لاشك أن الأزمة السورية أثّرت ولازالت في الكثير من مناحي الحياة وأدت إلى استنزاف كبير لطاقات الوطن وخبراته، كما أنها سببت الكثير من الخسائر الفادحة اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، حتى أنها طالت بتأثيرها أغلب القطاعات الأخرى.
نسمع يومياً بأرقام تقدر خسائر الوطن الاقتصادية والتي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، إلا أننا نعلم جميعاً بأن هذه الخسائر يمكن أن تعوض عاجلاً أو آجلاً.
المشكلة الأكبر برأينا جميعاً هي الخسارة الفادحة بفقدان أبناء الوطن، فإلى جانب العدد الكبير من الطاقات البشرية التي تمّ استهدافها من قبل أعداء الوطن، خاصة أولئك الذين وصلوا إلى مراتب عالية في العلم والمعرفة، وساهموا ببناء وتطوير الكثير من المشاريع والمنظومات المتقدمة. إلى جانب هؤلاء، اضطر الكثير من الشباب المتعلّم ولظروف عديدة أهمها الظروف الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية للبحث عن فرص عمل خارج حدود الوطن.
كما أن الكثير من الخبرات الصناعية والتجارية اضطرت ولنفس الأسباب إلى الانتقال إلى دول مجاورة للاستمرار في عملها، وللبحث عن فرص استثمارية مناسبة.
الأمر الذي بدأنا نلمسه مؤخراً هو ندرة الخبرات المعلوماتية السورية، فلفترة طويلة كنا نتغنى بإمكانيات خريجينا المعلوماتيين، والذين تمكّنوا من الوصول إلى مراكز عليا في شركات عالمية متطورة.
كما أننا ولفترة طويلة، كنا نعاني من زيادة كبيرة في الخبرات المعلوماتية، وكانت العديد من الجهات تعمل جاهدة لتأمين فرص عمل مناسبة لهم.
المشكلة التي بدأنا نلمسها الآن هي خروج أغلب هذه الخبرات خارج حدود الوطن، حتى أن العديد من المؤسسات التي مازالت تجاهد للعمل في هذه الظروف الصعبة، أصبحت تواجه مشكلة حقيقية نتيجة عدم القدرة على إيجاد خبرات معلوماتية مناسبة.
لايختلف الكثيرون في نتائج التدمير الحاصل على البنى التحتية والمعامل والمدارس وغيرها، إلا أن نتائج خسارة الوطن لخبراته في مختلف القطاعات لاتقلّ كارثية أبداً...
فهل نلتفت جميعاً للحفاظ على أبناء سورية الوطن!!؟؟

التعليقات