تمكن المخترع فارس محسن الباروكي و أستاذ الطاقة الحيوية في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق الدكتور رأفت العفيف من تصميم وتصنيع أول وحدة تخمير مخبرية لاهوائية محلياً لإنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الحيوانية.

 

وبين المخترع الباروكي في تصريح لوكالة الأنباء "سانا" اليوم أن هذه الوحدة تتألف من جهاز لوضع المخلفات الحيوانية وخاصة مخلفات الدجاج ومحرك لتخليطها وساعة ضغط لمعرفة بدء إنتاج الغاز ومؤقت زمني لتشغيل المحرك بمواعيد محددة وسخان حراري وجهاز آخر لقياس الغاز المنتج.

 

وأشار الباروكي إلى أن العمل على تصنيع التصميم استغرق 3 أشهر وبدعم مادي ومعنوي لإنجاحه من قبل كلية الزراعة الثانية بالسويداء لافتا الى إمكانية تصنيع أكبر عدد من الوحدات وتوفيرها للمواطنين للاستفادة منها بإنتاج الغاز الحيوي بأقل التكاليف.

 

من جهته ذكر الدكتور العفيف صاحب الفكرة ونائب رئيس لجنة الطاقة الحيوية في الهيئة العليا للبحث العلمي أن سورية تمتلك كماً هائلاً من المخلفات العضوية الزراعية والحيوانية تصل إلى /379/ مليون طن سنويا لذلك لابد من إعادة تدويرها والاستفادة منها بإنتاج طاقة نظيفة انطلاقا من زيادة الطلب على الطاقة المساهمة في سد الفجوة الطاقية المتوقعة خلال السنوات القادمة.

 

واضاف.. أنه عبر التجربة تم تصميم وحدات تخمير بسعة 10 ليتر مزودة بتجهيزات يمكن عن طريقها دراسة تأثير تحريك المزيج داخل المخمر وتغيير درجات الحرارة ومعدلات التحمل اليومي بالمادة العضوية على نمو البكتريا المولدة لغاز الميثان وبالتالي تقديم الإرشادات للمزارعين لاستثمار هذه التقنية لتحقيق أكبر عائد اقتصادي عبر زيادة إنتاج الغاز الحيوي ورفع نوعية الغاز المنتج.

 

ولفت إلى أنه من خلال هذه الوحدة المخبرية يمكن التعرف على تأثير زمن التخمر اللاهوائي وعلى نوعية السماد العضوي الناتج عن الهضم اللاهوائي للمخلفات وبالتالي تقديم النصائح للمزارعين بكيفية استخدامه بالترب وفق احتياجاتها من العناصر الصغرى والكبرى خاصة أن هذا السماد يعتبر صديق للبيئة وخال من بذور الأعشاب الضارة وعديم الرائحة وغني بالمواد العضوية التي يستطيع النبات امتصاصها.

 

وبين أن الفرق بين هذا التصميم الجديد والمخمرات الموجودة حاليا ًيكمن في أنه متعدد الأغراض ويتيح دراسة كافة العوامل المؤثرة على عملية الهضم اللاهوائي وقياس كمية الغاز الناتج وتحديدها بدقة وبالتالي الوصول إلى أفضل الخلائط المناسبة لإنتاج أكبر كمية من الغاز فضلاً عن إمكانية إنتاج الحد الأقصى من الطاقة الكامنة للمخلفات المستخدمة.

 

وذكر العفيف أن هذه التجربة تم تنفيذها بعد تصميمها وتصنيعها من قبل المهندس نضال الشبلي في رسالة الماجستير الخاصة به وقد أعطت نتائج جيدة على صعيد إنتاج الغاز الحيوي من مخلفات المداجن حيث درس الشبلي تأثير المعاملة الميكانيكية والكيميائية لمخلفات المداجن على إنتاج الغاز.

 

التعليقات