ثمة مناخ إيجابي واضح يظهره القطاع الخاص السوري الذي بدأ يتحرك بوضوح نحو العودة إلى منشآتهم و مصانعهم إما لإعادة إعمارها أو لإعادة افتتاحها بشكل أو بآخر..

 

مؤشرات هذا المناخ الإيجابي ظهرت في أشكال عدة كالاجتماع الضخم الذي ضم أكثر من 60 صناعي حلبي قروا إعادة للروح للصناعة الحلبية أو في معرض سيريامودا الذي تمكن فيه الصناعيون السوريون من الاستئثار بعقود بملايين الدولارات و حيث كان 10 % من العقود لصناعين الحلبيين

 

أيضا الاجتماعات المتتالية التي يجريها رئيس الحكومة مع الاتحادات و الغرف على اختلاف أنواعها و التي تتمحور كل نقاشاتها حول إعادة الإقلاع مجددا بما يمكن أن نسميه إعادة إعمار القطاع الخاص مجددا..

 

و تحت هذا العنوان بدأت الدعوات توجه لرجال الأعمال الذين تركوا البلد للعودة و العمل فيه بعدما أثبت من صمد في البلد أنّه كان خيارا موفقا خاصة و أنّ إقامة أعمال و منشآت في ادول اتي قصدها رجال الأعمال السورين وخاصة لبنان ودبي و مصر و الأردن هي بلدان يبدو العمل صعباً فيها مقارنة بالمزايا المتوفرة في سورية حتى مع رفع أسعار الطاقة..

 

الآن يلاحظ أنّ ثمة جهود مهمة و جادة تبذل لدعوة رجال الأعمال الذين غادروا البلد قسرا للعودة و الاستثمار في سورية مجدداً..

 

و تبدو هذه الجهود مباركة و مهمة...

 

و لكن ثمة أخطاء بدأت ترتكب حتى في مهمة دعوة رجال الأعمال الذين غادروا أو ما أسمتهم لجنة مشكلة في إطار وزارة الصناعة و المشكلة حديثا و اسمها لجنة التواصل من أجل عودة رجال الأعمال الذين غادروا سورية خلا الأزمة لإقناعهم بالعودة والعمل في سورية من أجل النهوض بالاقتصاد السوري ..

 

من حيث المبدأ تبدو اللجنة جهدا تشكر عليه وزارة الصناعة و لكن ما يلفت النظر هو تسمية صناعي و تاجر ضمن هذه اللجنة كان من أوائل الذين أخرجوا أعمالهم من البلد خلال الأزمة و قام بافتتاح مول في استنبول و مصنع نسيج في القاهرة في حين حافظ على المنصب في سورية...

 

طيب : كيف يمكن لشخص أن يقنع أحدا بالعودة قبل أن يعود هو و قبل أن يبادر الى إثبات حسن نيته في دعوة رجال الأعمال لعودة.

 

طبعا لو قامت وزارة الصناعة بالتمحيص قليلا لما منحت مهمة دعوة رجال الأعمال للعودة إلى رجل أعمال يحتاج لم يدعوه و يقنعه بالعودة.

 

و الاستثمار في وطنه عوضا عن استنبول و القاهرة و إلا فلا يستحق القيام بمهمة دعوة رجال الأعمال للعودة.

 

نحن نعلم أنّ هناك الكثيرين ممن غادروا و يتأهبون بل يحلمون باللحظة التي يعودون فيها بعد أن أجبرهم الإرهاب على المغادرة قسراً

 

لذلك هم لا يحتاجون لإقناع بقدر ما يحتاجون لمن يعطيهم معلومات و تطمينات بتحسن الوضع الأمني و وقوف الحكومة إلى جانبهم و لا يحتاجون قطعا لمن سبق الجميع في المغادرة و زحل أمواله و أعماله إلى خارج البلد ليقنعهم بالعودة إذ لعلهم أقدر منه على الإقناع و الإقتناع.. 

 

Syriadailynews - Syriasteps


التعليقات