مثال سمعناه كثيرا وتمسكنا به، ربما لأننا نريد أن نزرع التفاؤل والأمل في مواجهة مشكلات الحياة وهمومها ،فالشائع بين الناس أن الضحك نافع ،مفيد ،ولاسبيل إلى الشك في هذا الأمر بشكل عام ،وقد كان الأقدمون يداوون بعض الأمراض بالضحك وقد ألف الكاتب الفرنسي(ربلي)عدة كتب تضمنت حكايات فكاهية مضحكة لكي يقرأها المرضى بعد الأكل فتساعد على الهضم ......

 

التداوي بالضحك عبر التاريخ:

يقال أن الضحك يساعد على تنشيط الكبد ،وإفراز المواد المفيدة ويذكر التاريخ أن بعض الناس شفوا من علل مزمنة أعجزت الأطباء بواسطة الضحك منها أن أحد القادة في أيام هزيكوس الرابع أصيب بحمى خبيثة ألقته طريح الفراش ولم تنجح فيها حيل الأطباء ،إلى أن اهتدى أحدهم إلى حيلة غريبة إذ أوعز إلى بعض الضباط أن يتزينوا بأزياء هزيلة وأن يأتوا بحركات مضحكة أمتم المريض وهكذا كان وحين رأى القائد ضباطه بزيهم غير المعهود غرق في الضحك ما أدى إلى نزيف دموي في أنفه كانت نتيجته أن فارقته الحمى.

 

الضحك يفيد في علاج الأمراض:

يشهد الأطباء أن الأشخاص الميالين إلى الضحك والفرح يتماثلون إلى الصحة بأسرع من أولئك العابسين ،القانطين المستسلمين إلى الحزن والكدر ،لهذا السبب ينصح الأطباء أن تكون غرف المرضى مزينة بالزهور ،نظيفة يستطيع المريض أن ينظر منها إلى مناظر مبهجة ،وأن يكون الممرضون باسمي الثغر بشوشين مع من يعالجونهم وقد احترفت جماعات معينة عبر التاريخ أن يضحكوا من يقصدونهم لهذه الغاية مقابل بعض النقود...

 

ومن الضحك ماقتل ....

ولكن يجهل أكثر الناس أن الضحك مضر في بعض الأحيان ،حيث يحكى عن رجل ذهب مع عائلته إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام الهزلية ،وفي أثناء عرض الشريط انتابته نوبة شديدة من الضحك لم يعد بوسعه أن يملك نفسه منها، ما اضطر ذووه إلى نقله إلى المستشفى والرجل مسترسل في الضحك حتى انتهت الحادثة إلى فاجعة إذ توفي الرجل أمام الطبيب بعد أن عجز عن إيجاد دواء له ،ولهذا كانت (عبارة شيء يموت من الضحك) مهما يكن من الأمر ،فان مضار الضحك نادرة بالنسبة إلى فوائده ،والعالم في أيامنا أكثر حاجة إلى الضحك.

 

الحياة حلوة:

تحدد نوعية الحياة بطريقة نظرتنا إليها.حيث أن الواقع ليس مانراه ولكن كيف نراه ،والحياة ليست دائما ايجابية ،فقد نواجه صعوبات وقد تفاجئنا أمور ولكن يخطئ من يعتقد أن الحياة ظالمة فمشكلتنا أننا ننظر إلى الأمور من زاوية واحدة ونعتقد أننا محقون في رؤيتنا ،فالقناعة والاعتدال يفتحان بوابات السعادة ،ويشكلان وصفة ناجعة للاستقرار والاطمئنان الداخلي .في مشوار الحياة علينا أن نتمسك بالأمل وان نجعل أهدافنا نبيلة وأن ننظر دائما للجانب المشرق كي تصبح الحياة أجمل والأجمل أن نكون المبادرين بالخير وأن نعطي لكي تستمر العجلة.

 

لا يمنع أن نتغاضى عن أمور مختلفة ليس من باب العجز ولكن لأن التغافل يمنح مساحة لابأس بها للمرونة ويجعل المساحات التي ننظر إليها أكبر وأجمل ويجعلنا نسمو للأعلى ونترفع عن الصغائر.

 

هناك أفراد يشعرون بأن الحياة ظلمتهم وأنهم بقدر ما أعطوا كانت الدنيا جاحدة معهم ،فتصبح الألوان لديهم قاتمة وتتحول أيامهم إلى مجرد وقت يمضي وينتهي العمر ربما دائما كما تبدو والمسألة لا تنتهي هنا ،فالحياة تمتلئ بقصص وحالات مختلفة وحينما يرى الإنسان واقع غيره يهون عليه وضعه وواقعه ،فلنحاول أن نمنح أنفسنا فرصة للتفكير من زاوية أخرى وأن نحصل على بعض الشيء خير من التشدد للحصول على كل شيء وذلك من قبيل الجشع ... لنكن ايجابيين في هذه الحياة ولنبتعد عن السلبية وما علينا إلا أن ننظر للغد ، وبهذا الأسلوب من التفكير ،تفتح نوافذ جديدة على الحياة ويصبح الفضاء أرحب بابتسامة صغيرة وبأمل وتفاؤل تصبح حياتنا سعيدة فاضحك تضحك لك الدنيا.....

 

 

 

سيريا ديلي نيوز - ايفانا ديوب


التعليقات