تسليم الدول التي شاركت في جنيف 2 كافة بأن لا حل في سورية إلا عبر عملية سياسية، واعتراف الجميع بأن إسقاط النظام بات ضرباً من المستحيل يعني أن المليارات التي أنفقت.. والإرهابيين الذين تم استقدامهم واستغلالهم.. والرهان على الخارج وعلى التدخل العسكري المباشر وغير المباشر بما في ذلك دور إسرائيل.. وتهديدات أميركا وتلميحات حلف الناتو عن السوابق.. والدور التركي والقطري والسعودي القذر والعلني وغيرها من الدول المواربة.. كل ذلك سقط وبدأت تبعات الأدوار تنعكس على أصحابها وقد اتضح هذا الأمر في كلمات الوفود وبخاصة الدول التي كانت تتمنى سقوط سورية خلال الأشهر الأولى من الأزمة والمؤامرة..

 

المشهد الافتتاحي.. والكلمات.. والدول المشاركة والتي انحازت الأمانة العامة للأمم المتحدة في دعواتها بحيث دعت دول "أعداء سورية" الذين تداعوا للانقضاض على سورية منذ عامين ونيف فيما استبعد الطرف الآخر في مهزلة الدعوة التي وجّهت إلى إيران، ثم سحبها على عجل تحت ذرائع مختلفة مختلقة.. المشهد لا يشي بالمسؤولية الدولية.. ولا بمسؤولية المجتمع الدولي.. ولا بمسؤولية الأمم المتحدة.. ولا بالنوايا الحسنة.. فالكل يريد ليّ الذراع السورية التي امتدت ليتسى للوفد السوري الرسمي شرح الواقع من على منبر أممي مُشاهَد.. ومسموع ومرئي.. والكل يدرك أن ترميم وفد مجلس اسطنبول وتنصيبه على مائدة المؤتمر وتركيب أطرافه ومساندته وتلميعه وتسليط أدوات التضليل الإعلامي عليهم لن تجدي نفعاً فالحجوم الوطنية يصنعها الوطن لا يصنعها الأجنبي وتحديداً الأميركي ومن يلوذ تحت عباءته..

 

المشهد كشف الدور الأميركي الحقيقي ورفع الستار عن اللاعبين في ملعبه أكثر مما كان مكشوفاً.. وعرّى الدمى المزركشة من على مسرح جنيف، مسرح العروس الأميركية وأبناء الزنى السياسي من أوروبيين وعرب سيّان..

 

في المشهد إيجابية.. الوفد السوري الرسمي.. والعلم السوري.. والموقف السوري.. والحقيقة السورية والصوت السوري لوفد رفيع برئاسة وزير الخارجية السوري.. في المشهد.. أول مرة تحضر سورية مؤتمر أعداء سورية وهم يتكالبون على المنبر للنيل من الشعب السوري في الداخل والخارج في الوقت الذي تظاهر فيه السوريون المغتربون في سويسرا للتعبير عن تضامنهم مع وطنهم وشعبهم وبلدهم وعلمهم وقائدهم.

 

أما المشهد الأهم في عرف السوريين قاطبة فهو أن محطة جنيف على أهميتها وعلى أهمية مشاركة سورية وأهمية دور الوفد لا تقرر مصير سورية كما يحلو للبعض القول.. مصير سورية لا يقرره كيري ولا عملاؤه.. ولا شخوصه ولا أدواته وإنما يقرره السوريون أنفسهم وفي سورية وعلى الأرض السورية.. يقرره الجيش السوري والشعب السوري.. وأي كلام آخر فهو من باب الإرهاب السياسي بعد هزيمة الإرهاب العسكري

 

Syriadailynews


التعليقات