطلاعات الرأي؟. وما هي أسرار هذا "النجاح"؟.

إن متابعة ما يجري في هذه الأيام في المدن الكبرى في تركيا يتأكد له بأن معركة الانتخابات ما زالت مستمرة من خلال الطعن فيها لعدم نزاهتها وتزويرها في السر والعلن وسجلت لجان المراقبة أكثر من ألف مخالفة وتزوير.

والسؤال الأساسي المطروح: هل ستؤدي الاعتراضات والمخالفات المرتكبة إلى إعادة الانتخابات في مواقع المدن الحساسة والمؤثرة على مسْتقْبل أردوغان السياسي؟. والجواب واضح فإنني أشك في حدوث ذلك. فهل من المعقول أن يدمر أردوغان مستقبله السياسي بيديه, فقد رفض تنفيذ حكم المحكمة الدستورية القاضي بإلغاء قراره حظر التعامل مع تويتر ويوتيوب ولهذا فمن المستحيل أن ينصاع إلى قرار بإعادة الانتخابات, وسيعارض أردوغان بشدة إعادة فرز الاصوات في مراكز الانتخابات التي جرى فيها التزوير أو المخالفات. ويجب أن لا ننسى تدمير أردوغان للسلطة القضائية وللقوات المسلحة وتفْخيخ القوى الأمنية كافة.

إن أردوغان رجل مهووس في السلطة ومريض فيها ومستعد لتصفية من يعارضه ولو كان من أقرب الناس إليه كما فعل بأستاذه أربكان وقد أعلن ذلك صراحة بعد فوزه في الانتخابات البلدية. فمن دمَّر القضاء وصفَّى قيادات أساسية في قواته المسلحة لن يتورع على رفضه لأي نتيجة تفْقده سلطته في تركيا. وبمقارنة بسيطة بين لهجة خطابات أردوغان تتشابه بنسبة مرتفعة مع لهجة خطابات هتلر النازي.

يعْتبر أردوغان إن تزوير الانتخابات أمر طبيعي وضروري للوصول إلى السلطة ويجب أن نتذكر أفعاله بعد خروجه من السجن فأزاح عبد الله غول ليستلم مكانه. ولتأكُّد على تزويره ورشاويه في كل الانتخابات نحتاج فقط لزيارة بعض المناطق الريفية الداعمة له ونسأل أي مواطن عن مصدر بعض الأثاث الموجود في بيته المتواضع, وسيجيب ببساطة إنها مكرمة من أردوغان وبعض المؤسسات "الخيرية" المرتبطة فيه.

وهذا لا يعني أنه لا أمل من إسقاط اردوغان في الانتخابات القادمة بل على العكس فإن الأمل كبير لكثرة حماقاته المتكررة فهو يستخدم نفس الأساليب في خداع الشعب التركي وما أنطلى على الشعب في سنوات سابقة سينكشف في دورات لاحقة.

الرشاوى والتزوير صفتان ملازمتان لأردوغان شخصياً ولكن زيادة حجم الضغوطات على الشعب التركي ستؤدي حتماً إلى سقوط مهمة الرشاوى وصعوبة الاستمرار في التزوير.

فإذا استبعدنا إمكانية المعارضة من الاستفادة من المخالفات التي ارتكبها فريق أردوغان وأبعدنا أهمية الرشاوى في نجاح أردوغان فقد استفاد من نقطتين لزيادة نسبة نجاحه وهما كما يلي:

1 ـــ عدم توحيد المعارضة ودخولها الانتخابات متفرقة ساعد في زيادة نجاح أردوغان.

2 ـــ مخادعة الشعب التركي بحلم الدولة الاسلامية العثمانية, فمن المعروف حب الأتراك لسورية ويعبِّرون عن ذلك دائما للشام بعبارة شام شريف, فقد استغل هذه الحالة من التعاطف ليجعلهم يعتقدون بأن الشام ستعود كحديقة

لهم ولم يعطيهم أي فكرة عن مؤامراته لتدمير سورية بسبب سيطرته على الإعلام وخاصة بين الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب التركي ولا يعرف هؤلاء الاتراك أي شيْ عن اعتداءاته على سورية, وكل ما يصل إليهم ينحصر في حالة دفاعية عن الأرض التركية والسعي لقيام السلطة العثمانية المسلمة على أرض الشام الشريف.

والسؤال الأول المطروح: هل ستعْمد المعارضة إلى توحيد صفوفها؟. الجواب: آمل ذلك, ولكن يُعْتبر التوافق بين المعارضة ليس من الأمور السهلة في الحياة السياسية ليس في تركيا ولكن في معْظم دول العالم فكل حزب معارض يناضل من أجل الوصول إلى السلطة. في سنوات سابقة ترافق سجينين من تيارين سياسيين معارضين وعندما خرجا من السجن زاد خلافهما من خلال حزبيهما.     

والسؤال الثاني المطروح: إلى متى سيستمر أردوغان من اللعب على وتر محبة الاتراك للشام وعودتها كشام شريف لهم؟. الجواب: بعد انتصار سورية وهذا من الأمور الحتمية, ستتكشف حقائق كثيرة التي تبين تورط أردوغان في الإرهاب ضد البلد الذي يعشقونه شام شريف, ولهذا يعمل أردوغان المستحيل لتأخير النصر ومن أهم الدلائل على ذلك مضمون الشريط المُسرَّب عن تبرير ضرب سورية والاعتداء عليها يضاف إلى دعمه المستمر للمجموعات المسلحة والتكفيرية وآخرها كان في مشاركته المباشرة في ضرب ريف اللاذقية الشمالي.

إن تدهور الوضع الاقتصادي وتدمير علاقات تركيا مع دُول الجوار ستُسرِّع بسقوط أردوغان إلى الهاوية مما سيؤدي إلى زيادة الحقد على سياسته وستُعجِّل بسقوطه. وتعاون المعارضة فيما بينها وفق برنامج سياسي واقتصادي مُتفق عليهما سيُبكِّر في وصول أردوغان إلى الهاوية

الرشاوى طريقة معتمدة في كل تحركات أردوغان السياسية وفساد مجموعته الملتصقة به أسلوبه في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ويمثل أردوغان المتأسلم الإرهابي كبير المتآمرين على شعبه وعلى الإسلام الملتصق بالإرهاب الإسرائيلي الأميركي.

أردوغان مريض بالإرهاب وهذا واضح في جميع خطاباته أمام مناصريه. وسيسقط كما سقط سلاطينه قبله. أتمنى أن لا يتأخر حتى يقتنع مناصريه بأنه إرهابي فيُرمى به إلى مزبلة التاريخ.

 

دمشق في 5 نيسان 2014                                            الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة

سيريا ديلي نيوز


التعليقات


عبد الرحمن الدغلي
صحيح كل ماقلته عن اردوغان هذا الوغد الانتهازي الذي لايتورع ان يقوم باي عمل او تصرف خسيس ليحقق احلامه الانانية المجرمة اضافة ان سلوكه مع سوريا يناقض اي مبدا من مبادئ الاسلام العظيم الذي يتستر فيه بل يناقض اي مبدا انساني فجرائمه بحق سوريا لا تعد ولا تحصى وفي رقبته اضحايا المؤامرة والتخريب والتهديم والتشريد ستقيد عنقه وحزبه الى يوم الدين ==واللع سينتقم منه عاجلا ام اجلا والله كفيل بفضحه وعقابه ==وسيرى اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون==