فع البعث علم فلسطين واعتبره عَلَمه وكان حاضراً في المؤتمرات وبين حركات التحرر العربية والعالمية ولا يزال.. تزامن تأسيس البعث مع النكبة.. تنافس المؤسسون والأجيال التي تلت على فلسفة القضية الفلسطينية وعلى أدلجة فكر الحزب انطلاقاً من قومية القضية الفلسطينية.. وتمحورت أدبيات البعث ومحاضرات الأوائل حول النهوض القومي بما يساعد الفلسطينيين للعودة إلى ديارهم.. سمّي البعث آنذاك بحزب فلسطين كما تؤكد أدبيات الحزب ووثائقه ومؤتمراته.. هو حزب فلسطين بامتياز، فقد وضع الحزب القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته النضالية، ولا حاجة للقول بأن الحزب قدّم الشهداء على أرض فلسطين واعتبر أن تحرير فلسطين واجب قومي يقع على عاتق الأمة العربية كلّها، وأن النفط باعتباره ثروة عربية يجب أن يوظف استخدامه لصالح القضية الفلسطينية قبل أن يوظفه القاطنون حوله وبين آباره لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلالها لصالح الكيان الصهيوني المغتصب أرض فلسطين.. الحديث عن هذا الجانب يطول كما طالت أدبيات البعث حول القضية الفلسطينية ومن أجلها.. ولمن عاصر نذّكر بما قاله الرئيس حافظ الأسد بصفته أميناً عاماً للحزب (سيظل موقفنا من قضية فلسطين موقفاً مبدئياً ثابتاً صامداً لا يساوم.. ولا يفرط.. وسنظل مع الشعب الفلسطيني قولاً وعملاً..). لم نخن القضية الفلسطينية.. فيما خانها العديد من أهلها.. لم يتخاذل بعثي واحد في سبيل القضية الفلسطينية فيما تجسس العديد من المسؤولين الفلسطينيين لصالح إسرائيل التي جندت قيادات عديدة منهم للتآمر على فلسطين والفلسطينيين وما الليالي الحمراء التي قضتها تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية مع قيادات فلسطينية حسب اعترافاتها إلا واحداً من آلاف صور الخيانة لا بل من آلاف الأفلام الوثائقية المحفوظة في الذاكرة الصهيونية.. أليست هذه المواقف.. وبسببها.. ومن نتائجها هي الدوافع الاستعمارية لما تتعرض له سورية اليوم.. حرب كونية أمريكية صهيونية أوربية وبعض الخدّام العرب في مؤامرة لا تهدف إلا لإضعاف سورية أو تقسيمها.. أو إلهائها عن دورها القومي والذي تشكل فيه القضية الفلسطينية اللحمة.. والسدى؟.. في لبنان زج القادة الفلسطينيون.. أو بعض قياداتهم.. اللاجئين في الشأن الداخلي اللبناني.. ودفع الكثيرون من السواد الأعظم من بسطاء الشعب الفلسطيني الثمن غالياً لاتزال آثاره ماثلة حتى اليوم في المخيمات الفلسطينية المحاصرة من قبل حكومة النأي بالنفس.. في الأردن أكثر من ذلك.. يومها ترك لهم الملك حسين الحبل على غاربه حتى صار طلب القضاء على اللاعبين في الملعب الأردني مطلباً شعبياً.. انقض الملك ولم يستهدف أصحاب الفتنة فحسب وإنما أصاب الأخضر واليابس وحصد حصيده بما يلبي الإدارة الإسرائيلية.. اليوم يحاول بعض الفلسطينيين وبعض القيادات التي كشفت عن عوراتها الوطنية والقومية.. لا بل عن عوراتها الفلسطينية زج الفلسطينيين الأشقاء في الشأن الداخلي السوري على خلفيات مذهبية متخلفة من جهة وبدافع من الإسرائيلي الذي يعيش فترة زهوه لما يحصل في سورية من جهة ثانية.. فليقاتل الفلسطيني – الفلسطيني.. وليتقاتل الفلسطيني والسوري وعلى أرض سورية وفي حضن المخيمات وهي ليس مخيمات بمفهوم الشوادر والخيام وإنما عمارات وبيوت وفيلات فلسطينية اختلطت بالسورية في حين كان رمزاً للتآخي والتساوي كما كان رمزاً للنضال الوطني والقومي. أي طلقة فلسطينية من سورية ليست باتجاه فلسطين المحتلة هي طلقة صهيونية مصوبة إلى قلب سوري قدّم ابنه شهيداً على مذبح فلسطين.. كل فلسطيني يحمل السلاح على أرض سورية ويصوبه إلى صدر أي سوري هو خائن بكل مقاييس القضية الفلسطينية وهو صهيوني الهوى والأداة والفكر والممارسة والدور والوظيفة والإيمان.. هو وليد زنى الخيانات والممارسات التي تحدثت عنها تسيبي ليفني سواء أنجبت أم لم تنجب، وقد كشفت قياداتكم ومن يقف وراءها.. أن حماية اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات "وهي مخيمات" في الوطن العربي كلّه توفرت جراء مواقف سورية.. أو بهيبة سورية أو بخوف مضيفيكم منها ومن دورها الإقليمي ومساندتها للمقاومة.. حفنة منكم ضالة متآمرة.. متورطة بالتجسس الصهيوني لن تثني البعث عن التمسك بقضيتكم ولا التخلّي عن عَلَمِكم الذي لم تعرفوا يوماً أين ترفعوه وعلى أية سارية يكون.. من رحم فلسطين ولد البعث.. والبعث أوفى منكم للأرحام   سيريا ديلي نيوز  

التعليقات