منذ أكثر من عامين وتحديداً في 28 أيلول 2011 وكانت المؤامرة لمّا تنضج ملامحها بعد كتب «جوش روجيه» في مجلة «الفورن بوليسى» وهو كاتب استخباراتي يكتب في مجلة استخباراتية متخصصة يقول: إن الخيارات التي هي قيد النظر «وبالطبع خيارات ذاك الحين» تتضمن إنشاء ممرات إنسانية أو منطقة آمنة للمدنيين في سورية على طول الحدود مع تركيا لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للسوريين ولأطباء المجموعات المسلحة وبذلك - والكلام لا يزال للسيد جوش روجيه- يتم الانخراط بشكل أوسع مع المعارضات والمجموعات الداخلية والخارجية وتشمل مجموعات اتصال ومنسقي عمل، ويشير في مكان آخر مما كتب إلى ولادة التنسيقيات ومأسستها ودعمها بدلاً من ظاهرة شهود العيان التي كانت إبان الأزمة.
«بيبي ايسكوبا» أو «بيب إيسكوبا» كتب أيضاً على موقع صحيفة آسيا تايمز يقول: إن الهدف الصحيح من الممرات الإنسانية هو ما ليس يبدو ظاهراً وقال: إن هؤلاء الإنسانيين هم حقيقة أعضاء في حلف الناتو من أميركا وأوروبا ومجلس التعاون الخليجي وتحديداً من السعودية وقطر والإمارات، إلا أن الغطاء الذي يتسترون وراءه أنهم مجرد مراقبين أبرياء وليسوا جزءاً من الناتو.. ويتابع.. لا حاجة للقول إن هؤلاء الإنسانيين هم من القوة البرية والبحرية والجوية بالإضافة إلى اختصاصيين ومهندسين أكفاء، مهمتهم التسلل إلى شمالي سورية وخاصة إدلب واعزاز والرستن وحمص بيد أن الجائزة الكبرى هي حلب أكبر مدينة سورية يقطنها 2.5 مليون نسمة غالبتيهم من السنة والأكراد حسب قوله.
دعونا نتوقف عند ثلاث محطات ونستفد من الضجيج والصخب الإعلامي الغربي والعربي الخليجي الذي رافق «إنسانياً» معركة القصير وبعض معارك درعا ومعركة حلب الجارية الآن.. والأهم حمص باعتبارها الحدث الراهن الذي تناولته كلمات رؤساء وفود أميركا وأوروبا والسعودية وقطر وتركيا في الجولة الأولى من جنيف2 والتي تمحورت كلها حول ممرات إنسانية لحيّ أو أكثر من حمص القديمة باعتبارها وردت منذ ذلك التاريخ على لسان صحيفة آسيا تايمز.. كهدف وعلى لسان «جوش روجيه» باعتبارها وسيلة لأهدافهم.
هدفهم بعد فشلهم القيام بعدوان أطلسي أو أميركي أو كليهما معاً على سورية أن يتسللوا من النوافذ الإنسانية والهدف أيضاً تحويل الانتماءات الوطنية السورية الراسخة في فهم وثقافة الشعب السوري إلى ولاءات محلية لزعامات متخلفة تنصّب نفسها بنفسها وإعادة الدولة الوطنية السورية إلى ما قبل التاريخ وقبل الدولة.. فضلاً عن زرع أفراد فرق العمليات الخاصة والتي كما أعتقد أن بعضهم لا يزال موجوداً في أحياء حمص القديمة وما الاستماتة في الدفاع عن عصابات حمص إلا لأن هؤلاء تحت الحصار السوري تمهيداً لاقتحامهم واعتقالهم ومصادرة وثائقهم وخرائطهم وفضح حكومات بلدانهم أمام الرأي العام العالمي..
من مهام الفرق المذكورة جمع المعلومات وتهيئة الظروف اللوجستية لأي تدخل جوي خارجي بما في ذلك التدخل الإسرائيلي عند الضرورة وهي بالتالي فرق استطلاعية متقدمة، وممهدة لأي عمل عسكري أياً كانت الجهة التي ستنفذه ضد سورية بحيث يجري التنسيق بينها مباشرة سواء على الحدود التركية أو الأردنية أو حتى اللبنانية.
ما يؤكد الاستخلاصات وعرض النصوص من مصادرها ما أكده تقرير استراتيجي صادر عن جمعية تدعى جمعية «هنري جاكسون» ونشرته مواقع إخبارية متخصصة يتناول وظائف هذه الفرق وأبعاد الممرات الإنسانية وهو ما سأتناوله في المقال القادم..

سيريا ديلي نيوز


التعليقات