يبدو أن "لوثة" الجربا أصابت من أصابت ومنهم السيد نبيل فهمي وزير خارجية مصر كما أصابت نبيل العربي الأمين العام لجامعة آل سعود ومن في حكمهم وتحت عباءتهم.

 

تصريحات نبيل فهمي لا تخلو من الغمز واللمز وبخاصة ما يتصل منها بما أسماه الحكومة الانتقالية التي يتحدثون عنها قبل جنيف 2 وكأنها شرط مسبق، والأدهى أن الفهمي المتفهم للجغرافيا السياسية السورية يضيف في وصفه للحكومة الانتقالية القول: حكومة ذات سلطة وصلاحيات كاملة بحيث يسهم الحل السياسي في الحفاظ على وحدة سورية الإقليمية ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري..

 

نبيل فهمي وزير خارجية مصر ما بعد تصحيح الجيش للثورة التي أسقطت نظام حسني مبارك العميل للصهيونية ولأميركا، والخطاب السياسي لمصر الجديدة بعد التصحيح يؤكد على الحل السياسي ويرفض التدخل الأجنبي ويتعامل مع مشكلات المنطقة بمنطق عروبي أميل ما يكون إلى عهد الناصرية بعناوين العروبة والتقدم والتحرر والاشتراكية وغيرها من العناوين التي مهدت الطريق إلى قيام وحدة عام 1958 عندما كان نبيل فهمي مراهقاً في السياسة آنذاك إن لم يكن طفلاً.

 

استقبال الجربا بحد ذاته يعتبر مساساً مباشراً وغير مقبول بالسيادة السورية، وهو يندرج في إطار التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري، كما يندرج في إطار النيل من استغلال سورية وحق حكوماتها بسط سيطرتها على كامل التراب الوطني السوري، وهو تجاهل متعمد لآلاف خلايا الإرهاب المتعدد الجنسيات والعابر للحدود التي زُجت من مختلف أطراف الدنيا ودُفعت باتجاه الداخل السوري وكل دولة تورطت في هذا العمل الإجرامي تعرف مواطنيها الإرهابيين وتتمنى ألا يعود منهم أحد ولكن بعد أن يسهموا في تدمير سورية وقتل أبنائها لا فرق بين شيخ وطفل أو امرأة وكهل أو تلميذ ومعلم وغير ذلك.

 

أما عن التطلعات المشروعة للشعب السوري، فمن يستقبل الجربا السائح بين العواصم الأوروبية وفنادقها وراعي الماشية في سورية يوم كان فيها، لا يعرف لا بل يتجاهل التطلعات المشروعة للشعب السوري، وأكثر من ذلك هو يتجاهل ملايين السوريين الذين هم في سورية، ويمنح من وقت خارجية مصر في ظروفها الصعبة الراهنة لخارج عن القانون وهارب من العدالة ولداعية كان أبرز اهتماماته تحريض أميركا على العدوان على سورية.. وأبرز نكسات حياته أن أميركا لم تنفذ تهديدها لاعتباراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضاً.

 

نقبل أن يكون نبيل فهمي وزيراً لخارجية مصر فهذا شأن مصري داخلي بحت لكننا نرفض أن يخرج نبيل فهمي أمام عدسات وكاميرات وشاشات مصر يحتضن الجربا ويستخفّ بإرادة وقرار الشعب السوري المتمسك بنظامه السياسي وبقيادته ونهجه المقاوم بينما لا يعرف لا نبيل فهمي ولا نبيل العربي معنى المقاومة ومنها معنى الكرامة.. ليس لهما من اسميهما نصيب للأسف.

Syriadailynews - د. فائز الصايغ


التعليقات