أبو محمد..رجل في عقده الثمانين,عارك الحياة بكل أهوالها ليمضي سنين عمره بالكد والتعب لأجل أسرته التي أحبها.
التقينا به لأكثر من مرة ولكن في زيارته الأخيرة –نرجو من الله أن لا تكون كذلككان متعمداً لإيصال رسالة وبالأحرى هي وصية, وقبل أن نخبركم بمحتواها إليكم قصة ابو محمد الذين كان سعيدا بتضحياته تجاه الوطن...والتي كان أولها ولده عبد الحميد ابن العشرين ربيعا الذي حمل السلاح برفقة أخوته الأربعة لمواجهة المجموعات الإرهابية التي كانت تشن هجوم دائم على قريتهم (قنية العاصي)..ولم يرضَ بالدفاع عن القرية فقط ...بل قرر الالتحاق بقوى الدفاع الوطني ليكون مع أخوته في كل ساحة قتال مردداً كلماته (المعركة الآن ..أما حياة أو موت) حتى نال شرف الشهادة

أثناء أدائه لواجبه الوطني في منطقة جبورين ...بينما الله اختار اخوته(حيدر وحسن )أحياء بجروح مباركة تشهد لهم على تضحياتهم..
ورغم جراحهم عادوا لمتابعة واجبهم الوطني برفقة أخوتهم (موسى وعيسى)...وحيدر الذي حمل السلاح بيده اليسرى السليمة ,وح سن بوضعه الصحي الغير مستقر...
ولم يكن عبد الحميد قربانهم الوحيد للوطن....بل أيضاً أخوهم عيسى الذي نال شرف الشهادة لينضم صديقا ينعم مع عبد الحميد بعزة نصرهم في أعلى المراتب الخالدة.
وتزامناً مع شهادة عيسى ...أصيب موسى ومكث في المشفى ولم يسمع بفقدانه لأخيه عيسى..
وكل هذا وأبو محمد يردد بدموع ملأت عيناه ...فدى الوطن أولادي الراحلون والباقون...ولكن وصيتي لكم يا أهل الخير في بلدي الحبيب...ولدي محمد الذي يعاني مرارة المرض وهو في الأربعين من عمره وثلاثة مصابين لا معيل لهم سوى الله تعالى وأنتم.
قريباً سأرحل ...لاتنسوا عائلتي, فهي بأمس الحاجة إليكم...

سيريا ديلي نيوز- رنا العبود


التعليقات