عند صدور المقال الأسبوعي يكون السادة وليد المعلم وزير خارجية سورية ومحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران وسيرغي لافروف وزير خارجية روسيا قد عقدوا قمة وزراء خارجية إذا ما صح التعبير.. وتدارسوا التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف2 بما يعني عقد مؤتمر جنيف2 المصغّر قبل موعده المقرر خصوصاً وأن السيد سيرغي لافروف قد عاد للتو من مؤتمر "أعداء سورية" حيث التقى السيد جون كيري وسمع ممّن حضر كل ما يدور في الأذهان قبل الدوران على مائدة المؤتمر نفسه. واجتمع مع جماعة الائتلاف وزعيمهم "الجربا" وأصبحت لديه صورة شبه كاملة عمّا يمكن طرحه في جنيف، بالإضافة إلى أن محمد جواد ظريف أيضاً عائد للتو من جولة قادته إلى لبنان والأردن وسورية والعراق ومن ثم موسكو.

 

الاجتماع الثلاثي سيتمخض عنه توافق روسي- سوري- إيراني حول أبرز النقاط التي ستطرح على مؤتمر جنيف2 وهي العمل المشترك.. والضغط على مائدة جنيف لجعل مكافحة الإرهاب وطرد الإرهابيين من سورية مقدمة ونتيجة، وأن لا حل عسكرياً في سورية ولا ضدها وأن الحلول ينبغي أن تكون سياسية في إطار الدولة السورية ومؤسساتها، وأن يكون الحوار بين السوريين سورياً وأن من يقرر شكل ومستقبل سورية هم السوريون وبلا تدخل خارجي مهما كان شكله أو لونه.. أو أهدافه..

 

الاجتماع الوزاري الثلاثي الطارئ على قدر كبير من الأهمية.. وهو يشكل دفعاً إيجابياً لفكرة انعقاد جنيف2 بعد المحاولات اليائسة لتأجيله، ودفعاً قوياً لتصويب الحوارات في جنيف وتحديد الأهداف المطلوبة منه ورسم خارطة طريق لنجاحه مع أن المؤتمر سيقتصر على مداخلات المشاركين والسقوف العالية التي ستطرح أمام الكاميرات فيما يكلف الفنيون المزودون بخلاصة الاجتماع الثلاثي وخلاصة مباحثات كيري ولافروف على صياغة بيان جنيف بأسلوب آخر وسقوف مختلفة.

 

تزامنت زيارة جواد ظريف للمنطقة وثلاثية موسكو مع ما أطلقه الرئيس التركي عبد الله غول رسمياً ودعوته إلى مقاربة ما يجري في سورية بصورة ليست مختلفة فحسب وإنما معكوسة كلياً مستنداً في دعوته إلى ما أسماه الوقائع الجديدة في جنوب بلادنا على حد قوله في إشارة إلى سورية.. وهذا يعني أن الرئيس غول ابتعد وتنصّل وغسل يديه من جرائم أردوغان في محاولة لتجنيب تركيا أخطر الانعكاسات التي ستتعرض لها تركيا في الداخل والخارج التركي جراء تفشي ظاهرة الإرهاب من جهة، وتحميل أردوغان المسؤولية عمّا جرى من جهة أخرى، وتجنيب الشعب التركي دفع الأثمان الباهظة جراء السياسات الحمقاء.. واعترف غول علناً بأن الوضع الحالي الذي تسببت فيه السياسات السابقة، ويعني سياسات أردوغان عبارة عن سيناريوهات خاسرة لكل دول وشعوب المنطقة.

 

كما يتزامن مع ما أدلى به السيد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية تتواصل مع الدولة السورية في سعي حثيث لمعرفة المزيد من المعلومات التي بحوزة الاستخبارات السورية التي باتت تمتلك أهم كنوز المعلومات عن الإرهاب العالمي.. والإرهابيين العالميين المتواجدين على الأرض السورية. وهذا ما أكدتُ عليه في مقالاتي السابقة منذ الانتصار في معركة القصير وما تناولتُه على الفضائية السورية مؤخراً أكثر من مرة.

 

وقبل الختام .. وسواء عقد جنيف أم لم يعقد فإن دماء وأقدام الجيش العربي السوري وشهداءه هي التي ترسم خريطة الطريق لمستقبل سورية وهي التي فرضت التحولات السالفة الذكر كلها وكذلك التحولات والإجراءات الميدانية القادمة على الأرض.

 

Syriadailynews


التعليقات