في نص الخبر الصادر عن اجتماع أردوغان مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والذي قرأته من صفحات وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» ما نصه: أن البلدين ناقشا القضايا الإقليمية والحساسية المشتركة حيال مواجهة الإرهاب.. وإن المجموعات الإرهابية التي تعمل تحت شعار الإسلام لا ترتبط بالإسلام وتساءل "أي أردوغان" أين ورد في الإسلام عن قتل الأبرياء بهذه الأساليب الوحشية، وتابع النص بأن أردوغان أكد أن بلاده تقف مع إيران في تعزيز التعاون من أجل مواجهة المجموعات الإرهابية «انتهى الاقتباس».

لم أصدق أنني أقرأ كلاماً لرئيس وزراء تركيا شخصياً وفي إيران يحتوي هذه المضامين الكاذبة التي لا أعتقد أنها تنطلي على إيران أولاً ولا على غيرها من دول العالم وفي مقدمتها سورية باعتبارها المعنيّة في التعرض البشع للإرهاب والمعنيّة أكثر بمكافحته.. وقد قَطعتْ شوطاً في هذا المضمار بالنيابة المكرهة عن دول العالم التي صدّرت إرهابيّيها إلى سورية وها هم يدفعون الثمن، ويتخوفون من عودتهم..

يبدو أن الصدمات التي يتعرض لها أردوغان وحكومته والمتصلة بدعم ومساندة وتمويل وتمرير الإرهاب والإرهابيين إلى سورية والمتصلة أيضاً بتفشي الفساد في حكومته والاحتجاجات الشعبية العارمة والتي لم تتوقف حتى الآن، فضلاً عن الصدمات الأخرى التي تعرض لها والعقبات التي تعترض أيامه الأخيرة في الحكم وغير ذلك أفقدت الرجل توازنه الفكري والعقلي ليقول كلاماً في طهران هو من أسبابه، ويتحدث في مشكلات ستبدو مستعصية هو صانعها ومفبركها ومتورط فيها حتى أذنيه.

ثم كيف تستقيم تصريحات أردوغان في طهران عن الإرهاب والإرهابيين وجرائمهم في وقت لا يزال خطاب وزير خارجيته في مؤتمر جنيف ساخناً وهو يحث على الإرهاب ويعترف بممثلي الإرهابيين في خطاب تقطر السموم من كلماته.. والإرهاب من متنه.. والتحريض من عنوانه، والتي أشار فيها إلى أن سورية فقدت جيلاً من أبنائها بينما تم تدمير البنى التحتية والتراث الثقافي فيها إلى حد كبير كما قال..

وهنا لابد من الخروج عن لياقة الكلمة الصحفية لاختيار تعبير يتساوق مع وقاحة الرجلين رئيس الوزراء ووزير خارجيته اللذين ساهما عمداً بتهديم البنى التحتية السورية، وسرقة المصانع وتهريبها إلى تركيا كما سرقة النفط والحبوب والمنتجات والأدوية وغيرها.

الأمر الذي استدعى أن يتقدم مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشكاوى تتصل بتحميل تركيا مسؤولية النهب والبلطجة والسرقات والتهريب فضلاً عن فتح الحدود الطويلة للمهربين والإرهابيين وشحنات السلاح وقوافل الإمداد العسكري المكشوفة والتي تحدث عنها الإعلام التركي نفسه.

«

إذا لم تستح فافعل ما شئت» وفعلاً فقد نزعت الورطات التي تورط فيها أردوغان والإرهاب الذي دعمه وسانده ما يسميه العوام عندنا «جلدة الحياء أو شرش الحياء» وعندما يفقد المرء شريان الحياء يرتكب موبقات الأرض ولا يرف له جفن ولا ترتجف له شفة.

سيذكر الإرهابيون وداعموهم وممولوهم وسيذكر السوريون أجيالاً بعد أجيال أن ما جرى في سورية صناعة تركية موصومة على جبين رجب طيب أردوغان وداوود أوغلو.

شعبنا السوري لم ينس للعثمانيين القدامى تخلفهم ودورهم في إرجاع سورية قروناً إلى الوراء- ولن ينسى للعثمانيين الجدد في هذا القرن دورهم في نهب سورية واستباحة أراضيها وشعبها ونهب ثرواتها وتراثها وأوابدها التي حافظت عليها سورية طيلة القرون الماضية حتى جاء العثماني الجديد يحمل البلطة التركية يهدم البنى التحتية والفوقية في أراضي سورية المقدسة.

ترى هل يبحث أردوغان عن مخرج أم أنه فقد المخارج والمداخل ودخل في دوامة الموت السريري على الصعيد السياسي والأخلاقي كما على صعيد فهمه للإسلام؟