لاشك أن الإرهاب الذي يمارس على الأرض السورية شيء، والجهود الدبلوماسية والسياسية السابقة واللاحقة والراهنة ومنها مؤتمر جنيف 2 شيء آخر.
عشرات الألوية والكتائب الإرهابية والمجموعات والزعامات المعلنة وغير المعلنة.. من قُتل منها ومن هو على قيد الموت كلّها لا علاقة لها بالعمل السياسي ولا تفقه فيه ولا تعرف عنه شيئاً، مهنة الإرهاب هي الغالبة في عقل مغلق عليها.. وقد قدمت المجموعات التي احتلت أجزاء من مدينة الرقة نموذجاً لشكل وطبيعة الحياة التي رسمتها أذهانهم المتخلفة.
ومع ذلك نرجو أن يُعقد مؤتمر جنيف 2 لا لأن المؤتمر سيحقق الأمن والأمان.. فهو أعجز من أن يحقق شيئاً من هذا القبيل ما لم يتوقف الدعم المالي والعسكري وتوريد الإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض إلى سورية.. وكذلك وقف الدعم الإعلامي العربي والغربي سواء.
من وظيفة المؤتمر تعرية كل من راهن على هؤلاء القتلة من جهة.. وتقديم البراهين على عجز الائتلاف ومحاوريه الذين استخدموا الأحذية في الحوار.. والذين فتحت لهم "الأمم المتحدة" دورات تدريبية عاجلة للتدرب على فنون وأساليب الحوار "كمن يعلّم ( الدببة) على الر قص...".
إذا كان للمؤتمر من فائدة فهي أن يتوصل الأميركي مع من توصلوا إلى قناعة بأن هؤلاء لا يجيدون لغة الحوار وهم يفتقدون الحجة والمنطق وهم جهلة بلغة العصر السياسية والدبلوماسية وبالتالي أن يتنقل القرار بوقف إمدادهم بالمال والسلاح والإرهابيين إلى مجلس الأمن كي يتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يموّل أو يساند أو يدرب وبالتالي دفْع دول العالم للوقوف إلى جانب سورية وهي تقوم بتصفية الإرهاب الكوني عابر الحدود والجنسيات على أراضيها لتوفير مناخات السلام وتقليص فرص الإرهاب في العالم كله.
وتقديم المسؤولين عن دعم الإرهاب وتدريبه إلى المحاكم الدولية شأنهم شأن زعامات المجموعات العربية المسلحة التي دمّرت الوطن السوري بكثير من الكيدية الانتقامية التي تتسم بها قيادات بعض دول الخليج. إن لم نقل كلها وإن لم نستثن عُمان التي انخرطت في المجلس الخليجي شكلاً أكثر من مضمون.
الجهود الدبلوماسية العربية والأجنبية قبل أن تتورط الجامعة العربية وتصبح طرفاً في اللعبة الكونية منذ بداية مهمة الدابي مروراً بالسيد كوفي أنان وصولاً إلى الأخضر الإبراهيمي.. كل الحملات الإعلامية المغرضة والتضليل المتعمد والفبركات مسبقة الصنع والتي سبقت الحدث أحياناً.. كل المصطلحات ومحاولات إشاعة مناخات انعدام الثقة ومحاولات قطع البث الإعلامي السوري أو التشويش عليه.
كل هذا وغيره كان في سياق توفير فرص للمجموعات الإرهابية المسلحة كي تلتقط أنفاسها في وقت كان الجيش السوري يحقق ولا يزال الانتصار تلو الانتصار على الأرض.
ما أخشاه أن يكون جنيف 2 وربما مسلسل جنيف 3 والأرقام تتالى هي فرص للمجموعات الإرهابية لكي تلتقط أنفاسها من جديد.. فالحذر واجب والاستعدادات ينبغي أن تكون على قدم وساق..

التعليقات