أشار المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد إلى أن هناك ثلاث مسارات رئيسية تحكم نتيجة الصراع العربي _ الإسرائيلي في العام 2013: 1- هو سلوك المقاومة في غزة وحركة محمود عباس المتجه نحو تدجين المقاومة في حين أن حركة حماس أصبحت وراء محمود عباس وليس ” الند للند له” خاصة بعد عملية التدجين في الوقت الذي تحاول فيه دول الخليج ممارسة “التدجين”, فإذا استطاع محمود عباس تدجين المقاومة ستتجه عند ذلك القضية الفلسطينية نحو التصفية على يد الفلسطينيين, في حين أن رأينا مختلف , فحتى لو أوفت حركة حماس التزاماتها مع مصر وغيرها بالتراجع عن المقاومة , ستظل هناك حركات داخل فلسطين ترفض التغطية على الطريقة الإسرائيلية, وبالتالي فان القضية الفلسطينية ستشهد نوع من عمليات الاضطراب والزلزلة التي لن تقود إلى تصفيتها وإلى اي حل عادل ولا أعتقد أن هناك مواجهات قريبة بين الفلسطينيين وإسرائيل. 2- هو مسار الأزمة السورية , فنحن نعتقد أن حركة المقاومة الفلسطينية لن تنأ كليا عن الساحة الفلسطينية, فخروج حماس من الساحة السورية , لا يعني خروج القضية الفلسطينية من دمشق ورغم كل ما حصل فستبقى سوريا حاضنة للقضية الفلسطينية حيث أن الإنجازات التي حققتها دمشق في الآونة الأخيرة متمثلة بأمرين: الأمر الأول – فشل المؤامرة على سوريا والأمر الثاني – هو استمرار سوريا في موقعها الإستراتيجي المستقبلي , ولذلك فان الجميع يراهن على شطب سوريا لتصفية القضية الفلسطينية , وبالطبع سيجدون أنفسهم أمام حائط مسدود لأن الدولة السورية لن تسقط . 3- هو مسار الإخوان المسلمين وأنظمة الحكم , مستبعدا أن يكون موضوع حكم الإخوان في البلاد العربية (من سوريا إلى الأردن إلى مصر) قابلا للحياة , لذلك ستكون هناك محاولات من قبل الأخوان في العام 2013 لإقامة هذه المنظومة وبالتالي ستفشل وسيكون هذا الفشل لصالح القضية الفلسطينية بعدم تصفيتها مشيرا إلى أن العناوين الفلسطينية و السورية في العام 2013 ستبقى قيد التجاذب ولن تقوى المحاولات على تصفيتها . وحول تداعيات الملف الإيراني قال حطيط: أعتقد أن إيران أحدثت ثلاث خروقات تمنع أي قدرة غربية على تحريك هذا الملف بما يتناسب مع الغرب , فإيران على الصعيد العسكري تسير في خط تصاعدي إلى درجة امتلاك القوة الردعية التي تسقط أي تفكير بهجوم عسكري عليها , في حين ان الأمر الثاني: يتمثل في العلاقات الدولية , حيث استطاعت ايران وبعد فترة طويلة من الصراع الفردي في الميدان الدولي أن تكون ضمن مجموعة دولية , بعد حدوث الانقسام العامودي في العالم بين معسكرين غربي وغير غربي في حين ان هذا الخرق سيكون في خدمة المصالح الإيرانية. والأمر الثالث : هو إيران ومحورها المترابط مع الأزمة السورية والذي ينعكس إيجابا على الملف النووي الإيراني , لذلك أعتقد أن الملف النووي الايراني لن يقارب عسكريا ,لا من قريب ولا من بعيد في مجلس الأمن, باي ضغوطات وعقوبات كما كانت تجري الأمور منذ ثلاث سنوات, فالملف النووي سيكون قيد تجاذب في التفاوض السلمي الهادئ في حين ان الأفرقاء لن يصلوا إلى حل في هذا الملف حيث سيستمر وهجه في التراجع.   سيريا ديلي نيوز- جريدة الاوسط

التعليقات