ما بين سياسة التفرّد بالقرار الأممي والتحكم أحادي الجانب في المسائل التي تهم الأمم والشعوب.. وما بين المشاركة في القرار وتوحيد الرؤية على القواسم المشتركة التي يلقي الحوار العقلاني والمنطقي عليها الضوء.. تكمن فروق كبيرة.. وكثيرة، وتبرز إيجابيات وتتلاشى سلبيات ينعكس البروز والتلاشي على طبيعة الأمن والاستقرار في العالم كلّه.

 

سنوات التفرّد بالقرار الدولي شهدت تأزيماً للمشكلات الكونية.. وتصعيداً للثورات التي سادت مختلف مناطق العالم وبخاصة أزمات الربيع الأصفر الذي أراده بعض العرب.. والعربان ريحاً صفراء تعصف بالمنطقة وبناها ونسيجها المجتمعي لغاية في نفس صهيون..

 

وبدلاً من تصفير المشكلات أجرى التركي تصعيداً حاقداً نسف بموجبه كل لبنات البناء التي كانت الرؤية المشتركة يوماً تفتح آفاقاً في استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعقوداً من التعاون المثمر بين شعوب المنطقة.

 

تأزمت الأزمة في المنطقة.. وتصاعدت أساليب وأدوات ووسائل المؤامرة الكونية التي تعرضت لها سورية وتشابكت تداعياتها وتكشفت أدوات التدخل الخارجي وبخاصة من دول الجوار شقيقه كانت أم صديقة. الأمر الذي أدى بالضرورة الكونية إلى بروز القطب الروسي- الصيني مدعوماً بقوة وفاعلية ومساحة وعدد سكان وتأثير دول البريكس مجتمعة وارتفع "صوت صفارة الفيتو" عالياً وتوقف العبث، وتنفّس العالم الصعداء.. ومنها.. وعليها.. برزت أسباب ونتائج جنيف 1 ويجري الإعداد لجنيف 2 وتوصلت دول 5+1 مع إيران إلى اتفاق يرضي الأطراف كلها فيما شهدت أيام المشاركة في القرار الكوني محاولات جديدة وجادة ومسؤولة لتدوير زوايا المشكلات بين الأقطاب من القبة الصاروخية إلى التنسيق والتعاون الثنائي الاقتصادي على أكثر من صعيد بما يسهم في إرساء قواعد الأمن والاستقرار الدوليين باعتباره عنواناً بارزاً من عناوين وقوانين ومبادئ الأمم المتحدة ومجلس الأمن على الرغم من بقاء بقايا عقلية الحرب الباردة التي لا تزال تسيطر على عقول الكثيرين من مسؤولي الدول الاستعمارية ومنظومة حلف الناتو العسكري الاستعماري البغيض ما دامت إسرائيل تسيطر عليهم وتتحكم ببوصلة عقولهم.. وهنا بيت القصيد..

 

البؤرة الاستعمارية.. بريطانية الوعد.. أميركية الوعود وجدت في تلك الشخصيات والعقول خريطتها الاستعمارية الاستيطانية طيلة عقود جثومها على الأرض الفلسطينية واحتلالها للأرض العربية، واليوم وجدت في عقول بعض الخليجيين ولا أقول كلهم ضالتها وبهم بدأت تفكّر في العبور إلى النسيج القومي العربي الأصيل لتفتيته بأمرين.. بالمال وبالفكر الوهابي الإلغائي.. وإسرائيل "سيدة" في ممارسة سياسة إلغاء الآخر.. وعندما يلتقي الفكران تكتمل صورة التدمير الشامل في منطقتنا الساخنة إلى ما لا نهاية..

 

مواجهة الخطر الجديد تحتاج إلى انتهاج سياسة فضح المستور وتعرية المخططات وإشراك الجمهور في معرفة الحقيقة على نحو المثال الذي قدّمه المخرج المعروف نجدت أنزور في فيلم "ملك الرمال" كنموذج للإبداع الفني والمصارحة الشعبية. فقد أضاف أنزور إضافات جديدة وحمل كمرته "الكلاشينكوفية" وشارك في المعركة في ميدانه.

 

فهل يقوم كل منا بحمل "كلاشينكوفه" بمعنى أداته ويسهم في الدفاع عن الوطن أولاً والتصدي لأعدائه وفي نفس الوقت الشروع في إعادة البناء بكل معاني البناء الحديث لسورية الحديثة..؟؟

سيريا ديلي نيوز - د. فائز الصايغ


التعليقات