"خاص"

"نوح فيلدمان" أميركي الجنسية يهودي الأصل، من أبرز خدّام الصهيونية صانع الدساتير العربية ودساتير عدد من الدول الإسلامية ومنها دستور العراق بعد الاحتلال الأميركي.. دستور أفغانستان وكذلك الدستور المصري في زمن المخلوع السي مرسي..
يسمونه اليد الخفية.. يعمل ما وراء الأشخاص وخلف القانونيين المتصدرين للواجهة الدستورية ضُبط متلبساً التدخل في الدستور التونسي قبل إنجازه.. أحس به البعض وتتبعه البعض الآخر وأشار إليه البعض الثالث عند محطات تعطيل الوصول إلى النص الذي يؤكد حق التساوي بين الرجل والمرأة بعد أن اغتصب الإخوان المسلمون هذا الحق ما بعد الثورة..
مهمة اليد الخفية حرف التوجهات في الدساتير العربية والإسلامية عن أمرين أولهما: شطب النصوص المتعلقة بالعداء لإسرائيل والقفز عن هذا النص تحت أية ذريعة ووراء أي نص.. وشطب الأفكار التي تتصل بهذا الأمر..
ثانيهما: عدم التركيز لا من قريب ولا من بعيد على وحدة الجغرافيا الوطنية للبلد المستورد دستوراً جديداً بحيث يوفر الدستور فيما وراء النصوص "غير الصارمة" مناخات الاستقلال الذاتي للمناطق وبخاصة المناطق التي تغلب على سكانها غالبية من لون معين أو جغرافيا معينة.. أو توجهات مختلفة عن المزاج الوطني الشامل للشعب بأسره.
"نوح فيلدمان" القائل.. إن الإعلان الدستوري لمحمد مرسي الذي أشعل البلاد والعباد يعتبر إنقاذاً للديمقراطية الوليدة في مصر، وإن الدستور الجديد "دستور مرسي" سيبني الدولة الإسلامية التي نريدها في مصر لكي تحصل "بمعنى إسرائيل تحصل" على الكثير من المنافع بأقل الأكلاف.
التضحية التي أدت إلى اكتشاف اليد الخفية ظهرت بين أروقة المجلس التأسيسي التونسي، وما إن أحس الرجل بانكشاف أمره فرّ من تونس على عجل وبأسلوب لا يزال خفياً حتى الآن..
وصَفه العديد من الكتاب الذين فضحوا أمره بأنه صاحب النظرية السحرية في تقسيم الشعوب وأنه كان يشغل سابقاً المستشار الأقرب لـ "بول بريمر" حاكم العراق الأميركي الذي حلّ مؤسسات الدولة العراقية بما فيها الجيش العراقي الأقوى في المنطقة. من غرائب الأمور أن الرجل الخفي يحمل وفق السيرة الذاتية له.. دكتوراة في الفكر الإسلامي من جامعة أكسفورد وهو من مدينة بوسطن، ودرّس في مدينة تدعى "ميمونيرس" نسبة إلى مرسى بن ميمون الفيلسوف الصهيوني المحافظ..
ما مررت عليه وهو يحتاج إلى بعض التوسع أيضاً يشير إلى الأيادي الخفية والأنامل السحرية والرجال الغامضين والمتنكرين بلبوس الدين.. ولبوس الوطنية.. ولبوس الله على الأرض والذين يعبثون في حياتنا كسوريين وفي الكثير من النصوص والتعليمات التنفيذية وغير ذلك حتى غدوت "مهووساً" في هذه الفوبيا.
كلما ناقشت نصاً أو قانوناً.. أو تعليمات!!
وخلصت إلى نتيجة وهي أن الأوطان لا تبنى بالنوايا الحسنة فقط على أهميتها..

سيريا ديلي نيوز


التعليقات