خاص سيريا ديلي نيوز- خالد غندور

 

بحسب الموقع الالكتروني لتلفزيون المنار، فقد أبلغ الرئيس بشار الأسد قياداته وفي أحدث اجتماع له معهم بعد تعاظم أخبار الضربة الأميركية، أنّه «منذ بداية الأزمة، وأنتم تعلمون جيداً أننا ننتظر اللحظة التي يطلّ بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلاً. وأعرف أن معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء أي عدوان والحفاظ على الوطن. ولكن أطالبكم بأن تنقلوا هذه المعنويات إلى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين. فهذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين.

وبغض النظر عن امكانية توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى سورية من عدمها وخصوصا بعد تسارع الخطوات باتجاه العواصم والمنظمات الدولية بغية استصدار قرار دولي يبرر العدوان على سورية، وعلى الرغم من هذا السيل الهائل من التصريحات الاعلامية والحملات الإعلامية المكثفة والتي تصب في حشد الرأي العالمي والشعبي لتأييد قرار الضربة،  فإن الموقف السوري ما زال على صموده وثباته بل وعلى نهج إدارته لسياسته الخارجية في محاولة احتواء الموقف وبالتوازي مع التأكيد بأن أي ضربة عسكرية لسورية سوف تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه على مستوى المنطقة أو ربما العالم أجمع وعلى التأكيد أيضاً بأن هذه الضربة العسكرية لن تكون نزهة بحسب ما ورد على لسان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، لكننا وأمام هذا التصعيد الخطير للموقف نجد أن في الجانب الآخر للحدث مساعي حقيقية تبذلها دول صديقة وشقيقة لسورية في محاوللات جادة لنزع فتيل الأزمة وعلى رأس هذه الدول بالتأكيد روسيا الصديقة وإيران الشقيقة، فروسيا وعلى لسان قادتها أكدت مرارا أن ذريعة استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية في حربه مع العصابات المسلحة وتحديدا في الغوطة الشرقية هي ذريعة واهية لا تعتمد لا على أدلة وبراهين علمية ولا تستند إلى نتائج منطقية باعتبار أن لجنة التحقيق الدولية التي تحقق في هذا الشأن لم تنتهي من عملها بعد وأن خطط الغرب للتدخل عسكريا في سوريا "تحد" لميثاق الامم المتحدة ، أما من الجانب الإيراني فقد شدد الإمام السيد علي الخامنئي مرشد الثوة الإيرانية على أن تدخل القوى الأجنبية في سوريا أو أي بلد آخر لايحمل أي معنى سوى تأجيج نيران الحرب والنزاع، ويعمق من سخط الشعوب عليها، أضف إلى ذلك تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني الذي أكد فيه على أن المعركة في سوريا ستكون فيتنام ثانية بالنسبة للأميركيين وأن المعركة في سوريا ستكون خسارة تاريخية للاميركيين وستتحول الى مقبرة لهم وأن الهجوم العسكري الاميركي على سوريا لن ينقذ الكيان الصهيوني من شوكة المقاومة وسيعجل في دماره، وفي ظل هذه التصريحات والمواقف المؤيدة للموقف السوري من قبل الأصدقاء والأشقاء، وفي ظل هذه الحملة الهمجية الشرسة لاستصدار قرار أممي يدعم ويبرر الضربة العسكرية ضد سورية تبرز في الأفق تساؤلات عديدة يفرضها منطق البحث عن الاسباب التي تدفع بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بالإضافة إلى بعض الدول المستعربة لتصعيد الموقف في هذا التوقيت من خط سير الأزمة خصوصا وأن الوضع الراهن على الأرض قد أخذ مساراً واضحاً من صلابة الموقف في الشارع السوري الذي دعمته وقوت من عزيمته أكثر انتصارات الجيش السوري في عملياته العسكرية على مستوى العاصمة دمشق أو بقية المحافظات والخسائر الفادحة التي تعرضت لها المجموعات المسلحة الإرهابية نتيجة الضربات الموجعة التي تتلقاها من قوات الجيش العربي السوري وعليه فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه وبقوة وسط هذه الوقائع والأحداث حول الهدف الحقيقي لهذه الضربة العسكرية والواضح للعيان في توجيه ضربة لقدرات الجيش العربي السوري للتخفيف عن المجموعات الإرهابية المسلحة من جهة، ولإضعاف قدرات الجيش العربي السوري من جهة أخرى خصوصا وأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تركز الآن على الجانب النفسي في حملتها الإعلامية المكثفة للتأثير على الشارع السوري وفي المقام الأول التأثير على معنويات الجيش العربي السوري بغية أحباط الهمم وإضعاف عزم وثبات وصمود المقاتل السوري والذي أثبت قدرات خيالية في الثبات والصمود بل وقدرات قتالية عالية رفعت من تصنيف الجيش العربي السوري عالميا بين جيوش العالم وعلى الرغم من أنه يخوض حرب عصابات شرسة ضد مجموعات ارهابية مسلحة مدربة تدريباً قتالياً متطوراً وخاضت حروب عصابات كثيرة في دول عديدة مسبقاً.

من هنا تتضح الرؤية أمام القاصي والداني على أن سورية لن تكون لقمة سائغة في فم هذا الغول الأمريكي الذي أراد أن يبسط استعماراً جديداً على المنطقة تحت مسمى الديموقراطية وحرية الشعوب وأن سورية ليست وحدها ولن تكون وحيدة في مواجهة هذه الضربة كما أنها لم تكون وحيدة في مواجهة هذه الأزمة وعلى مدى سنتين ونصف تقريباً كما أن الشارع السوري والمواطن السوري على التحديد قد تأقلم ربما مع الحالة التي يعيشها الوطن من ضربات الغدر التي توجه وبشكل يومي إلى الأحياء السكنية بقذائف الهاون أو الصواريخ وعلى ذلك فإن ما نراه في الشارع هو أقرب ما يكون إلى الترقب لهذه الضربة وأبعد ما يكون عن الخوف أو الرهبة وذلك لثقة المواطن السوري بقيادته وجيشه وعقيدته الثابتة في انتمائه لهذا الوطن، وأياً كانت نتيجة هذه التحركات الدبلوماسية أو السياسية لاستصدار قرار دولي لن تثني القيادة السورية والشعب السوري عن مواقف الصمود والثبات والمقاومة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة هذه الأزمة التي لو قدر لها أن تكون في بلد آخر لكان قد سقط في براثن الاحتلال والتسلط منذ الأشهر الأولى.

 

سيريا ديلي نيوز- خالد غندور


التعليقات