سيريا ديلي نيوز- حسام الحلبي

تتفاوات رغبات السياسيين بين من يرغب أن تكون سورية دولة مدنية ديمقراطية  وبين من يريدها دولة اسلامية ذات حكم يفضل طائفة على أخرى في بلد متعدد الطوائف وبين فئة ثالثة تريد تقسيم سورية ليسهل حكمها الى ثلاث مناطق ( دمشق _ حلب _ دير الزور ) وهناك المزيد من الفئات التي تظن أ سوريا قطعة كيك ويريدون تقطيعها بما يحلو لهم ولكن يبدو أنهم نسوا أو تناسوا أن سوريا ليست لهم وحدهم ولا هي ملك لأحد وان هناك شعب له وحده حق تقرير مصيره ونظام حكم دولته وأن السياسيين ليس هم من يحددون شكل سوريا وطبيعة حكمها وأن هناك صندوق انتخابات يخضع له الجميع من سياسيين ومدنيين وعسكريين ذلك الصندوق الصغير في حجمه الكبير في الامال المرجوة منه فهو يحمل بين هياكله أمال شعب ذاق ويلات الحروب والمؤامرات حتى اكتفى .

أظن انه حان الوقت بعد ماوصلنا اليه من دماء ومن دمار وبعد الاحتكام الى السلاح الذي لم ولن ينفع أن نجلس الى طاولة الحوار ونحتكم الى لغة العقل والمنطق والفهم السليم لغة أعطني رأيك أعطيك رأي من اراء وأفكار ايجابية تساهم في بناء سوريا فسوريا تستحق فعلا أن نتنازل عن مبدأ اما قاتل أو مقتول فهذا قانون الغاب وليس بقانون بشر .

ان لغة السلاح لا تبني أبدا ولن تصل بها الى حل مطلقا فالخاسر الاكبر في هذه الحرب هو شعبنا وسوريتنا والرابح معروف للجميع عندما يتقسم شعبنا وجيشنا يتحقق فعلا مشروع الشرق الأوسط الكبير فتتحول سوريا من دولة قوية الى دويلات ضعيفة مهزومة ولغة السلاح أيضا لن تجلب الا الخسارة لسوريا واهلها فمن غير المنطق أن ندمر بأيدنا عاصمة الامويين وأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وأن ندمر بلد عمرها سبعة الالاف عام وبأيدينا .

سورية للسوريين وليست لسواهم ، سوريا ليست تابعا لأحد وليست زيلا لأحد بل كانت وستبقى الرأس المستقل التي تماشي سياسة ومصالح شعبها وليست ورقة بيد أحد يلعب بها بتوجيهات خارجية.

وسوريا أيضا ليست لشخص واحد ولا لمجموعة بل هي للشعب بأكمله بكل طوائفه أغلبية كانوا أو أقلية فسوريا للسوريين وأهلها ادرى بها وهم وحدهم من يحدد من يحكمهم ومن يجسد طموحاتهم ويلبي احتياجاتهم .

مما يبدو لي أن معارضو الداخل والخارج __ وما أكثرهم __ نسوا بأنه __ بحال ماتمت انتخابات رئاسية __ سيكون هناك رئيس واحد يحكم البلاد فهل ياترى سيجدون بينهم البديل القادر فعلا على صون سوريا وكرامتها وسيادتها ؟؟؟ ولو وجدوا فعلا هل سيتوافقون عليه ؟ أم أن مطامعهم أكبر والكل سيسعى لهذا المنصب الذى بات هدفا بدل من ان يكون وسيلة لتحقيق الهدف .

أتساؤل احيانا وأوجه تساؤلي لجميع السياسيين المتشدقين باحداث التغيير في سوريا سؤال هو : الى أين نحن ماضون ؟؟ الى الرفاه و الاستقرار والامان ؟؟ أم الى نفق مجهول نظلم تدفعوننا اليه بقوة لانرى مابداخله من شدة اللمة وبالتأكيد لن يكون مابداخله خيرا وأنه غالبا ماستكون نهايته الهاوية .

أخيرا أقول _ لمن يهمه الأمر فعلا ( ان وجد ) _ ارحموا سوريةارحموا أرضها وترابها وشعبها ارحموا الوطن ارحموا وطني ووطنكم ان كان يهمكم _ كما تدعون _ فقد مللنا من مؤتمراتكم وصحافتكم وتحليلاتكم وحتى من صوتكم الذي لا يزيدنا الا موتا ودمارا وبؤسا وتراجعا وتهميشا لدور سورية الحضاري بين الامم اتركوا سوريا تعيش بسلام فهي ارض السلام والختام

سيريا ديلي نيوز

التعليقات