معاذ الخطيب شيخ الجامع الأموي سابقاً - بطل الكوميديا السياسية اليوم - يعلن مقاطعة اجتماع أصدقاء سورية الأعداء في روما، لكنه بعد أن استمع إلى جون كيري وهو يستدعيه للحضور أعلن المشاركة، السيد كيري وصف المعارضة إياها وبطل كوميدياها بالأصدقاء، وحثهم على المشاركة لأنه ينوي اللقاء بهم واتخاذ قرارات بشأن الخطوات التالية حسب قوله. أصدقاء الشعب السوري يجتمعون برعاية أمريكية، فرنسية، بريطانية إيطالية وبتمويل قطري سعودي لتصدير صك من هذه الدول الاستعمارية يمنح الشعب السوري الحرية والديمقراطية التي من معالمها الأولية جبهة النصرة – تنظيم القاعدة – ألوية الإمارات السلفية – الفكر المستورد على جباه الشارات السوداء والفتاوى الأكثر سواداً وسوداوية. اللعبة مكشوفة.. هذا المؤتمر ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير وستبقى "مؤسسة أصدقاء سورية" دائمة الانعقاد حتى لو سقطت المؤامرة أو حققت بعضاً من أهدافها.. المؤسسة ابتزاز سياسي عسكري ومالي ستصبح مرجعية استعمارية دائمة الحضور والفعالية لمواكبة الحدث السوري اليوم وغداً وإلى يوم تعطي إسرائيل فيه إشارة حمراء لطرد اللاعبين من الملاعب وهذا أمر مستبعد. جون كيري في مؤتمراته الصحفية يتعمد السباحة فوق الحدث السوري الساخن، ويناشد جماعة الإتلاف الوطني اللقاء بهم للتزود بالمعلومات عما يجري في الداخل السوري ويتجاهل أن هؤلاء لا يعرفون عنه إلا ما تنفثه قناة الجزيرة الذراع الإعلامي لجبهة النصرة والعربية الذراع الثاني للقاعدة وألوية الإمارات الإسلامية التي يعتزمون إقامتها عند مضارب الصحراء.. والبيداء.. وظمأ السلطة. تكالبوا على سورية وجعلوا من الإرهاب المنظم الموصوف وغير المسبوق والمدان إنسانياً، أخلاقياً، مبادئياً، أممياً، دينياً، ودنيوياً يافطة للحرية والديمقراطية يدعمونه في سورية بكل أنواع الدعم المعلن وغير المعلن ويرسلون لمطاردته الجيوش في مالي وشن الحروب الاستباقية عندما طال الإرهاب أبراج نيويورك ومع ذلك لم يتوان كيري عن الإفصاح عن أن جهوده في جولته الأوروبية ومشاركته اجتماع أصدقاء سورية اللدودين ستتركز على دعم الجماعات المسلحة في سورية من جهة ودعم التدخل العسكري في مالي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة من جهة أخرى. إذا قلنا ازدواجية معايير فهذا أسوأ بكثير.. إذا قلنا إنكم تمرّغون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الدم السوري وعلى الأرض السورية فهذا أقل بكثير.. وإذا قلنا إن المعارضات السورية صنيعتكم وأدواتكم للنيل من سورية على أيدي بعض من أبنائها الذين دفعتهم ظروفهم للهرب أو التهرب من المسؤوليات الوطنية التي يحملها ويتحملها الداخل الوطني وهي لا تسيء إلى وطنها الأم فحسب وإنما تسيء إلى الأوطان التي يعيشون فيها وإلى قيم ومبادئ السوري المغترب المعروفة والموصوف بها أنه إنسان البناء لا التهديم أينما حل في بلدان الاغتراب وهم أبرز من سجل في سجل الدول التي عاشوا فيها مواقف وطنية للوطنَين اللذين يحملهما على منكبيه كمغترب. هم أدوات فعلاً، وسيدينهم التاريخ ولن ينسى لهم الشعب السوري فعلتهم وأفعالهم أصدقاء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر وعند قطر تحضر إسرائيل. إسرائيل قدمت كل إغراءات الدنيا لمواطني الجولان عبر عقود الاحتلال، لم تغرّهم جوازات سفر ولا إغداق المال ولا فنادق النجوم السبعة.. وظلّوا متمسكين بهويتهم السورية وولائهم للوطن وحرصهم على الدخول والخروج والتزاوج وتعليم الشباب في الجامعات السورية ولم يفكر واحد منهم التآمر على وطنه. مؤتمر أصدقاء سورية اللدودين سيكون قد أنهى اجتماعه مع صدور هذا العدد ويكون جون كيري قد التقى بهم وتزود بمعلوماتهم.. جون كيري الذي زار سورية مرات والتقى الرئيس الأسد مرات وعقدا أكثر من لقاء رسمي تخللها غداء عمل عائلي الذي جمع السيد الرئيس وعقيلته والسيد كيري وعقيلته في لقاء ودّي في مطعم النارنج بدمشق القديمة حيث أقيم، فيه من الخبز والملح ما يكفي للوفاء والموضوعية والإنصاف وفيه من المعلومات عن شخصية الرئيس الإنسان الذي تصورونه اليوم على أنه يقتل شعبه فيما هو يدفع الموت عن شعبه من المجموعات الإرهابية المسلحة التي يجري تسليحها ودعمها أميركياً وأوربياً وقطرياً لكي تتحقق في النهاية مصالح إسرائيل التي دافع عنها جون كيري خلال تقديم نفسه إلى الكونغرس الأمريكي لكي يوافق على توليه منصبه. نفهم ولاء إدارة أوباما لإسرائيل شأنها شأن عشرات الإدارات السابقة لكننا نطالب بفهم حقيقة ما يجري في سورية ولها... أوقفوا ضخ المال والسلاح والتهريب "الجهادي" إلى سورية ولا نريد منكم دعماً لمواجهة المجموعات الإسلامية المسلحة كما تدعمون الدور الفرنسي في مالي... شيء من الموضوعية وقليل من التوازن تخرج سورية من محنتها وبذلك تقدمون أنفسكم على أنكم ضد الإرهاب المتفشي في المنطقة والذي لن تنجو منه لا دول الجوار ولا دول حوض البحر الأبيض المتوسط... والزمن بيننا. syriadailynews  

التعليقات