لفرنسيون تورطوا في مالي.. ورمال مالي لا تقل خطورة عن رمال أفغانستان التي يجتهد الأميركيون للفرار منها دون تحقيق إنجازات تذكر كما العراق.. كما في غير مكان، دائماً تخسر الولايات المتحدة الأميركية حروبها على الأرض، قد تتفوق في الجو وعن بعد وغالباً ما تكون المحيطات هي الفاصل الذي يحول دون تدخلها العسكري المباشر ولهذا تنتشر قواعدها العسكرية في أغلب مناطق العالم.. الأميركيون يبحثون عن جدول أعمال الروس وتحديداً مواعيد الوزير الصلب سيرغي لافروف بهدف التباحث معهم حول الشرق الأوسط عموماً وتداعيات الأزمة- المؤامرة- في سورية وعليها. بريطانيا وعلى لسان وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني تخشى امتداد التشدد والعنف و"الإرهاب" ليشمل بريطانيا ودولاً أوروبية أخرى، واعترف أن بلاده بدأت "تفقد إيمانها" "بانتفاضات الربيع العربي"، كما اعترف بأن سورية اليوم باتت المحطة رقم واحد للجهاديين في كل مكان من العالم.. والخارجية الفرنسية بدورها أعربت في بيان لها عن خشيتها من انتقال الأزمة السورية إلى الدول المجاورة وهو يعني انتقال الإرهاب إلى بلاده المتشاطئة مع دول "الربيع المتطرف" الذي تشهده المنطقة. لم تعد محطات الضخ الإعلامي التي تجاوزت مئة المحطة تتقدمها فعلياً "الجزيرة" وكتائب العربية يجدي ضخها وكذبها وفبركاتها نفعاً، اكتشف الجميع أن الشعب السوري أكثر وعياً وحذراً وصلابة وإيماناً من غيره وبخاصة الشعوب التي انطلى عليها الربيع العربي وتورطت في قبولها المبدئي بما يجري لها وحولها.. وها هي تنتفض اليوم وبأكلاف مضاعفة لتعيد التوازن إلى مجتمعاتها بعد أن أفقدها الربيع كل ما تملك من مقومات الحياة الكريمة. كما لم يعد إرهابيو الغرب والشرق الذين جاؤوا بهم من مختلف أصقاع الأرض الممتدة.. ونصبوا لهم المخيمات التدريبية على الحدود السورية المترامية الأطراف والمسافات وفي داخل دول الجوار لا فرق بين تركيا وبعض المساحات في لبنان ولا بين إسرائيل والأردن الرسمي.. لم يعد بمقدورهم تحقيق أغراضهم على الرغم من إمكانات الدول الداعمة الصديقة لهم.. الحليفة لدورهم.. المستفيدة من إرهابهم الساعية إلى التلطي خلفهم لتحقيق مآرب سياسية استثمارية، عدوانية قائمة على الغدر والتضليل والتآمر وبالتالي خدمة المصالح الإسرائيلية التي تقف خلف الجميع وتحرك دُماهم بأصابعها وخيوطها ومن وراء الستار.. عامان وتحت اسم براق "خادع" ملتبس تعرضت سورية إلى حروب متنقلة وحملات نفسية إعلامية مبرمجة معدة سلفاً وبعناية أميركية فائقة، تخويف وتشهير، وزعزعة استقرار.. واغتيالات ومحاولات قتل مادي ومعنوي وحصار لا بل خنق اقتصادي وتهويل مجتمعي وعبث طائفي وصبيانية مبادئ من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي لا تساوي قطرة دم لمواطن بريء استهدفه الإرهاب كما قال غبطة بطريرك الموارنة خلال زيارته دمشق مؤخراً. عامان والشعب السوري العظيم يواصل صموده ويعزز وحدته ويكشف الخيوط والأبعاد والمرامي يعريها.. ويفندها.. يتجاوزها.. يقضي عليها.. يضحي دفاعاً عن قيمة موروثاته وتراكم حضاراته عبر آلاف السنين.. وينتصر.. وما تدوير المواقف وتحويل التوجهات وانحناءه التصريحات الغربية التي أشرت إليها في مقدمة المثال إلا الدليل الأنصع على فشل المؤامرة وانحسار أدواتها وهزيمة من وقف خلفها.. وخطط لها.. وأنفق عليها.. ووفر لها الغطاء السياسي والعسكري والمالي واللوجستي، وقبل هذا وذاك الغطاء الإعلامي والذرائع المفخخة والمغلفة بما يسمونه الدبلوماسية الناعمة حيناً والخشنة أحياناً. يكفي أن الوزير الصلب "لافروف" قرّع نبيل العربي على دوره ودور جامعته المشين فيما آلت إليه أوضاع العرب عموماً ودوره في ما حصل في ليبيا.. ودوره في تجميد عضوية سورية.. لا يعرف العربي أن المال السياسي يطأطئ رأس صاحبه فطأطأ، ولم يجب حين غرز رأسه بين كتفيه تجنباً للشظايا السياسية التي أطلقها السيد لافروف في وجه العربي ووجه الجامعة العربية التي لولا رئاسة السيد عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني في هذه الدورة لذهب أبعد من واشنطن في استهداف سورية. الثمن باهظ.. نعم.. لكن سورية ستبقى بخير.. نعم أيضاً.. "وللحديث صلة".
syriadailynews  

التعليقات